25-مارس-2024
نتنياهو

الترا فلسطين | فريق التحرير 

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الاثنين، إن حكومة الاحتلال مصابة بـ"اضطراب المناعة الذاتية" على نحو يعزز الانقسام الداخلي ويعرض المجتمع الإسرائيلي للخطر، الأمر الذي يقلل من احتمالات تحقيق النصر على  حركة حماس.

وكتب المعلق العسكري للصحيفة رون بن يشاي أنه في خضم حرب وجودية، تواصل الحكومة الإسرائيلية تعميق الانقسام السياسي المدمر في المجتمع، مما يعرض الأمن الإسرائيلي الجسدي للخطر بشكل مباشر، ويقلل من فرصة الانتصار في الحرب. ويتجلى ذلك بوضوح في مجالين: "قانون إعفاء اليهود المتشددين من التجنيد الإجباري، والتعامل العسكري السياسي الفاشل مع دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية لقطاع غزة".

محلل الصحيفة: "إسرائيل" تُدار حاليًا من حكومة مصابة باضطراب المناعة الذاتية، ليس فقط لأنها في خضم حرب "وجودية" تواصل تعميق الانقسام السياسي المدمر في المجتمع، ولكن أيضًا لأنها تعرض المجتمع الإسرائيلي للخطر بشكل مباشر

ويؤكد المحلل أن العلوم الطبية تدرك جيدًا هذه الظاهرة؛ وهي إحدى أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي للمريض الجسم، بل ويسبب الوفاة في بعض الأحيان. والظاهرة الموازية في السياسة هي الحكومة أو الحكومات التي تنفذ عن وعي تحركات تعرض الأمن الجسدي والاقتصادي للإسرائيليين، ووجودها السيادي للخطر الشديد. 

مضيفًا إلى أن هذه ظاهرة شائعة إلى حد ما في الأنظمة الديكتاتورية والملكية، لكن الحالات التي حدثت فيها هذه الظاهرة في "دولة ديمقراطية حديثة نادرة، مثل إسرائيل هي تجلي نادر لهذه الظاهرة"، على حد تعبيره. 

واعتبر أن "إسرائيل" تُدار حاليًا من حكومة مصابة باضطراب المناعة الذاتية، ليس فقط لأنها في خضم حرب "وجودية" تواصل تعميق الانقسام السياسي المدمر في المجتمع، ولكن أيضًا لأنها، إضافة إلى ذلك، تعرض المجتمع الإسرائيلي للخطر بشكل مباشر، والأمن الجسدي وتقلل من فرصة الانتصار في الحرب.

ويتجلى ذلك بوضوح في مجالين: القانون الذي يعفي اليهود المتشددين من التجنيد الإجباري، والتعامل العسكري السياسي الفاشل مع دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وطبقًا للصحيفة فقد وجد الجيش الإسرائيلي من أين يمكنه الحصول على 7000 مقاتل وجندي عامل في إسناد الجهد القتالي الذين يفتقر إليه الجيش حاليًا عبر تمديد الخدمة النظامية للشباب العلمانيين والمتدينين القوميين (الذين يؤدون الخدمة العسكرية) لمدة أربعة أشهر، واستدعاء جنود الاحتياط، الذين خدم معظمهم بالفعل لأكثر من 100 يوم، للخدمة مجددًا في الجيش، وألف شاب حريدي متشدد دينيًا، أكثر من نصفهم مؤهل للخدمة لكنهم معفيون منها لأنهم يدرسون في المدارس الدينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإعفاء الشامل لليهود المتشددين الحريديم؛ يطرح علامة استفهام كبيرة حول القدرة على الاستمرار لسنوات مع النموذج الحالي، إذ أن نقص الجنود سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى الاعتماد أكثر فأكثر على الجنود من الخدمة النظامية، وخاصة في الوحدات الميدانية القتالية والوحدات التكنولوجية مما سيقلل بشكل كبير من أعداد الجنود النظاميين الذين يغادرون للخدمة الاحتياطية، بالإضافة إلى العبء المباشر وغير المباشر الذي يفرضه القطاع المتهرب من الخدمة العسكرية على أجور الموظفين، الذين يعملون ويدفعون الضرائب لتمويل الجيش، وبسبب التكاليف الباهظة التي يتكبدها الاقتصاد نتيجة المدفوعات المالية المباشرة لأولئك الذين يخدمون في الاحتياط وبشروط دائمة بشكل منتظم، الذي يصل لمبالغ تقدر بالمليارات، مما سيضخم العجز، وقد تنهار "إسرائيل" تحت هذا العبء في نهاية المطاف.

يديعوت أحرنوت: من بين جميع القضايا التي تختلف تل أبيب بشأنها مع واشنطن، فإن المساعدات الإنسانية هي القضية المهمة حقًا من حيث القيمة والعاطفة للرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولي إدارته

ورأى المعلق العسكري للصحيفة أن داء اضطراب المناعة الذاتية الذي يسيطر على سلوك الحكومة الإسرائيلية يحول أيضًا دون إنهاء حركة حماس التي تواصل تقديم الخدمات المدنية لسكان غزة. 

أما فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وبسبب الحرب ولأسباب تاريخية وسياسية، فهي شريان الحياة الوحيد لسكان قطاع غزة، ومن يتحكم في توزيعها هو من يتحكم في مواطني القطاع، بحسب الصحيفة. وتخشى الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي من التورط في نقل المساعدات وتوزيعها لأسباب يبدو بعضها عمليًا – كوسيلة للضغط على حماس– ونابعة من أيديولوجية قومية يمينية، التي ترى أن "إسرائيل" ليست في حاجة إلى القلق على سلامة سكان غزة، فغياب كيان يقوم بهذا الدور بفعالية يؤدي إلى الفراغ والفوضى، وبالتالي فإن حماس تعتني برفاهية شعبها وتغذيته، ولأن السيطرة المدنية تمتلكها حماس، فلن يكون من الممكن إنشاء حكومة مدنية محلية بديلة، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، ولن يكون هناك أيضًا خيارًا آخر مثل كيان دولي مستعد للدخول إلى القطاع، وهو ما سيحول دون تحقيق أحد أهداف الحرب المتمثل في تفكيك البنى التحتية العسكرية والحكومية لحماس. 

واعتبرت الصحيفة أن تجنب "إسرائيل" التعامل بشكل فعال مع مسألة المساعدات يضر بشكل خطير بـ"الشرعية" لاستمرار الحرب، وبالوقت المتاح لشن الحرب وبالعلاقات مع الولايات المتحدة.

وأكدت أنه من بين جميع القضايا التي تختلف تل أبيب بشأنها مع واشنطن، فإن المساعدات الإنسانية هي القضية المهمة حقًا من حيث القيمة والعاطفة للرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولي إدارته.

وأضافت أن تقرير الأمم المتحدة الذي يفيد بأن سكان غزة يعيشون في وضع حرج، وهم على حافة المجاعة، هو السبب الرئيسي وراء تعرض "إسرائيل" للإدانات الدولية وحصولها على مكانة الدولة المصابة بالجذام في وسائل الإعلام الدولية.