19-مايو-2021

gettyimages

لم يعُد محمد المصري –النازح من شمال قطاع غزة- إلى إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا" بمدينة غزة، يكترث بفكرة انتقال عدوى "فايروس كورونا" له أو لأحدٍ من عائلته، عندما أضحى خطر الموت يحدق به، وبقرابة 50 ألف مواطن –نزحوا مثله إلى المدارس- هربًا من نيران "إسرائيل" التي تتساقط فوق رؤوسهم منذ عشرة أيام.

بملابسهم فقط، تمكن محمد وأفراد عائلته من النجاة بأرواحهم بعد استهداف محيط منزلهم

بملابسهم فقط، تمكن محمد وأفراد عائلته من النجاة بأرواحهم –هكذا يظنّون- عندما تركوا بيتهم بعد استهدافٍ متكررٍ لمحيطه في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة منذ عدة أيام، ونزحوا إلى مدرسة تتبع للوكالة الدولية، لتبدأ هناك محطة أخرى من المعاناة "أكثر بؤسًا" كما وصفها لـ الترا فلسطين، نتيجة نقص مقومات الحياة الأساسية، "وعلى رأسها الماء والكهرباء".

في مدرسة الرمال الإعدادية، وسط غزة، افترشت عائلة الشاب الأرض داخل إحدى الغرف الصفية، تمامًا كما فعلت كل العائلات التي وصلت المدرسة. لا يعرفُ أحدٌ هنا جيرانه في الصف المجاور. القاسم المشترك الوحيد بينهم هو أنهم "يعيشون ظروفًا قاسية، في انتظار انتهاء العدوان، بلا فراش ولا طعام ولا مياه صالحة للشرب" يقول محمد.

وحسب المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عدنان أبو حسنة، فإن عدد النازحين الدقيق، بلغ حتى مساء الليلة الماضية 48 ألف مواطن، "توزَّعوا على 58 مدرسة تابعةٍ لها.

أبو حسنة: 48 ألف نازح من كافة أنحاء القطاع، توزَّعوا على 58 مدرسة تابعة للوكالة

وتبعًا له، فإن معظم عمليات النزوح إلى مدارس وكالة الغوث، جاءت من مناطق شمال قطاع غزة، وشرقه، "وهي النسبة الأعلى، مقارنةً بنسبة نزوح المواطنين في مدن رفح وخان يونس جنوب القطاع من منازلهم إلى مدارس الوكالة".

اقرأ/ي أيضًا: اعترافات إسرائيلية بـ"إنجازات لحماس" وفشل جيش الاحتلال

 

ويقول لـ الترا فلسطين: "معظمهم خرجوا بملابسهم فقط، لم يتمكنوا من حمل أي أغراض تساعدهم على العيش في مدرسة نتيجة الخطر الذي كان محدقًا بهم، ودفعهم لترك منازلهم في حينها"، مؤكدًا أن احتياجاتهم كبيرة، "وتقريبًا ينقصهم كل شيء" على حد تعبيره.

"المواد الغذائية، ومياه الشرب، والكهرباء، ناهيكم عن مواد التعقيم في ظل تفشي جائحة كورونا" يكمل أبو حسنة، ملفتًا إلى عدم توفر خدمة سحب العينات لحصر المصابين في مراكز إيواء النازحين، "لكن سنبدأ بإجراء الفحوصات في وقتٍ قريب، لضمان سلامة الموجودين، وتقنين فرص المخالطة بين المصابين وغيرهم".

أبو حسنة: بدأنا بتوفير مياه الشرب ومواد التعقيم، ونسعى لتوفير الفراش والغذاء

"أنروا" بدأت بترتيب الأوضاع داخل مدارسها –كما يوضح- حيث بدأت بتوفير مياه الشرب للنازحين، وتجهيز دورات المياه (الحمامات)، وتوزيع مواد التعقيم والتنظيف لمكافحة "كورونا" قدر المستطاع، مردفًا: "وفي الأيام القادمة، سيتم تقديم مواد غذائية وفراش يكفي النازحين جميعًا".

يضيف: "بعض الجهات –من القطاع الخاص- تواصلت معنا، وعرضت المساعدة في تقديم مواد غذائية، ووجبات، واحتياجات أخرى، وهذا جهد مُقدر".

ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، مخلفًا 219 شهيدًا، و1500 جريح، ودمارًا واسعًا طال البنايات السكنية، والنبى التحتية.


اقرأ/ي أيضًا:

فلسطين والبحث عن لحظة ربيع عربي جديدة

صنّاع الهوية الفلسطينية