27-سبتمبر-2018

الترا فلسطين | فريق التحرير

قال الناطق بلسان حركة حماس حسام بدران، إن المستوطنين في "غلاف غزة" لو علموا "الثمن البخس" الذي عرضته حركته مقابل التوصل لتهدئة، سيتظاهرون ضد حكومتهم، مشددًا على رفض التخلي عن السلاح والمقاومة، وذلك خلال لقاء أجراه معه الصحافي والباحث الإسرائيلي ألحنان ميلر، في اسطنبول، ونشر تفاصيله في "منتدى التفكير الإقليمي".

وبيّن ميلر، أنه نجح في إجراء المقابلة بعد أن بذل جهودًا لعدة شهور، رغم أن قيادة حماس لا زالت تقاطع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلا أن عمله مع مجلة "Tablet" اليهودية الأمريكية هو ما أسهم في قبول بدران بإجراء اللقاء، خاصة في ظل الضائقة الاقتصادية التي تعيشها حركة حماس.

حسام بدران: نحن ونتنياهو لسنا معنيين باتفاق جوهري الآن (..) بالإمكان التفاوض تحت النار

ونقل ميلر عن بدران قوله أن الحديث يدور عن وقف إطلاق نار لوقت تم تحديده بشكل مسبق بين الطرفين، "فحماس ونتنياهو ليسا معنيين الآن بإبرام اتفاقٍ  جوهريٍ على غرار اتفاق أوسلو يكون كارثة على القضية الفلسطينية".

وأضاف بدران، أن "الثمن الذي عرضته حماس على إسرائيل مقابل اسئناف التهدئة منخفض جدًا، ويشمل قبل كل شيءٍ فتح المعابر  الحدودية مع إسرائيل لمرور البضائع والمواطنين، إضافة لفتح معبر رفح بشكل ثابت".

ومضى بدران في حديثه شارحًا الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، فقال: "البطالة اليوم في غزة بلغت 80%، والكثير من السكان يعانون من الجوع والأمراض. والإسرائيليون في غزة لن يسمعوا صافرات الإنذار وإشعال الحرائق سيتوقف، والثمن المطلوب مقابل ذلك منخفض جدًا، بل إنه لا شيء".

وتابع، "في حال علم سكان غلاف غزة الثمن البخس الذي تعرضه حماس مقابل الهدوء سيخرجون للتظاهر احتجاجًا على حكومتهم".

وشدد بدران على رفض حركته الدخول في مفاوضات حول نزع سلاحها، وقال: "في حال تحدثتم معنا عن السلاح سنتحدث معكم عن حق العودة إلى اللد والقدس".

حسام بدران: إذا تحدثتم معنا عن السلاح سنتحدث عن حق العودة إلى اللد والقدس

كما تطرق اللقاء إلى شروط حماس لإنجاز صفقة تبادل أسرى، موضحًا أن الحركة "تريد صفقة أكثر احترامًا من صفقة شاليط". وأضاف، "نحن لا نطالب بالإفراج عن 18 أسيرًا و19 جثمان يحتجزها جيش الاحتلال منذ الحرب الماضية، وإنما الإفراج عن 26 أسيرًا تمت محاكمتهم قبل اتفاق أوسلو ولم يُفرج عنهم، والإفراج عن أسرى حماس الذين تحرروا خلال صفقة شاليط وأعادت إسرائيل  اعتقالهم".

وادعى الصحفي الإسرائيلي أن بدران يريد رؤية الآلاف من عمال غزة يدخلون إلى إسرائيل للعمل على غرار ما جرى في الضفة الغربية حيث تم منح الكثير من العمال تصاريح للعمل في إسرائيل.

وأكد بدران أنه بالإمكان إدارة مفاوضات مع إسرائيل إلى جانب بذل خطوات لعزلها دبلوماسيًا، ومواصلة الكفاح المسلح ضدها، "ففي كل دولة هناك وزارة دفاع ووزارة خارجية" وفق قوله.

وتعقيبًا على اللقاء، قال الصحافي ميلر، إن حماس تُشبه في مواقفها اليمين الإسرائيلي الأيديوليجي، "فبدران يدعي أن حركته تؤمن أن فلسطين التاريخية تعود ملكيتها بالكامل للفلسطينيين، وهذه مثل عقيدة اليمين التي تنص على أرض إسرائيل الكاملة". وأضاف، "بدران يقول إن حماس وافقت على إنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمته القدس، بسبب التغييرات الجيوستراتجية التي حدثت في المنطقة، وبسبب قوة إسرائيل".