19-نوفمبر-2018

صورة تعبيرية (Getty)

ثمة الكثير من المصاعب أو الاضطرابات التي يمكن أن تواجه الشخص وتدفعه للتفكير بخيار إنهاء حياته.

وكجزء من السعي البحثي خلف تشاخيص هذه الظاهرة العالمية، أشار الكاتب مايك مكراي في تقرير علمي نشره موقع "ساينس أليرت" إلى أن أعلى نسبة انتحار بين الرجال هي لدى العاملين في مجالين البناء واستخراج الموارد

ونقلًا عن ترجمة للجزيرة، جاءت خلاصة البحث على النحو التالي:

أكثر الموظفين عرضة للانتحار هم العاملين في مجاليْ البناء واستخراج الموارد.

في المرتبة الثانية يأتي العاملون في مجالات الفنون، الترفيه، الرياضة، الإعلام. وتشمل هذه الفئة أعلى معدلات الانتحار بين أوساط النساء.

أما أكثر معدلات الانتحار ارتفاعا بين النساء فتسجلها العاملات في مجال إعداد الطعام وتقديمه.

وفي آخر الترتيب وفق تقرير أليرت، نجد الوظائف المتعلقة بمجاليْ التعليم والمكتبات، إذ تشمل أقل معدلات للانتحار لدى الرجال والنساء على حد سواء. 

أما الوظائف في مجاليْ الزراعة والقانون، فتشهد انخفاض معدلات الانتحار لدى كل من الرجال والنساء.

وذكر الكاتب أن نسب الانتحار خلال الفترة الممتدة بين عامي 2012 و2015، تعكس ارتفاعا صادما في معدلات الانتحار بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في وظائف مختلفة. فعلى سبيل المثال، ارتفعت معدلات الانتحار في الولايات المتحدة بانتظام، خلال أول 16 سنة من هذا القرن، من 12.9 حالة إلى 17.3 حالة لكل 100 ألف شخص.

طول ساعات العمل

وأفاد الكاتب في سياق تحليل نتائجه، بأن أغلب الأشخاص البالغين في العالم يمضون كامل يومهم في أماكن عملهم. لذلك، "فمن المنطقي أن ندرك ونفهم كيف يمكن أن تؤدي مهنتنا إلى الانتحار" وفق رأي مكراوي.

وإلى الآن، وفّرت أغلب البرامج المتعلقة بالعمل الموارد من أجل اكتشاف هذه الظاهرة مبكرا والتدخل لحلها. ومن جانبهم، أشار معدو التقرير إلى أن "هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من البحوث المتعلقة بالدور الذي يلعبه مكان العمل إزاء الوقاية الأولية من الانتحار على غرار تحسين ظروف العمل والتقليل من حجم التوتر والإجهاد".

بالأرقام

وأورد الكاتب أنه خلال عام 2015 انتحر أكثر من 1400 موظف في مجاليْ البناء واستخراج الموارد. ويعد هذا المعدل مروعا، حيث أنهى معدل 53.2 موظفا لكل 100 ألف موظف حياتهم مقابل معدل 43.6 موظفا خلال سنة 2016، مما يجعل العاملين في هذه المهن الأكثر إقداما على ذلك حتى الآن.

علاوة على ذلك، يمثل العاملون في مجالات الفنون، الترفيه، الرياضة، الإعلام، ثاني أعلى معدل للانتحار. وقد شهد هذه المعدل ارتفاعا ملحوظا بنسبة 50% خلال الفترة الممتدة بين عامي 2012 و2015.

وفي الواقع، ارتفع هذا المعدل من 26.9 حالة إلى 39.7 حالة لكل 100 ألف موظف من الرجال. وفي الحقيقة، تشمل هذه الفئة أعلى معدلات الانتحار بين أوساط النساء، حيث أقدمت 11.7 موظفة لكل 100 ألف موظفة على الانتحار خلال سنة 2012، في حين قررت 15.6 موظفة خلال سنة 2015، وضع حد لحياتها.

وقال الكاتب إن أكثر معدلات الانتحار ارتفاعا شملت النساء العاملات في مجال إعداد الطعام وتقديمه حيث ارتفعت بنسبة 54%، أي من 6.1 حالات انتحار إلى 7.4. وفي آخر الترتيب، نجد الوظائف المتعلقة بمجاليْ التعليم والمكتبات، إذ تشمل أقل معدلات للانتحار لدى الرجال والنساء على حد سواء. 

وأشار الكاتب إلى عدد من الوظائف التي نلاحظ فيها انخفاض معدلات الانتحار لدى كل من الرجال والنساء على غرار تلك المتعلقة بمجاليْ الزراعة والقانون. ورغم أنه لا وجود لحل سريع من شأنه أن يقضي على ظاهرة الانتحار، فإن الوصول إلى الأشخاص الذين من شأنهم أن يستفيدوا من التدخل يعد بمثابة خطوة كبيرة لمعالجة هذه الأزمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مسؤول مصري يطالب المقبلين على الانتحار بعدم فعلها في "المترو"

بريطانيا تستحدث وزارة "مكافحة الانتحار"