أعلن "حزب الله" في الساعات الأولى من صباح الأربعاء تصديه لقوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة "العديسة" في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية جنوب لبنان، مشيرًا إلى أنه ألحق بها خسائر وأجبرها على التراجع.
هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها "حزب الله" اشتباكه مع قوات مشاة إسرائيلية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، التي بدأت فجر الثلاثاء. حتى الآن، لم يُرصد أي توغل بريّ إسرائيلي خلال يوم الثلاثاء، بينما نفى "حزب الله" صحة الادعاءات الإسرائيلية بوقوع اشتباكات مباشرة بين عناصره وجيش الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت.
#عاجل | اشتباك مع قوة مشاة إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل جنوبي #لبنان.. تغطية خاصة https://t.co/v7nHWQvmSd
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 2, 2024
وجاء ذلك في بيان أصدره "حزب الله" عبر منصة تلغرام، حيث قال إن مقاتليه "عند فجر الأربعاء تصدوا لقوة من مشاة العدو الإسرائيلي التي حاولت التسلل إلى بلدة العديسة من جهة خلة المحافر، واشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر (لم يحدد طبيعتها)، وأجبروها على التراجع". وأضاف البيان أن هذه الخطوة تأتي "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ودفاعًا عن لبنان وشعبه".
فيما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة عدة جنود في حدث أمني صعب بالشمال.
#عاجل | مراسل التلفزيون العربي: مروحية عسكرية ثالثة تحمل جنودا مصابين تحط في مستشفى رمبام بحيفا قادمة من الشمال pic.twitter.com/wLaNNMHTOh
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 2, 2024
وفي تطور آخر، شنّ جيش الاحتلال سلسلة من الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت فجر الأربعاء، وذلك بعد أن أصدر إنذارات لسكان بعض المباني بالإخلاء الفوري. ووفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية، أدت الغارات إلى استشهاد 55 شخصًا وإصابة 156 آخرين بجروح في مناطق مختلفة من لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية.
وذكر جيش الاحتلال أنه شنّ 9 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال ساعتين، مستهدفًا مناطق الحدث، الرويس، الشويفات، وحارة حريك. وقد جاءت إحدى الغارات على حارة حريك بعد دعوة الجيش لسكان مبنيين في الضاحية الجنوبية والمقيمين في نطاق 500 متر من تلك المباني لإخلائها.
في السياق نفسه، قال جيش الاحتلال في بيان إن إحدى الغارات قتلت ذي الفقار حناوي، قائد فرقة "الإمام الحسين" التابعة لحزب الله، التي تضم مقاتلين من جنسيات مختلفة وتعمل ضد إسرائيل. كما استشهد محمد جعفر قصير، "قائد الوحدة 4400"، في غارة أخرى.
كما نفذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على مناطق مختلفة من البقاع شرقي لبنان، مستهدفة محيط مدينة بعلبك وبلدات اللبوة وطليا وسرعين وعين بورضاي ورسم الحدث، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة.
إطلاق رشقة صاروخية من جنوب #لبنان باتجاه الجليل الغربي واشتباك مع جنود أثناء محاولتهم التسلل إلى بلدة العديسة@ramezelkadi pic.twitter.com/0m51CnZUzL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 2, 2024
وصرحت وزارة الصحة اللبنانية بأن الغارات الإسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية استهدفت بلدات وقرى في جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك-الهرمل وجبل لبنان، ما أدى إلى استشهاد 55 شخصًا وإصابة 156 بجروح.
ومنذ بداية التصعيد في تشرين الأول/أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحزب الله، أودت العمليات بحياة 1873 شخصًا، وفقًا لتقرير صادر عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث الحكومية. كما عبر نحو 240 ألف شخص من لبنان إلى سوريا، معظمهم من السوريين، منذ 23 أيلول/سبتمبر. ووفق التقرير، شمل العابرون 176,080 مواطنًا سوريًا و63,373 مواطنًا لبنانيًا.
في الأيام الأخيرة، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، وهي مناطق تعد من معاقل حزب الله، وكان أعنفها الغارات التي شنّتها يوم الجمعة الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق 4 صواريخ باليستية من لبنان سقطت قبالة شواطئ مدينة نتانيا شمال تل أبيب. وصرح "حزب الله" في وقت سابق أنه أطلق صواريخ من طراز "فادي 4" على قاعدة "غليلوت" التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "8200" ومقر الموساد في ضواحي تل أبيب، مؤكدًا أن هذا الهجوم هو مجرد البداية.
وذكر الإسعاف الإسرائيلي أن ثلاثة أشخاص أصيبوا جرّاء سقوط الصواريخ، منهم اثنان بحالة متوسطة. كما تم الإبلاغ عن سقوط شظايا صاروخين في كفار سابا ومفرق إيال في وسط إسرائيل.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن، يوم الإثنين، عن بدء عملية برية مركزة داخل الأراضي اللبنانية للمرة الأولى منذ عام 2006. وذكر أن القوات المشاركة تشمل الفرقة 98، المكونة من لواء كوماندوز ولواء مظليين واللواء السابع المدرع. وقد نُشرت صور لاستعدادات الجنود المتوجهين نحو الجبهة الشمالية، فيما أكد الجيش أن العملية البرية الواسعة في لبنان ليست مطروحة حاليًا على الطاولة.