29-أكتوبر-2019

نجح علي وخليل العانيني بإعادة أكياس الزيتون التي صادرها جنود الاحتلال منهم بعد أيام متواصلة من اعتكافهم أمام البوابة التي تفصل قريتهم عانين الواقعة غرب جنين عن أراضي الداخل الفلسطيني. 

بدأت القصة عندما صادر جنود الاحتلال 6 أكياس ونصف من الزيتون التي قطفها علي وشقيقه من أرضهم، بعد أن وضعوها أمام البوابة لنقلها إلى القرية.

عندها رفض علي وخليل العودة إلى منزلهم، واعتصموا أمام البوابة بانتظار أن يعيد جنود الاحتلال حبّات زيتونهم. وقبل ساعات من إعادة الجنود للزيتون، كانوا لا يفوتون فرصة مرور جيب عسكري إسرائيلي، إلا ويوقفونه ويصرخون به بالعبرية، مطالبين بزيتونهم الذي سرقه الجنود. 

 

لحظة استعادة خليل وعلي الزيتون من جيش الاحتلال

يقول علي والفرحة تعلو وجهه "رجعناهم خاوة، كل أهل البلد كانوا يسخروا منا كيف بدنا نرجعهن منهم، بس سجلنا رقم الجيب وكل ما يمر الجنود من هون بنصرخ عليهم بالعبري بدنا زيتونات، وخاوة رجعناهم".

وطوال السنة يواجه أهالي قرية عانين مشكلة الوصول إلى أراضيهم التي أصبحت داخل الخط الأخضر بعد أن فصل الاحتلال بجدار الفصل العنصري جزءًا من أراضي القرية، ويسمح لهم بالوصول إليها من خلال بوابة تفتح بأيام وأوقات محددة، وبعد حصولهم على تصريح زراعي.

يقول المسن أبو أحمد خلال انتظاره فتح البوابة لاستقبال عائلته التي حصلت على تصريح وتوجهت لقطف الزيتون، إن جيش الاحتلال تأخر عن فتح البوابة في موعده وأن عائلته تنتظر منذ الساعة 12 ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا خلف البوابة حتى يأتي الجنود لفتحها، لتعود العائلة إلى القرية.

ويضيف، "طوال السنة نحاول إصدار تصاريح للوصول إلى أرضنا للاهتمام بها، وإصلاحها ومتابعة أمورها، وحمايتها من الأبقار والمواشي التي تدمرها وتخربها، ولكن بلا جدوى".

أما عمر أبو طارق الذي رفض الاحتلال منحه وأولاده تصاريح لأنهم، وفق قوله، يعملون في الأجهزة الأمنية، وبالتالي لا يستطيعون الوصول إلى مئات الدونمات التي يملكونها خلف الجدار والقريبة من مستوطنة "شاكيد"، "يظل حب الزيتون على الشجر ويخرب، أو تأكله الحيوانات".

شاب يصنع فتحة في السياج الفاصل

وخلال انتظارنا فتح البوابة وعودة أصحاب الأراضي من قطف الزيتون، جاء شاب من القرية يحمل الطعام لعائلته، أخبرنا أنه لا يستطيع انتظار البوابة لإيصال الطعام لعائلته، وتوجه نحو إحدى "الفتحات" التي تم قصها من السياج الفاصل وظل يمشي إلى أن غاب عن أنظارنا بين أشجار الزيتون.

هذا الشاب ليس الحالة الوحيدة، فكثير من شبّان قرية عانين والقرى المحيطة يستخدمون "الفتحات" التي يصنعها الشبان في الجدار للوصول إلى أراضيهم، للاهتمام بها، أو بحثًا عن العمل في الداخل.

ينتظرون فتح البوابة منذ ساعات

أما كبار السن الذين لا يستطيعون المرور عبر "الفتحات" كالحاجة أم خليل التي ظلت لساعات تنتظر فتح البوابة حتى تعود إلى منزلها، بعد أن تأخر جنود الاحتلال عن فتحها في موعدها، تقول، "أنهيت عملي منذ مدة ولكن جيش الاحتلال تأخر في موعد فتح البوابة وبقيت انتظر في الطرف الآخر".

وأضافت أن جيش الاحتلال يغلق البوابة في أيام الجمعة والسبت وبالتالي تُحرم هي وزوجها من مساعدة الأبناء أيام عطل نهاية الأسبوع، ولا يجدون عونًا لهم في قطف الزيتون، "ألا يكفي يمنعنا من الوصول إلى أراضينا في أي وقت".

كل ما تريده أم خليل وأهالي عانين هو أن يلتزم الاحتلال بفتح البوابة في موعدها، كي يستطيعوا قطف زيتونهم الذي يعتمدون على موسمه كمصدر رزق أساسي لبقية العام. 

 

 


اقرأ/ي أيضًا: 

"قلاية" بندورة في موسم الزيتون

معصرة أحمد عيسى.. قرنُ ونيف من الحب

"أبو المواسم".. فرحة الفلاحين