"هذا المعرض مُوجهٌ للصبية والأطفال. في مجتمعنا ننظر باحتقارٍ إلى الفلسطينيين الذين يدربون أطفالاً تتراوح أعمارهم بين الثانية والثالثة عشرة على القفز من إطارات سياراتٍ مشتعلة، إلى جانب تنفيذ تمريناتٍ عسكريةٍ مضحكة. نحن نفعل ذات الشيء، عندما نسمح لأطفالنا الشعور بأنهم جنود، لكن ببساطة الأمر لدينا أكثر تطورًا، وهذا ملائمٌ للمجتمع الإسرائيلي". هكذا فسَّر البروفيسور أفنير بن عاموس من جامعة "تل أبيب"، إنفاق جيش الاحتلال عشرات ملايين الشواكل على معرض عسكري نظمه في القدس.
جيش الاحتلال افتتح معرضًا بتكلفة تجاوزت 28 مليون شيكل، لتشجيع الأطفال على الالتحاق بالجيش
يُضيف بن عاموس، "أطفالنا وصبيتنا يحبون الأمر. في النهاية من المفترض أن يخرج الأطفال من هذه التجربة وهم يريدون الالتحاق بالجيش الإسرائيلي. إن هذا نوع من التأهيل للالتحاق بالجيش أو ممارسة الدعاية بهدف التجنيد".
اقرأ/ي أيضًا: أثرياء إسرائيل يمولون الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين
العطلة الصيفية للمدارس في إسرائيل هي موسم المعارض التي تقصدها الأسر للترفيه ولأغراض "تربوية". ومن بين المعارض التي تم افتتاحها الأسبوع الماضي في القدس معرض "جيشنا"، وفي حفل الافتتاح قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: "يجب تحويل هذا المعرض إلى تقليدٍ سنوي".
شاركت في إعداد حفل الافتتاح، كل أذرع الجيش "الهجومية والدفاعية" بتكلفة تجاوزت 28 مليون شيكل، وقبل انقضاء أكثر من أسبوع على الافتتاح، زار المعرض أكثر من 100 ألف طفل وصبي برفقة والديهم، بينما خصصت بلدية الاحتلال في القدس 9 ملايين شيكل من ميزانيتها.
كل زائرٍ للمعرض يرتدي حزامًا خاصًا ويُمنَحُ بطاقة رقمية، تؤهله لاستخدام أجهزةٍ تحاكي الأسلحة المعروضة، بدءًا من المسدسات مرورًا بالبنادق الآلية وحتى توجيه الصواريخ، وكذلك امتطاء الدبابات وناقلات الجند، وتوجيه المدفعية والبارجات الحربية والتحليق بالطائرات.
بعد نهاية الجولة يحصل الطفل بناءً على أدائه على توصيةٍ تشير إلى الوظيفة التي تلائم قدراته ومواهبه في الجيش. المعروضات تحتوي على نظارات الواقع الافتراضي، وألعابًا حاسوبية، وأجهزة محاكاة، وشاشات ضخمة، وتطبيقاتٍ ذكية، بالإضافة لأماكن خاصة لالتقاط صور السلفي.
في إسرائيل يعمل أكثر من 11 متحفًا "تراثيًا وتربويًا" تتبع جميعها لجيش الاحتلال، من بينها متحف "البلماخ" (قوات الصاعقة في الهاغاناه)، ومتحف أسرى المنظمات السرية (الهاغاناه الأرغون). ويزور تلك المتاحف سنويًا 400 ألف تلميذٍ من طلبة المدارس الثانوية والجنود الجدد.
العقيد زيف أفتليون، رئيس الوحدة التكنولوجية في جيش الاحتلال، هو المسؤول عن معرض "جيشنا"، قال إن الهدف من المعرض هو "التشجيع على الالتحاق بالجيش وتعزيز الفخر بالدولة" وفق تعبيره.
وللتدليل على فعالية "دعاية" جيش الاحتلال في معرض "جيشنا"، كتبت إحدى الصحف العبرية: "كل من يدخل للمعرض بغض النظر عن فئته العمرية يغادره متحمسًا. المعرض يجب أن يكون متاحًا من سن رياض الأطفال وحتى جيل التسعين، إنها فعالية تورث الحماس، الناس يغادرون القاعة فخورين بالجيش الإسرائيلي".
وخلاصة الأمر أن جيش الاحتلال يطبق مصطلح "Edutainment"الذي يعني "التربية بوسائل الترفيه"، فالمتاحف والمعارض التي يديرها تنقل للأطفال في اسرائيل مضامين ثقيلة جدًا بوسائل خفيفة وترفيهية، فيتحول الجيش إلى مسألةٍ في غاية "المتعة" بعد محو الجانب العنيف والعدواني من مجرد الجندية في جيش احتلال.
اقرأ/ي أيضًا:
امبراطورية تجارة الأعضاء.. إسرائيل وراء كل هذا