12-يناير-2024
تهجير غزة: غالبية إسرائيلية تؤيده ومفاوضات في السر لتنفيذه

نازحون في مدرسة تابعة لأونروا في وسط قطاع غزة | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | فريق التحرير

أظهر استطلاع رأي أجراه معهد "دايركت فولز"، أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كما يرفضون إقامة دولة فلسطينية.

76% من العينة المستهدفة يؤيدون تشجيع الهجرة من قطاع غزة. و74% من الجمهور يرفضون إقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية

وعُرضت نتائج استطلاع الرأي في مؤتمر "السيادة" الذي عُقد ليلة الجمعة في مدينة القدس المحتلة، تحت عنوان "دروس من غزة - نهاية فكرة حل الدولتين". وجاءت هذه النتائج بالتزامن مع مواصلة ترديد مسؤولين إسرائيليين لدعوات تهجير الفلسطينيين من غزة "طوعًا"، رغم الموقف الأمريكي المعلن برفض هذه الدعوات.

وأظهر استطلاع الرأي، أن 76% من العينة المستهدفة يؤيدون تشجيع الهجرة من قطاع غزة مقابل 16% يرفضون ذلك. في حين قال 74% من الجمهور إنهم يرفضون إقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية، مقابل 20% فقط يؤيدون ذلك.

وتؤكد هذه النتائج حقيقة أن فكرة التهجير هي ليست دعوات يُطلقها مسؤولون إسرائيليون، بل موقف عام بين الإسرائيليين يتبناه القادة لتعزيز شعبيتهم بين الجمهور.

وخلال المؤتمر، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم "الصهيونية الدينية"، إن "الشيء الصحيح والإنساني هو فتح أبواب "سجن غزة" من أجل هجرة سكانها. هناك الآن 15 قاضيا في لاهاي من الدول التي تهتم بالفلسطينيين، فليفتحوا أبوابهم لمن يريد الخروج من غزة. السيسي، يصور مصر على أنها تهتم بأهل غزة، لكنه بنى سياجًا بينه وبين غزة".

وإلى جانب سموتريتش، يواصل وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير الدعوة إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة الاستيطان هناك، باعتبار ذلك هو الحل الوحيد في المستقبل، ويقول إن إسرائيل ليست نجمة أخرى في علم أمريكا حتى تستجيب لرغبتها في هذا الموضوع أو غيره.

وانتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تصريحات متكررة خلال الأسبوع الأخير، دعوات التهجير. فبعد نهاية زيارته لإسرائيل، هذا الأسبوع، قال بلينكن: "أبلغت نتنياهو رفض واشنطن أي مقترحات تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، ونتنياهو طمأنني بأن إعادة التوطين خارج غزة ليست ضمن سياسة الحكومة الإسرائيلية".

وبعد انتقاله من تل أبيب إلى رام الله، قال بلينكن إنه أكد للرئيس محمود عباس رفض واشنطن لدعوات التهجير من غزة، ودعم الولايات المتحدة إجراءات ملموسة لإقامة دولة فلسطينية.

وظهر بنيامين نتنياهو في مقطع مصور، عشية جلسة محكمة العدل الدولية، قال فيه "ليس لدى إسرائيل أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين". ويخالف نتنياهو بهذا الادعاء موقفه الذي تم الكشف عنه قبل أيام فقط، عندما قال في جلسة لحزبه "الليكود" إن إسرائيل بدأت العمل بالفعل من أجل فتح باب الهجرة من قطاع غزة بالتنسيق مع عدة دول، وذلك ردًا على اقتراح عضو الحزب داني دانون بوجوب التفكير في هذا الأمر.

ومؤخرًا، كشف مسؤول إسرائيلي أن الكونغو الديمقراطية وافقت على استقبال مهاجرين من قطاع غزة، وهناك مفاوضات جارية مع دول أخرى بهذا الخصوص، ما ينفي مزاعم نتنياهو بعدم وجود نية للتهجير، ويؤكد أن إسرائيل تعمل بالفعل لتحقيق فكرة التهجير التي تحظى بدعم شعبي واسع، حسب ما أظهره استطلاع الرأي.

وبحسب موقع "زمان يسرائيل"، فإنه بالرغم من الإدانة القاسية التي أدلت بها الخارجية الأمريكية ردًا على تصريحات التهجير، إلّا أن مبادرة الهجرة الطوعية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة أصبحت تحت السطح، وبمثابة السياسة الرسمية الرائدة للحكومة الإسرائيلية.

وأكد الصحفي شالوم يروشلمي، أن هناك مقترحًا لمطالبة السعودية باستقبال مئات آلاف الفلسطينيين كعُمّال مهاجرين، سيما وأنّ المملكة تشهد طفرة بناء هائلة، وتوظّف ما يقرب من نصف مليون عامل في مجال البناء والبنية التحتية، وغالبيّتهم يأتون من الهند وبنغلاديش ودول أخرى.