29-ديسمبر-2016

لن تحتاج إلى الاختلاء بنفسك في قرى نائيةٍ، أو الابتعاد عن مراكز المدن، لتبحث عن أنواعٍ مميزةٍ من الطيور، إذ يمكن في هذا الوقت من العام أن تشاهد حتى في الأماكن المزدحمة، وعلى أشجار الميلاد مثلاً هناك وهناك، أصنافًا مختلفةٍ من الببغاء، وهو الطير الذي رغم جماله وتميزه إلا أنه يُعد دخيلاً على الطبيعة الفلسطينية.

من الروايات الرائجة حول قدوم الببغاء لفلسطين، أنه عندما بدأ اليهود بالهجرة إلى فلسطين جلب أحدهم طيور الببغاء من نوع "الدرارة الخضراء والماينا" الهندية معه إلى "تل أبيب" عقب عام 1964، وأنشأ مزرعة لتربيتها، وبعد أن تكاثرت انطلقت وبدأت تأكل المزروعات لا سيما الذرة وعين شمس، ليطالب اليهود حكومتهم بقتل هذه الطيور.

طيور الببغاء دخيلةٌ على الطبيعة الفلسطينية وأكثرها انتشارًا الدرارة والمانيا، وبعضها يضر بالطيور الفلسطينية

استطاع هذان النوعان من طيور الببغاء "الماينا والدرارة" التأقلم مع البيئة والظروف المناخية في فلسطين، فهي ذات أصول هنديةٍ تعيش في المناطق الاستوائية، وأصبحت تنتشر في جنين وغزة وأريحا، وبأعدادٍ قليلةٍ في المناطق الجبلية مثل نابلس، رام الله، بيت لحم، الخليل، فهي طيور مقيمةٌ لا تهاجر.

اقرأ/ي أيضًا: في الخليل مسابقة لأجمل حمامة!

وسجلت جمعية الحياة البرية انتشارًا لطائري الدرارة والمانيا، ويقدر عددها في الضفة وغزة بـ400 جوز، إذ تبدأ بالتناغم والتزاوج في شهر كانون الثاني، وتعيش بشكلٍ حرٍ وفي مجموعاتٍ في الأشجار العالية، مثل أشجار الجوز.

يقول المدير التنفيذي في جمعية الحياة البرية عماد الأطرش، إن طائر الدرارة الهندي يمتاز بذكائه وصوته الرنان العذب، ولونه الأخضر الجميل، ويملك ذيلاً طويلاً ومخالب معكوفة، ويعتبر من الطيور الاجتماعية، ويعيش بشكل مجموعاتٍ، ويعتمد في غذائه على البذور، وطعامه المفضل هو ثمار الجوز.

ويضيف الأطرش لـ"ألترا فلسطين"، أن ذكر الدرارة يتميز عن الأنثى بأنه يحيط برقبته طوق، كما أنه يملك صوتًا حادًا وعاليًا عند الصفير.

ذكر الدرارة وأنثاه

وأشار المختص في علم الطيور سائد الشوملي إلى أن هناك 200 نوعٍ من طيور الببغاء في العالم، لكن في فلسطين يوجد فقط "الدرارة والماينا" الهندي، إضافة إلى "الكوكتيل"، والذي يتواجد بأعدادٍ قليلةٍ، موضحا، أن تلك الأنواع من الطيور تعيش من 25-40 عامًا.

ويبلغ سعر جوز طائر الدرارة 250 شيقلاً، أما المانيا فيبلغ 20-30 شيقلاً.

ويتميز طائر الببغاء عن غيره من الطيور، أنه من الممكن تدريبه على أداء الحركات وتقليد الأصوات، وباستطاعته أن يتكلم بضع كلمات، إذ يقوم المربون والتجار بتربية فراخ الببغاء وتدريبها، وهذا ما يرفع من سعرها.

وفي منتصف شهر تشرين الأول من كل عام، تبدأ طيور الدرارة بالتحليق بشكلٍ جماعيٍ بحثًا عن أشجار الجوز، ويكون في كل سربٍ من 10 -15 طائرًا. وعندما تجد الشجرة المناسبة والمثمرة تعيش عليها حتى تأكل كل الثمار، وتعود في السنة التالية إلى ذات الشجرة.  

وأوضح الأطرش، أنه لا يوجد برامج للاهتمام بهذا النوع من طيور الببغاء، معللاً ذلك بأنها طيورٌ دخيلةٌ جلبها الاحتلال إلى فلسطين، وأن الاهتمام يتركز بالأصناف الأصلية المنتمية لطبيعة فلسطين سواءً المقيمة أو المهاجرة من أوروبا وأفريقيا، وتوقع وضع برامج للحد من انتشار هذه الأنواع من طيور الببغاء مستقبلاً.

وتحارب طيور المانيا الطيور الفلسطينية مثل طائر الدوري، حسب الشوملي، الذي أكد أن هناك تناقصًا في أعداد الدوري في الطبيعة، "لأن طائر المانيا يهاجم الأعشاش ويخربها، لذلك فإنه ضارٌ بالطبيعة الفلسطينية ويغيرها"، وفق قوله.

وحول إمكانية استيراد طيور الببغاء، أوضح الشوملي أن تجار الطيور الفلسطينيين لا يمكنهم استيراد تلك الأنواع من الطيور، لأنهم بحاجة إلى ترخيصٍ من وزارة الزراعة الإسرائيلية التي لا تمنحهم ذلك، لتبقى الوسيلة الوحيدة للحصول عليها من خلال التجار في الداخل المحتل.

اقرأ/ي أيضًا: 

الكستناء فاكهة الشتاء.. تعرّفوا عليها

"ببغاء" فيلم يحكي الوجع الفلسطيني

غزال الجبل الفلسطيني: ارحموني