23-أبريل-2020

منذ بداية أزمة فايروس كورونا يواجه أهالي الأسرى صعوبات في إيصال أموال المقصف -أو ما يُسمى الكانتينا- لأبنائهم في سجون الاحتلال، بسبب وقف الزيارات العائلية بقرار من إدارة سجون الاحتلال.

منذ بداية أزمة فايروس كورونا يواجه أهالي الأسرى صعوبات في إيصال أموال المقصف لأبنائهم بسبب وقف الزيارات

ووجهت عائلات أسرى مناشداتٍ لنادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والصليب الأحمر لإيجاد حل يساعدهم في إيصال الأموال إلى الأسرى، كونهم يعتمدون عليها في شراء حاجاتهم الأساسية -بما فيها الغذائية- من مقاصف السجون "الكانتينا".

صعوبات وتأخير في نقل الأموال للأسرى

أخبرنا سهل نفاع، والد الأسير الجريح عزمي نفاع، أنه منذ بداية أزمة كورونا يواجه مشاكل وصعوبات في إيصال أموال "الكانتينا" إلى نجله، بسبب صعوبة التواصل مع أشخاص يحملون الهوية الإسرائيلية لإيصالها إلى البريد الإسرائيلي، مضيفًا أن بعض هؤلاء (الذين يحملون الهوية الإسرائيلية) يطلبون عمولة نقدية مقابل القيام بهذه المهمة.

وأكدت هذه المعلومات لنا، والدة الأسير صادق ناصر أبو مازن (21 عامًا) من بلدة بيتا جنوبي نابلس، وهو محكوم بالسجن 26 سنة، إذ قالت: "أخبرتني والدة أسير من البلدة أنها دفعت 70 شيقل مقابل إيصال الكانتينا، ولكن نحن اضطررنا للتوجه إلى حاجز قلنديا لإيصال الأموال لشخص ينقلها للداخل المحتل، حيث كان معه أكثر من 20 طلبًا. فيما بعد حسبناها لو دفعنا الأموال أوفر من ثمن البنزين".

فيما أفادنا حمزة، شقيق الأسيرة أزهار الشيخ قاسم (27 عامًا) من مخيم جنين، أنه أوصل أموال "الكانتينا" من خلال صديق للعائلة من رام الله لديه قريبة تسكن في ضواحي القدس، وأرسل له الأموال كطرد دفع عليه 25 شيقل، ووصل بعد يوم واحد وهو أرسله إلى قريبته بعد يوم أيضًا، والأخيرة أودعتهم بعد أربعة أيام في البريد الإسرائيلي.

إذا نجح أهل الأسير في إرسال أموال الكانتينا فإن ذلك يستغرق وقتًا طويلاً فتصل الأسير متأخرة

وقال حمزة: "الموضوع مكلف ويحتاج عدة أيام، وأحيانًا شقيقتي تحتاج الأموال ولكنها تتأخر بالوصول إليها"، مطالبًا نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى بإيجاد حل لمساعدة عائلات الأسرى.

اقرأ/ي أيضًا: حلاق في سجن مجدو

وتابع، "نحن صحيح واجهنا صعوبات ولكن في النهاية وجدنا من يساعدنا، هناك عائلات حتى اللحظة لم تستطع إيصال أموالها".

محامون يأخذون عمولة

أما يحيى الزبيدي، شقيق الأسير زكريا الزبيدي، فأفادنا بأن "محامين يحملون الهوية الإسرائيلية، يأخذون عمولة تصل إلى 200 شيقل مقابل إيداع الأموال في البريد الإسرائيلي لإيصاله إلى الأسرى في سجون الاحتلال".

محامون يتقاضون رواتب من هيئة شؤون الأسرى يطلبون من أهالي الأسرى مبالغ مالية مقابل إرسال أموال الكانتينا لأبنائهم

وأضاف، "هذا ليس غريبًا عليهم. في السابق عندما كنا نريد دفع غرامة أسير يطلب بعض المحامون عمولة مقابل إيصال المبلغ. أحيانًا نضطر لدفعها فقط لأنه لا يوجد بديل عن ذلك، رغم أنهم جميعًا يأخذون رواتب من هيئة شؤون الأسرى".

اقرأ/ي أيضًا: رياضات الأسرى: الأثقال من الملح وحبة بسكويت لمن يفوز

وأشار إلى أن أهالي العديد من الأسرى واجهوا المشكلة ذاتها مؤخرًا، مضيفًا، "بالعادة كانوا يستغلون دفع غرامة الأسير، أما اليوم لقد استغلوا أزمة الكورونا من أجل كسب المال من الأسرى وعائلاتهم، رغم أنهم يتم توظيفهم ودفع رواتب لهم من أجل مساعدتهم".

وأكد الزبيدي، أن عائلات الأسرى تقف بجانب بعضها البعض، فمن يعرف شخصًا من داخل الخط الأخضر يُساعد بقية العائلات لإيصال الأموال للبريد الإسرائيلي.

الهيئة ونادي الأسير: لم تصلنا شكاوى

هذه المعلومات نفاها رئيس هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر، مؤكدًا أن الهيئة لم تتلقَّ حتى اللحظة أي شكاوى من الأسرى وذويهم.

وقال أبو بكر: "ممنوع أي محامي يعمل لصالح الأسرى أن يأخذ شيقل واحد من الأسرى وذويهم، وأي محامي يثبت أنه أخذ أموال منهم سيتم طرده مباشرة، لأن ذلك مخالف للقانون".

قدري أبو بكر يدعو أهالي الأسرى لتقديم شكاوى لدى هيئة شؤون الأسرى على أي محامي يطلب مبالغ مالية لإيصال الكانتينا

وطالب أبو بكر الأهالي بأن لا يدفعوا للمحامين أي أموال، وفي حال طلب منهم أي محامي مبلغًا مقابل خدمة أو عمل ما، أن يبلغوا الهيئة بشكل مباشر "لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه" كما قال.

وحول المصاعب والتأخير في إيصال الأموال للـ"كانتينا"، قال أبو بكر: "نحن نبحث عن حلول لهذه المشكلة حاليًا، من الصعب نقل أموال جميع الأسرى عبر البريد الإسرائيلي من خلال محامين. يمكن عمل ذلك لعدة حالات ولكن ليس لجميع الأسرى، نحن نعمل للحصول على موافقة لنقل الأموال من خلال بنك فلسطيني، ولكن حتى اللحظة لم نحصل على موافقة".

وأضاف، أن الهيئة طالبت بفتح بريد (مثل بريد قلنديا) في أكثر من منطقة، لتمكين الأهالي من دفع الأموال بشكل شخصي، ولكن حتى اللحظة لا يوجد أي موافقة، نحن ننتظر ونضغط من خلال الصليب الأحمر والمحامين".

نادي الأسير وهيئة الأسرى يتحدثان عن مقترحات لحل أزمة أموال الكانتينا لم تجد القبول حتى الآن

بدوره، قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إن نادي الأسير يُحاول حلَّ مشكلة "الكانتينا" في الفترة الحالية، من خلال جمع الأموال التي يود الأهالي دفعها، وإرسالها بنفس الطريقة التي تدفع فيها السلطة الكانتينا الخاصة بها، من خلال شركة إسرائيلية مباشرة والشركة تقوم بتوزيعها على السجون، "ولكن نحن ننتظر الموافقة" وفق قوله.

أما الحل الآخر الذي يُحاول النادي التوصل إليه، فهو تحويل أموال "الكانتينا" من خلال حوالة بنكية، بحيث يودع أهالي الأسرى الأموال في بنك فلسطيني الذي يقوم بتحويله إلى بنك إسرائيلي ومن ثم يتم تحويلها إلى السجون، مشيرًا إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد إجابة إيجابية لهذا الحل.

ونفى قدورة سماعه عن وجود سماسرة يستغلون الوضع الحالي من أجل كسب الأموال من أهالي الأسرى، وأضاف، "على العكس تمامًا، هناك تعاون بين الأهالي، هناك عائلات أسرى ممن يحملون هوية قدس أو إسرائيلية يتعاونون مع بقية الأسرى من أجل إيصال الأموال لهم في سجون الاحتلال".


اقرأ/ي أيضًا: 

هدايا الأسيرات: فيص حُب وأمل حرية

مسرحيون وكتاب تخرجوا من أكاديمية السجون