14-يناير-2024
حلقة جديدة في مسلسل الخلاف داخل أعلى مستويات القيادة الإسرائيلية

مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بانتخابات وحكومة توحد إسرائيل | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

شهدت جلسة الكابينت الإسرائيلي، مساء السبت، انسحاب وزير الجيش يوآف غالانت، وخلافات بين مسؤولين من جهة وعضو مجلس الحرب بيني غانتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي من جهة أخرى، لتُشكل الجلسة حلقة جديدة في مسلسل الخلاف داخل أعلى مستويات القيادة الإسرائيلية، ما يثير انتقادات من المعارضة ومسؤولين سابقين.

يوآف غالانت، انسحب من اجتماع الكابينت بسبب منع مدير مكتبه من الدخول إلى قاعة الاجتماع، وهرتسي هاليفي، من جانبه، غادر القاعة بعدما تعرض لهجوم جديد من وزراء في المجلس

وأوضحت الإذاعة العامة الإسرائيلية، أن يوآف غالانت، انسحب من اجتماع الكابينت بسبب منع مدير مكتبه من الدخول إلى قاعة الاجتماع، إذ اكتشف بعد دخوله القاعة وجود المستشارين ومدراء المكاتب التابعين للمسؤولين الآخرين، ما أثار غضبه، فقال "توقفوا عن عرقلتي عن أداء عملي" وغادر القاعة، لكنه عاد إلى الجلسة بعد حوالي ساعة، ولم يكن رئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي حاضرًا في الجلسة أيضًا.

هرتسي هاليفي، من جانبه، غادر القاعة بعدما تعرض لهجوم جديد من وزراء في المجلس، على خلفية تشكيل لجنة تحقيق في عملية طوفان الأقصى، وكان الهجوم هذه المرة من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، ووزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم، وقد اتهم هؤلاء، رئيس الأركان بأنه مؤيد لخطة الانفصال عن قطاع غزة التي نفذها ارئيل شارون في 2004.

هذه الخلافات تُضاف إلى ملاسنات وقعت في الكابينت خلال الأيام الأولى، أكبرها كان يوم 4 كانون ثاني/يناير الحالي، في الجلسة التي عُقدت بعد أقل من ساعة على الكشف عن تشكيل لجنة التحقيق، وقد كان الخلاف حينها بين الوزيرين غالانت وبيني غانتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي من جهة، وايتمار بن غفير وآخرين من اليمين المتطرف من جهة أخرى، ليقرر بعدها نتنياهو فض الاجتماع.

ولم يمض أسبوع على هذه الشجار، حتى تكرر شجارٌ آخر بين ايتمار بن غفير ويوآف غالانت، عندما دعا ايتمار بن غفير إلى بدء الهجوم البري على رفح، ليرد عليه غالانت ساخرًا "هل ذهبت إلى رفح من قبل؟"، ما أثار غضب بن غفير ووقعت ملاسنة بينهما. إثر ذلك، أخرجت وزيرة المواصلات ميري ريغيف كيس فشار وبدأت بتوزيعه على الحضور قائلة "الآن بدأ العرض".

الخلافات المتفاقمة، دفعت رئيس دولة الاحتلال يتسحاك هرتسوغ إلى الدعوة "للارتقاء فوق الحملات الانتخابية والسياسات ضيقة الأفق والخطاب السام الذي يثير الانقسام". بينما وصفها زعيم المعارضة يائير لابيد بأنها "وصمة عار ودليل آخر أن هذه الحكومة خطيرة"، داعيًا إلى استبدال الحكومة "الآن".

وإضافة للصراخ وتبادل الاتهامات، تُمثل ظاهرة التسريبات أزمة أخرى داخل "الكابينت"، وقد دفعت بنيامين نتنياهو لإبلاغ الوزراء أنه أمر بالترويج لقانون يسمح له بإخضاع الوزراء إلى جهاز كشف الكذب، لمعرفة المسؤولين عن هذه التسريبات، وقد علق رئيس الموساد السابق يوسي كوهين على هذه الحالة على نحو مشابه لتصريحات يائير لابيد، إذ قال كوهين "التسريبات وصمة عار ودليل على خطورة هذه الحكومة".

وكتبت عضو الكنيست عن حزب "الليكود" تالي غوتليب على موقع X واصفة الشجارات داخل الكابينت بأنها "تصرفات أطفال"، وتساءلت كيف يمكن الوثوق بمثل هذه الحكومة، وقالت: "ألا يوجد شخص بالغ مسؤول في الكابينت يُطالبهم بالامتثال للنظام؟ يا إلهيّ هل هؤلاء يديرون الحرب؟".