قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "يدل على إجرام وخلل عقلي لدى من ينفذه ويدعمه"، جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه "العدالة والتنمية" في البرلمان بالعاصمة أنقرة، ونقلتها وكالة "الأناضول" التركية.
وأضاف أردوغان: أن "حركة حماس ليست تنظيمًا إرهابيًا، وإنما مجموعة تحرر ومجاهدين تناضل لحماية مواطنيها وأرضها".
وتابع أردوغان، قائلًا: "لا مشكلة لتركيا مع دولة إسرائيل. لكنها لا توافق على الفظائع التي تمارسها إسرائيل، والطريقة التي تتصرف فيها كتنظيم بدل دولة". وأضاف: "يا إسرائيل، لا يمكنك الذهاب إلى أي مكان بهذه العقلية. سواء تلقيت دعم الولايات المتحدة أو الآخرين أو الغرب، فواشنطن ستخسر أيضًا لأنها لا تريد أن يُحكم العالم بالعدل".
وبعد كلمة أردوغان، قال هنية وزير الخارجية التركية هاكان فيدان
وأردف الرئيس التركي: "إسرائيل تنفذ منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، واحدة من أكثر الهجمات دموية ووحشية والمقززة في التاريخ ضد الأبرياء في غزة".
وأعلن الرئيس التركي عن إلغاء زيارته إلى دولة الاحتلال، وقال إن قابل نتنياهو مرة واحدة في حياته، وأوضح: "كانت نوايانا حسنة، ولكن استغل حسن نيتنا، وكان لدينا خطة لزيارة إسرائيل، تم إلغاؤها ولن نذهب، فلو استمر بحسن نية، لكانت علاقتنا مختلفة، لكن مع الأسف لن يحدث ذلك الآن، لأنهم استغلوا نوايانا الطيبة".
وواصل كلمته، بالقول: "تجاهل الحقيقة أو غض الطرف عن أشلاء الأطفال واختلاق الأعذار للهجمات غير الإنسانية هو إرث ورثه الغرب من تاريخه الدموي".
دعا الرئيس التركي، إلى تنظيم "مؤتمر سلام فلسطيني ـ إسرائيلي دولي" تشارك فيه جميع الدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة.
فيدان مع هنية
وفي سياق متصل، استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حيث جرى خلال المقابلة استعراض تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسبل وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين.
وأشاد هنية بالخطاب الذي ألقاه أردوغان والجهود التي تبذلها الدبلوماسية التركية برئاسة هاكان على المستوى الإقليمي والدولي في مساعدة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأكد هنية على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته الإنسانية تجاه جرائم الحرب التي يقوم بها الاحتلال وعمليات الانتقام البشعة من السكان المدنيين.
من جانبه أكد وزير الخارجية التركي على موقف بلاده الداعم للحق الفلسطيني والرافض لهذا السلوك الإسرائيلي وما يقوم به في قطاع غزة.
قال أردوغان: "لا مشكلة لتركيا مع دولة إسرائيل. لكنها لا توافق على الفظائع التي تمارسها إسرائيل"
وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق: "نثمّن التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، والتي أكّد فيها بأن حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي "حركة تحرّر" تدافع عن شعبها وتعمل لانقاد أرضها، وإدانته لجرائم الاحتلال ومستوطنيه بقتل المدنيين، ومطالبته بوقف العدوان وفتح ممرات إنسانية لإنقاذ المدنيين في غزة".
واستنكرت خارجية الاحتلال، تصريحات أردوغان، وأعلنت عن رفضها لها، قائلةً إنها "محاولة لحماية حماس"، ووصفتها بـ"التصريحات القاسية".
وتأتي تصريحات أردوغان، بعد أيام من نفي مصادر في حركة حماس، التقارير الإعلامية التي تحدثت عن طلب أنقرة، مغادرة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية البلاد. وبعد موقف تركي أقرب للمحايد في بداية العدوان على قطاع غزة.