ارتفعت أسعار البيض بشكل لافت في السوق الفلسطيني هذه الأيام، وصلت حوالي ضعف سعره في الفترة ذاتها من العام الماضي.

يباع طبق البيض هذه الأيام بنحو 20 شيقلًا وهو ضعف السعر الذي بيع به خلال هذا الوقت من العام الماضي 

وخلال جولة لـ "الترا فلسطين" على بعض محلات البقالة والسوبرماركت، تبيّن أن سعر طبق البيض (وزن 2 كيلوغرام) يباع بأكثر من 20 شيقلًا، وسعر الطبق (وزن 1.5 كيلوغرام) حوالي 16 شيقلًا.

يقول رزق اسليمية، رئيس اتحاد مربي الدواجن البياض، لـ "الترا فلسطين" إن طبق البيض يخرج من المزرعة بسعر 18 شيقلًا، وبالتالي يصل المستهلك بسعر يزيد عن 20 شيقلًا. ويبرر ذلك بغلاء أسعار أعلاف الدواجن، والتي يقول إنها ارتفعت منذ العام الماضي وحتى الآن بحوالي 800 شيقل للطن الذي كان سعره سابقًا حوالي 1400 شيقل، أما اليوم فيزيد عن ألفي شيقل، وحتى أنه يصل 2300 في بعض أصناف علف الدواجن.

طبق البيض

وهذا الارتفاع -بحسب اسليمية- أدى لإغلاق عدد من مزارع الدواجن في فلسطين لما تعرضت له من خسائر، وبالتالي أصبح لدينا شحًا في الإنتاج وقلة في الكمية الموجودة في السوق.

ويشير اسليمية لسبب آخر وراء ارتفاع أسعار بيض الدجاج، يتمثّل في تهريب البيض من السوق الفلسطيني لبيعه في السوق الإسرائيلي، بشكل غير قانونيّ، حيث لم تعد "إسرائيل" تستورد البيض من الخارج بشكل خاص من أوكرانيا كما كان في السابق.

سبب آخر وراء ارتفاع أسعار بيض الدجاج، يتمثّل بتهريب البيض من السوق الفلسطيني لبيعه في السوق الإسرائيلي

ويرى رئيس اتحاد مربي الدواجن البياض أن ارتفاع أسعار البيض هذه الأيام "معقول" و"غير مبالغ فيه" مع ارتفاع أسعار الأعلاف، ويشير إلى أنه في بعض الأحيان كان المزارع يضطر لبيع طبق البيض بسعر 7 شواقل بسبب كثرة الإنتاج والكميّات المعروضة في السوق، الأمر الذي كبّد كثيرًا من المزارعين خسائر فادحة، واضطر بعضهم لبيع أرضه أو مجوهرات زوجته لإطعام الدجاج.

وبحسب مديرة جميعة حماية المستهلك في نابلس فيحاء البحش فإن زيادة الطلب على البيض هذه الأيام يلعب دورًا في ارتفاع سعره أيضًا، سيما وأن البيض يتم إنتاجه محليًا ولا يتم استيراده.

وتتوقع المسؤولة في جمعية حماية المستهلك، في حديثها لـ "الترا فلسطين" حدوث ارتفاع آخر في الأسعار مع هبوط درجات الحرارة التي تؤثّر على "البياضات"، ما يؤدي لتدني وفرة كميات البيض في السوق، وقالت إن الأمر كله "مرتبط بالعرض والطلب"، لكنها أشارت أيضًا لاستمرار ارتفاع أسعار الأعلاف محليًا رغم هبوطها عالميًا، وإن لم يكن بالمستوى المطلوب، وفق قولها.

وتابعت أنهم طالبوا منذ أربعة أشهر رئاسة الوزراء ووزارة الزراعة بأن يكون هناك تدخل من ناحية دعم الأعلاف، أو أن يكون هناك استرداد في ضريبة القيمة المضافة للمزارع حتى لا يتأثر كثيرًا، ويكون لديه هامش ربحي جيد دون تأثر المستهلك، ويتناسب مع الوضع الاقتصادي.

مسؤولة في جمعية حماية المستهلك: طالبنا مجلس الوزراء ووزارة الزراعة بأن يكون لهم دور في دعم لقطاع المزارعين والأعلاف

وأكدت البحش أنه لا يوجد حتى الآن أي تدخل، رغم تقديم الجهات الرسمية وعودًا لهم بأن يكون هناك دعم لقطاع المزارعين والأعلاف وقطاع الدواجن بالتحديد دون أي شيء حتى الآن.

وفي تقرير صحفي سابق لـ"الترا فلسطين"، أفاد المدير التنفيذي لأحد مصانع الأعلاف في فلسطين، أن سبب ارتفاع الأعلاف هو ارتفاع مدخلات التصنيع عالميًا من ذرة وزيت وحبوب.

سألنا البحش إن كان هناك استغلال من المصانع والتجار في السوق الفلسطيني لأطول فترة ممكنة للاستفادة من الارتفاع؟ ردّت بأن هذا ممكن بالطبع، حيث أن ارتفاعات الأسعار عادت إلى ما كانت عليه قبل حرب أوكرانيا وروسيا، وأسعار تكاليف الشحن انخفضت، لذا من المفروض أن تنعكس على الأسعار في السوق، ولكن لا يوجد أي تغيير يذكر، وبالتالي هناك رؤوس متحكمة في أسعار الدواجن والأعلاف، وهذه الجهات هي من تحدد الارتفاع.

واقترحت أن يتم تعزيز صناعة الأعلاف محليًا بدل الاعتماد على الاستيراد، فهي صناعة ليس غريبة وصعبة، ونستطيع صناعة الأعلاف من خلال زراعة الحبوب التي تستخدم في الأعلاف وتدعيم هذه الزراعة في أبحاث موجودة في الجامعات، مؤكدةً أن هناك آليّات يمكن أن تستخدمها وزارة الزراعة في تدعيم الحبوب المستخدمة في صناعة أعلاف المواشي والدواجن، وتعطي نفس جودة المستورد.