نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مقالًا للصحفي يوسي ميلمان، خبير الشؤون الاستخبارية في الصحيفة، بعنوان "الفشل الاستخباراتي ونتائجه في جهاز الشاباك"، تناول فيه تأثير عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، على الاستخبارات الإسرائيلية.
واستهل ميلمان مقاله، بالقول: "أعلن رئيس جهاز المخابرات الشاباك، رونين بار، أن رئيسة شعبة الأبحاث في الجهاز ستنهي مهامها خلال هذا الشهر. يُعزى هذا القرار جزئيًا إلى الفشل الاستخباراتي الكبير الذي وقع في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث لعب جهاز الشاباك وجهاز الاستخبارات العسكرية أمان دورًا بارزًا في هذا الفشل".
انعكاسات كبيرة لعملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية
وأشار ميلمان إلى أنه: "عُيِّن ضابط مخابرات جديد ليحل مكانها، وهو ضابط برتبة رئيس دائرة، سبق له أن شغل عدة مناصب في مقر قيادة الجهاز، لكنه لم يعمل في مجال البحث سابقًا. ورُقِّي إلى رتبة قائد لواء، مما يعادل رتبة مقدم في الجيش الإسرائيلي. على الرغم من أن المسؤولة التي يشار لها بالحرف ’لام’ لم تتقاعد أو تُفصل، إلا أنها لم تُعين في منصب آخر داخل الشاباك حتى الآن. وتنتظر ’لام’ نتائج التحقيقات الداخلية التي تجريها طواقم من المتقاعدين. وحتى الآن، لم تصدر أي استنتاجات حاسمة من تلك التحقيقات، أو من لجنة تحقيق حكومية، التي يرفض رئيس الحكومة نتنياهو تعيينها".
وقررت "لام" عدم تمديد فترتها في المنصب التي استمرت ثلاثة أعوام، معتبرةً ذلك قرارًا ذا "قيمة" حتى يتم البت في نتائج التحقيقات، حيث قد يفتح لها المستقبل بابًا جديدًا للعودة إلى جهاز الأمن أو الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بتقييمات الاستخبارات.
ويختلف سلوك "لام" عن نظيرها "راء"، المسؤول عن المنطقة الجنوبية عن غزة، الذي تحمل المسؤولية، وقرر التقاعد قبل ثلاثة أشهر. وتم تعيين "أ" خلفًا له، وهو ضابط سابق في شعبة التحقيقات، وأُعير لفترة من الوقت إلى الموساد.
ويأتي رحيل "راء" وتقاعد "لام" ضمن موجة من استقالة كبار المسؤولين في جهاز الاستخبارات، بما في ذلك رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي "أمان" أهارون حاليفا، وقائد وحدة الاستخبارات 8200 يوسي ساريئيل، ورئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات "أمان" عميت ساعر. إذ اُعْتُبِر ضباط الاستخبارات العسكرية في القيادة الجنوبية وفرقة غزة مسؤولين عن الفشل الاستخباراتي في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
من المتوقع أيضًا أن يُنهي يارون فينكلمان، قائد المنطقة الجنوبية، واللواء هرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، مهامهما قريبًا، وربما قبل نهاية العام، خاصة بعد انتهاء الحرب على غزة. ورغم أنه حال انتهت الحرب "إلا أن تلك التبعات الاستخباراتية لا تزال تؤثر في مصير هؤلاء المسؤولين".
يشار إلى أن المسؤول "لام" عُيِّنَت المسؤولة في الشاباك في منصب رئيس شعبة الأبحاث قبل ثلاثة أعوام من قبل رونين بار، بعد أن قضت فترة طويلة كنائبة رئيس الأبحاث السابق في الشاباك "نون".
وعادةً ما تكون فترة ولاية رؤساء الأقسام في الشاباك حوالي ثلاثة أعوام، ولكن بناءً على طلب رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان، مُدِّدَت فترة رئاستها لمدة خمس سنوات. وبدأت "لام" مسيرتها في جهاز الشاباك في أثناء دراستها في قسم الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، وقامت بخدمتها كاملة في شعبة الأبحاث، حيث اكتسبت خبرة واسعة في القضايا الفلسطينية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية وحركة فتح، بالإضافة إلى غزة، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، وتتحدث العربية بطلاقة، وساهمت في أبحاث متعددة حول هذه القضايا.
ووفقًا لمصادر مطلعة على أنشطة شعبة الأبحاث، اتخذ البحث داخل الشاباك تحت قيادة "لام" توجهًا متشددًا، مؤكدًا على ضرورة تبني سياسة هجومية ضد حماس. ومع ذلك، فإن دور شعبة الأبحاث يقتصر في الأساس على تقديم تحليل موضوعي للوضع وعكسه لقادة الجهاز والمستويات السياسية، بما في ذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وختم ميلمان، بالقول: "رغم إخفاق شعبة الأبحاث في تحديد عملية التحول التي حدثت داخل حماس بقيادة يحيى السنوار، والتي فاجأت إسرائيل في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلا أنها ساهمت في تحقيق نجاحات بارزة في "مكافحة الإرهاب"، خاصة في الضفة الغربية، وكذلك خلال الحرب في غزة. كما أن تأثير الشاباك يمتد أيضًا إلى ما يجري في لبنان، حيث يظل الجهاز لاعبًا حاسمًا في المنطقة"، وفق قوله.