06-مايو-2017

صورة أرشيفية لشاب يداعب كلبه في غزة - عدسة محمد عابد (Getty)

"كلبك للمنزل فقط لأنك في غزة، فهو كلب حراسة وله حدود في التنقل واللعب إذا كان ملكًا لك، وعليك ألا تخرجه إلى الشارع"، هذه فحوى أحدث قرارات وزارة الداخلية في قطاع غزة، وهو القرار الذي تم تعميمه نهاية شهر نيسان/إبريل على مراكز الشرطة.

عللت وزارة الداخلية قرارها بـ"سلامة المواطنين وعدم مضايقتهم"، لكن ذلك لم يعجب كثيرين من مربي الكلاب، فأخذوا يتساءلون عن الكلاب الضالة في شوارع غزة، التي لا تجد من يحد من إزعاجها لهم، كما يقولون.

هواة تربية الكلاب في قطاع غزة يحتجون على قرار لوزارة الداخلية يمنع إخراجها للشارع، رغم أنها كانت تلقى إقبال الناس حسب قولهم

وجاء في قرار الوزارة: "أي مواطن اصطحب معه كلب في الشوارع العامة والطرقات، يتم تسليمه لمناوب التحقيق وكتابة تعهد بعد تكرار تلك الظاهرة، وعلى الجميع التقيد والالتزام، تحت طائلة المسؤولية".

اقرأ/ي أيضًا: صور | كلاب مدللة في غزة

مصدرٌ من وزارة الداخلية في قطاع غزة قال إن القرار جاء بعد شكاوى تفيد بأن أشخاصًا "يروعون المدنيين في الشوارع، لا سيما الأطفال منهم".

[[{"fid":"60841","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"5":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"5"}}]]

وبين المصدر لـ"ألترا فلسطين"، أن مخالفي القرار سيُلزمون بالتوقيع على تعهد بعدم اصطحاب كلابهم في الطرقات، وفي حال تجاوزوا التعهد فستتم مصادر الكلاب، مؤكدًا، أن القرار لا علاقة له بتربية الكلاب في المنازل والحدائق المنزلية، بل يقتصر فقط على الطرقات العامة وأماكن تواجد الناس، "حرصًا على راحتهم النفسية وسلامتهم الجسدية"، وفق قوله.

لكن هذا القرار لم يقنع مربي الكلاب الذي يجدون في تربية الكلاب هواية ومتنفسًا لهم، "لأن قطاع غزة لا تدخله الحيوانات الأليفة، ولا مساحة فيه لتربية الحيوانات"، كما يقولون.

وتدخل الكلاب قطاع غزة عن طريق أشخاص وتجار يقومون بتزويج أنواعٍ نادرةٍ بأخرى بلدية، لزيادة التنوع في أنواع الكلاب بقطاع غزة، وتلبية طلبات الهواة منهم.

مؤمن جاد الله (35 عامًا) يربي في منزله ستة كلاب من أنواع "جيرمن وولف"، يعبر عن انزعاجه من القرار، ويقول إن عناصر الشرطة طلبوا منه عدة مرات سابقًا أن لا يحضر الكلاب إلى كورنيش بحر غزة، عندما كان يرافق أبناءه للمشي مع الكلاب.

[[{"fid":"60826","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

وبرر رجال الشرطة طلباتهم هذه بأن كلاب مؤمن تزعج زوار الكورنيش، وهو ما يرفضه مؤمن قائلاً إن كثيرين، وتحديدًا من الإناث، التقطوا صورًا مع كلابه واقتربوا منها دون خوف، ودون أن تؤذيهم.

[[{"fid":"60821","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

يضيف مؤمن، "بعض المنتمين للأحزاب الاسلامية، وبعض عناصر الشرطة ينظرون للكلاب بأنها نجسة ومزعجة للمجتمع، لكن بالنسبة لي أجدها أجمل الكائنات التي ربيتها".

ويشير إلى أن السنوات الماضية شهدت ارتفاعًا في إقبال الناس على تربية الكلاب، بعد أن كانت سابقًا لحراسة المنازل والمواشي فقط، موضحًا، أن أسعارها تتراوح بين 100 إلى 6 آلاف دولار، لأن بينها أنواع فريدة جدًا، وتربى لعدة أغراض مثل التجارة والحراسة وكهواية.

أيسر داوود (25 عامًا) أحد هواة تربية الكلاب منذ ست سنوات، عبّر عن غضبه من القرار على حسابه في موقع التواصل "فيسبوك"، فتلقى تهديدًا إذا عاود الاعتراض على قرارات وتعليمات الأمن في غزة، مصدره موظف في أحد الأجهزة الأمنية، كما يقول.

يقول داوود: "الكل يعلم أن الكلاب في غزة أليفة، حتى أنه لا يوجد مختصٌ لتدريب الكلاب على الهجوم أو الشراسة في التعامل، والكلاب تعطي منظرًا جميلًا لعلاقة الإنسان والحيوان".

[[{"fid":"60831","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]

اعتاد داوود التوجه كل يوم جمعة إلى شاطئ بحر شمال قطاع غزة ليدرب كلبه من نوع "جيرمن شيبرد" على السباحة واللعب مع الكلاب الأخرى التي تحضر مع هواةٍ آخرين، لكنه يقول إنه بعد القرار لن يجد أي مكان يمكن الذهاب إليه مع كلبه، "فأماكن الترفيه في غزة محدودة، وليس جميع مربي الكلاب لديهم مساحة أرض لتربية الكلاب".

60% من أصناف الكلاب الموجودة في العالم تتواجد في قطاع غزة، وبينها أصناف نادرة وثمنها مرتفع

ويبين المهندس الزراعي محمد أبو الخير، وهو أحد مربي الكلاب، أن 60% من أصناف الكلاب الموجودة في العالم تتواجد في قطاع غزة، فإضافة إلى صنف "الجيرمن" الشهير، هناك، "دوبرمان"، "امستاف"، "بلادور"، "غولدن، "وولف"، وأنواع أخرى آسيوية تدخل مع أصحابها عبر حاجز بيت حانون.

[[{"fid":"60836","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"4":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"4"}}]]

وبدأت تربية الكلاب تصبح ظاهرة في قطاع غزة عام 2015، عندما أنشأ مجموعة من تجار الكلاب والهواة صفحاتٍ عبر "فيسبوك" لعرض أنواع الكلاب الموجودة وبيعها، واستقبال أهم الاستشارات بخصوص تربية الكلاب.

وتطور الأمر إلى تنظيم تجمعاتٍ لمربي الكلاب والهواة في أكبر ساحات قطاع غزة، وقد لقي ذلك اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا، وأدى لانضمام أشخاص جدد إلى هواة تربية الكلاب.

اقرأ/ي أيضًا: 

طيور الحسون.. تهريب يُكسب ذهبًا 

 الببغاء في فلسطين مهاجرة.. ما هو أصلها؟ 

أسد قلقيلية.. هل أكل الخضار فعلا؟