أفاد نحو 45 طبيبًا وجراحًا وممرضًا أمريكيًا، ممن تطوعوا في غزة منذ أكتوبر الماضي، بأن عدد الشهداء المحتمل من الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل قد تجاوز بالفعل 92,000 شهيد.
هذا التقدير يعادل 4.2 في المئة من إجمالي سكان غزة، وهو أكثر من ضعف عدد الشهداء البالغ 39,100 والذي أبلغت عنه وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
قالت الرسالة إن "الجميع في غزة مريض أو مصاب أو كلاهما"، باستثناءات قليلة
وكتب الأطباء في رسالة مفتوحة موجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، وزوجته الدكتورة جيل بايدن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس: "يجب فرض وقف إطلاق النار... نعتقد أن حكومتنا ملزمة بفعل ذلك، بموجب القانون الأمريكي والقانون الإنساني الدولي".
وقالت الرسالة إن "الجميع في غزة مريض أو مصاب أو كلاهما"، باستثناءات قليلة.
وأضافت الرسالة: "كل طفل تقريبًا تحت سن الخامسة الذي التقيناه، سواء داخل المستشفى أو خارجه، كان يعاني من السعال والإسهال المائي"، مذكّرين الرئيس الأمريكي بأن النساء الحوامل في غزة يلدن أطفالًا ناقصي الوزن ولا يستطعن إرضاعهم بسبب سوء التغذية.
وأشارت الرسالة إلى أن الأمهات الجدد في غزة يطعمون أطفالهم الرضع حليبًا صناعيًا ممزوجًا بمياه ملوثة، مؤكدة أن "العالم تخلى عن هؤلاء النساء والأطفال الأبرياء". وطالب الأطباء القيادة الأمريكية بإدراك أن الأوبئة "تجتاح" غزة.
وأدانوا استمرار إسرائيل في تهجير السكان المرضى وسوء التغذية من غزة - نصفهم من الأطفال - إلى مناطق بدون مياه جارية أو حتى دورات مياه، واصفين ذلك بأنه "صادم تمامًا".
جاء في الرسالة: "كل واحد منا عالج يوميًا أطفالًا قبل سن البلوغ تعرضوا لإطلاق نار في الرأس والصدر"
وأكدوا أن هذا الأمر "يضمن فعليًا" حدوث "موت واسع النطاق" بسبب الأمراض الفيروسية والبكتيرية والإسهال والالتهاب الرئوي، خاصةً بين الأطفال دون سن الخامسة.
وأعربوا عن قلقهم من أن آلاف الأشخاص قد يكونون ماتوا بالفعل بسبب الجمع القاتل بين سوء التغذية والأمراض، وأن عشرات الآلاف قد يموتون في الأشهر القادمة، معظمهم من الأطفال الصغار.
تم نشر الرسالة المفتوحة على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" بواسطة الجراح المقيم في كاليفورنيا، فيروز سيدهوا، في 25 تموز\يوليو.
وذكّر الأطباء الرئيس ونائبة الرئيس الأمريكي بأن الأطفال يُعتبرون أبرياء عالميًا في النزاعات المسلحة، وأشاروا إلى أنهم عالجوا أطفالًا في غزة تعرضوا لعنف "يبدو أنه استهدفهم عمدًا".
وجاء في الرسالة: "كل واحد منا عالج يوميًا أطفالًا قبل سن البلوغ تعرضوا لإطلاق نار في الرأس والصدر".
وأعربوا عن دهشتهم من استمرار تسليح الدولة التي "تقتل هؤلاء الأطفال عمدًا".
طالب الأطباء بأن يحصل سكان غزة على 20 لترًا على الأقل من المياه الصالحة للشرب لكل شخص يوميًا، والسماح بدخول الأطباء والمعدات الطبية والجراحية دون قيود إلى غزة
وأوضح الأطباء أن إسرائيل دمرت أكثر من نصف الموارد الصحية في غزة وقتلت واحدًا من كل 40 عاملًا صحيًا، في وقت تزايدت فيه الحاجة إلى الرعاية الصحية بشكل كبير نتيجة للعنف العسكري وسوء التغذية والأمراض.
ودعا الأطباء الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس إلى وقف الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لإسرائيل. وأكدوا: "كل يوم نستمر فيه في تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر هو يوم آخر يتم فيه تمزيق النساء بقنابلنا وقتل الأطفال برصاصنا".
كما طالب الأطباء بأن يحصل سكان غزة على 20 لترًا على الأقل من المياه الصالحة للشرب لكل شخص يوميًا، والسماح بدخول الأطباء والمعدات الطبية والجراحية دون قيود إلى غزة.
وأشاروا إلى أن إسرائيل تمنع حاليًا أي طبيب من أصل فلسطيني من العمل في غزة، حتى لو كان مواطنًا أمريكيًا، مما "يجعل من شعار "كل الناس خلقوا متساوين" في أمريكا موضع سخرية ويسيء إلى أمتنا ومهنتنا".
وكانت دراسة أجرتها منظمة "ايرويز" البريطانية قد توصلت إلى أنّ قائمة الضحايا الفلسطينيين الذين كانت تعلن عنهم وزارة الصحة في قطاع غزة، كانت دقيقة، وذلك بعد تحليل بيانات أوّل 17 يومًا من الحرب الإسرائيليّة المستمرّة، والتي وصلت حصيلتها في تموز/يوليو الحالي إلى أكثر من 39 ألف شهيد.
ومنذ بداية الحرب، شكك مسؤولون إسرائيليون في صحّة ما تُصدره وزارة الصحة بغزة، واتّهموها بالكذب، وأنها تضخّم الأعداد خدمة لمصالح حركة حماس. حتى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، شكك هو الآخر في الأعداد التي تعلنها الوزارة، ما دفع الأخيرة يوم 26 تشرين ثان/ أكتوبر، لإصدار تقرير في 212 صفحة، شمل عرضًا تفصيليًا لأسماء الشهداء الرباعية، والعمر والجنس ورقم الهوية، لـ 7028 شهيدًا، كان عدد الأطفال من بينهم 2913، وبلغ عدد الشهداء من الأطفال والنساء 6042، بما نسبته 85.9% من مجمل عدد الشهداء.
قالت المنظمة البريطانية المعنيّة بتقييم ادّعاءات إلحاق الضرر بالمدنيين في الصراعات، إنها تشعر بالثقة في أنّ نظام الإبلاغ عن الضحايا الذي وضعته وزارة الصحة بغزة، في بداية الحرب كان موثوقًا
وحللت منظمة "ايرويز" في الدراسة التي أصدرتها الأربعاء، 350 حدثًا، وتمكنت بشكل مستقل من تحديد 3000 اسم، معظمها يتطابق مع قائمة وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وإثر ذلك، قالت المنظمة البريطانية المعنيّة بتقييم ادّعاءات إلحاق الضرر بالمدنيين في الصراعات، إنها تشعر بالثقة في أنّ نظام الإبلاغ عن الضحايا الذي وضعته وزارة الصحة بغزة، في بداية الحرب كان موثوقًا، وأنها كانت تعمل على تحليل الضربات والانفجارات الإضافية.
وقال مايك سباجات، الأستاذ في كلية رويال هولواي بجامعة لندن، والذي راجع النتائج، إن حوالي 75 في المئة من الأسماء التي وثقتها منظمة " ايرويز " ظهرت في قائمة وزارة الصحة لشهر أكتوبر/تشرين الأول، وهو معدل أظهر أن "كلاهما يلتقط جزءًا كبيرًا من الواقع الأساسي".
ويقول العديد من المسؤولين والخبراء الدوليين الذين يعرفون الطريقة التي تتحقق بها وزارة الصحة من الوفيات في غزة بالاستعانة بمعلومات من المشارح والمستشفيات في جميع أنحاء المنطقة، إن أرقامها موثوقة بشكل عام. ولكن هناك أدلة على أن جودة البيانات قد تراجعت، حيث انهارت البنية التحتية في أجزاء كثيرة من المنطقة.