16-نوفمبر-2023
جانب من الاشتباكات مع جيش الاحتلال في طولكرم شمال الضفة الغربية, تصوير عصام الريماوي

جانب من الاشتباكات مع جيش الاحتلال في طولكرم شمال الضفة الغربية, تصوير عصام الريماوي

الترا فلسطين | فريق التحرير 

قالت صحيفة هآرتس العبرية إن مسؤولين أمريكيين، في محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين، قد حذروا من احتمالية انهيار السلطة ماليًا وفقدان السيطرة على المدن المركزية في الضفة الغربية، وقدروا أن عنف المستوطنين يعزز الدعم لحماس، واندلاع العنف في الضفة الغربية "سيضر بالدعم الدولي الذي تتلقاه إسرائيل لاستمرار القتال في القطاع".

وأضافت أن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية يرون أن "إسرائيل" تواجه خطر إشعال جبهة قتال أخرى في الضفة الغربية.

قامت الحكومة الإسرائيلية، في الأسابيع الأخيرة، بدراسة "عدة مخططات لضخ الأموال إلى سكان الضفة الغربية"، في محاولة لوقف اندلاع "العنف" في الضفة الغربية.

وفي محادثات مع كبار المسؤولين في "إسرائيل" في الأيام الأخيرة، حذر أعضاء في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن الوضع في الضفة الغربية على وشك الغليان، وأن السلطة الفلسطينية قد تفقد السيطرة على المدن المركزية. 

وأكدت هآرتس أن المسؤولين الحكوميين أثاروا عددًا من "القضايا التي تزعجهم"، وتشير إلى خطر التصعيد في الضفة الغربية، أولها ضعف السلطة الفلسطينية، مع التركيز على وضعها المالي. وتقدر الإدارة الأمريكية أن السلطة قد تصل إلى حالة من الانهيار المالي، ولن تتمكن من دفع رواتب أفرادها الأمنيين "الذين يعملون حاليًا ضد حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية"، على حد تعبيرهم.

ورأت الصحيفة أن هذه القضية تثير قلقًا كبيرًا لرؤساء الأجهزة الأمنية لدى الاحتلال، الذين خاضوا معركة حول هذه القضية مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش حول تحويل أموال الضرائب التي تجمعها "إسرائيل" من الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية.

كما تشعر الإدارة الأمريكية بالقلق إزاء تراكم الحوادث التي يهاجم فيها اليمينيون المتطرفون، وخاصة من البؤر الاستيطانية غير القانونية، الفلسطينيين، الذي يعزز الدعم لحماس ومنظمات المقاومة الأخرى في الضفة الغربية.

وأعرب السياسيون الأمريكيون عن خوفهم من ما أسموه "تورط أفراد أمن السلطة الفلسطينية أو ضباط الشرطة في عمليات ضد إسرائيل"، بحسب صحيفة هآرتس العبرية، وطلبت الإدارة  الأمريكية من "إسرائيل" التحقيق في عدد من الحوادث التي وقعت فيها مواجهات كلامية بين جنود جيش الاحتلال وعناصر الشرطة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة.

وقالت الصحيفة إن المستوى السياسي الإسرائيلي يدرك جيدًا احتمال أن تؤدي الضائقة الاقتصادية في الضفة الغربية إلى اندلاع أعمال عنف، وفي محاولة لتهدئة المنطقة، قامت الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة بدراسة "عدة مخططات لضخ الأموال إلى سكان الضفة الغربية"، وخاصة أولئك الذين يعملون بشكل روتيني في "إسرائيل".

وبحسب هآرتس، فإنه إلى جانب التحويل الجزئي لأموال الضرائب إلى السلطة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول العثور ،دون نجاح حتى الآن، على دولة ثالثة توافق على تحويل بدل معيشة أساسي للعمال الذين لا يُسمح لهم حاليًا بكسب لقمة العيش في "إسرائيل". 

الخطوة الأخرى التي سيتم أخذها في الاعتبار هي الترويج لمبادرة تسمح لهؤلاء الموظفين بالوصول الفوري إلى أموال تعويضات نهاية الخدمة، وتشير التقديرات إلى أن 3.5 مليار شيكل تم اقتطاعها من رواتبهم، وأن حوالي 65% من الفلسطينيين الذين عملوا في "إسرائيل" خصصوا أموالاً لها.

وكشفت الصحيفة أن هناك تخوف إسرائيلي على المستوى السياسي من وقوع هجمات مشابهة كبيرة من المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى احتمال قيام أفراد من قوات الأمن الفلسطينية بالتعبئة، ضد أهداف إسرائيلية، الذي دفع بنيامين نتنياهو لإصدار أوامر لجيش الاحتلال بصياغة خطة عمل لإحباط "هجوم مشترك في الضفة الغربية على المستوطنات من خط التماس"، على غرار مخطط مماثل للخطة التي نفذتها حماس في عملية طوفان الأقصى.