مئات الغرف الفندقيّة والأكواخ السياحيّة هُنا، بالإضافة لمسارات التنزّه بين الجبال، تبدو الأمور اعتياديّة حتى الآن، لكنّها لا تظل كذلك حين تعلم أنّ هذه "الأجواء السياحية" تنتشر في مستوطنات بالضفة الغربية، والهدف منها أن "تظلّ المستوطنات، وجهة ومحل تفكير الإسرائيليين".
تعزيز "سياحة المستوطنات" لا يهدف أساسًا للربح المادي، وإنما لجعل الاستيطان في الضفة، محل إجماع لدى الإسرائيليين
أجواء سياحيّة مكتظّة، وحجوزات كاملة، على مدار الإجازة الصيفية المدرسية في إسرائيل، وغالبيّة السياح من الوسط الديني القومي، والمتدينين "الحريديم". هذا ما يسعى إليه "مجلس مستوطنات شمال وجنوب الضفة"، من خلال استثمار ملايين الشواقل من الدعم الحكومي الإسرائيلي لإنشاء بنية تحتية، وربط المستوطنات بخطوط مواصلات على مدار اليوم.
التفاصيل أعلاه، ليست وحدها ما يعوّل عليه كهنة المستوطنين لجذب السيّاح، فالأسعار في تلك المستوطنات رخيصة جدًا للغرف الفندقية أو الأكواخ الفاخرة، فلا يتجازو ثمن الليلة الواحدة للكوخ، نصف السعر الذي يدفعه الإسرائيلي مقابل كوخ في جبال الكرمل أو طبريا داخل الخط الأخضر أو في الجولان السوريّ المحتل.
اقرأ/ي أيضًا: فوضى السوق السياحي.. سمسرة وشركات وهمية
وفي لقاء مع القناة العبرية الثانية، يقول مستوطن وزوجته، إنهما استأجرا كوخًا فاخرًا بمبلغ (500 شيقل فقط) لليلة الواحدة، ويشمل ذلك وجبة الفطور.
عنصر الجذب الآخر لـ "السياح" بعد الأسعار المنخفضة، هو سهولة المواصلات وقلّة تكاليفها، فمثلًا يستغرق الوصول من تل أبيب ومحيطها إلى مستوطنات شمال الضفة، وقتًا أقلّ بكثير من السفر إلى الأكواخ السياحية في الجولان.
ولا تقتصر "سياحة المستوطنات" على "المستوطنات المرخّصة" من جيش الاحتلال، وإنما أيضًا في البؤر الاستيطانية غير المرخصة والتي تعتبر معاقل لتنظيم جباية الثمن الإرهابيّ، مثل "بؤرة النار المقدسة" في شمال الضفة الغربية، والتي يُعتقد أن منفذي عملية حرق أسرة دوابشة عام 2015، انطلقوا منها لارتكاب عمليّتهم الإرهابية في دوما، جنوب شرق نابلس.
اقرأ/ي أيضًا:
مستوطنات جنين.. هل هذا ما سنفعله بعد التحرير؟