21-سبتمبر-2023
تحذيرات إسرائيلية من انتشار عملات مزروة، يقابلها تقليل سلطة النقد من حجم المال المزوّر!

تزوير أوراق نقدية

الترا فلسطين | فريق التحرير

راجت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تحذيرات من انتشار فئات معيّنة من الأوراق النقدية المزيّفة، وآخرها دخول السوق الفلسطيني ورقة مزوّرة من فئة 200 شيقل، الأمر الذي سبب متاعب في أحيان كثيرة، لحاملي هذه الفئة، لرفض التجّار استقبالها، خشية أن يقعوا ضحية تزوير العملات.

تحذيرات إسرائيلية من انتشار عملات مزورة، يقابلها تقليل سلطة النقد من حجم المال المزوّر 

ويقلل مسؤول في سلطة النقد خلال حديثه لـ "الترا فلسطين" من حجم انتشار هذه الفئة النقدية المزوّرة في السوق الفلسطيني، رغم أن القناة الإسرائيلية 12، نشرت مؤخرًا تحقيقًا استند إلى معطيات رسمية إسرائيليّة أظهرت أن الورقة النقدية من فئة 200 شيقل أصبحت الأكثر تزييفًا في إسرائيل خلال العام الماضي. وأنّ هناك الكثير من هذه الفئة النقدية المزيفة تجوب الشوارع، وتتسبب بأضرار تُقدّر بعشرات ملايين الشواقل.

وجاء في تحقيق القناة الإسرائيلية أن ّالأوراق النقدية المزيفة من فئة 200 شيقل يتم إنتاجها في دور الطباعة في تركيا والرملة واللد وأسدود، وفي الضفة الغربية، وقد تمّت طباعتها هذه المرة بأرقام تسلسلية مختلفة وليس كما كان في السابق عندما تم طباعة أرقام مطابقة لتلك الموجودة على الأوراق النقدية.

أوراق نقدية من فئة 200 شيقل
أوراق نقدية من فئة 200 شيقل

وادّعت القناة الإسرائيلية أن وراء صناعة المال المزيّف توجد منظمات إجرامية تعمل في تركيا، وفي المنطقة الممتدة من عسقلان حتى بئر السبع. وقد كشفت الشرطة الإسرائيلية عن محاولات لإصدار أوراق نقدية مزيفة من فئة 100 شيقل، ولكن ليس بكثافة تداول كبيرة مثل ورقة الـ200 شيقل.

تحقيق القناة الإسرائيلية عن تزييف الأوراق النقدية من فئة 200 شيقل
تحقيق القناة الإسرائيلية عن تزييف الأوراق النقدية من فئة 200 شيقل

ونقلت القناة الإسرائيليّة عن أحد ضبّاط التحقيق في الشرطة الإسرائيلية، قوله إن من الصعب التعامل مع أبعاد هذه الظاهرة، بحيث يتم بيع الأوراق النقدية المزيّفة على قنوات تلغرام، وعلى الرغم من ضبط كمية كبيرة من الأوراق المزيفة من فئة 200 شيقل، وبضعة آلاف من الأوراق النقدية من فئة 100 شيقل، إلا أن ذلك يعتبر "قطرة في محيط"، خصوصًا في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يدفع من وقعوا في ضائقة اقتصادية إلى شراء الأوراق النقدية المزورة.

تطمينات سلطة النقد على ماذا تستند؟!

لكن مدير دائرة انضباط السوق في سلطة النقد، عنان السامري، أوضح لـ "الترا فلسطين" أنه جرى في الفترة الأخيرة تداول منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بوجود عملات مزورة ومنها ورقة 200 شيقل وبجودة عالية، غير أنّ البيانات التي لديهم تشير إلى أنّ ما جرى ضبطه وإبلاغ سلطة النقد فيه خلال السنة الحالية، أقل مما هو عليه الحال في السنوات السابقة.

وأشار عنان السامري إلى أنّ سلطة النقد تتخذ إجراءات احترازية للحدِّ من مخاطر الجريمة الاقتصادية بما يشمل جريمة تزييف العملات، مبيّنًا أن سلطة النقد تُعمم على البنوك ومحال الصرافة بضرورة تحديث ماكينات عدّ النقود لديهم، بما يمكنهم من كشف هذه الحالات على اختلاف درجات الإتقان في تزييف الأوراق النقدية. كما أنهّا تُشجّع الناس على استخدام وسائل الدفع الإلكتروني، وفي حال الدفع النقدي، الانتباه إلى العلامة الأمنية الموجودة بشكل واضح على العملات وذلك من خلال الاطلاع على ما تنشره المواقع الرسمية لسلطة النقد والبنوك.

ضابط تحقيق إسرائيلي قال إن ما ضُبط من أوراق نقدية مزورة "قطرة في بحر"
ضابط تحقيق إسرائيلي قال إن ما ضُبط من أوراق نقدية مزورة "قطرة في بحر"

وخلال جولة لـ الترا فلسطين وسط رام الله، أكد عدد من الصرّافين أن انتشار العملات المزوّرة قليل مقارنة بحجم التحذير على منصّات التواصل الاجتماعي، حتى وصل الأمر إلى أنّ بعض المواطنين والتجار يتخوّفون من أخذ ورقة 200 شيقل حتى من محال الصرافة.

إسلام مسالمة مدير أحد محال الصرافة، قال لـ "الترا فلسطين" إن انتشار عملة المزوّرة لفئة 200 شيقل، فيه تهويل. وما يحدث أنه في ظل الانتشار السريع للمعلومات عبر مواقع التواصل، وعند ضبط أي ورقة نقدية مزوّرة تنتشر المعلومة لدرجة يعتقد المواطن أن الحديث عن ظاهرة واسعة.

صرّاف في رام الله: التجار باتوا لا يقبلون فئة 200 شيقل خشية أن تكون مزورة

وقال مسالمة إن من السهل اكتشاف العملة المزورة من الورقة نفسها وجودتها، كما أن الماكنات المتوفّرة لدى محال الصرافة تكشف هذه العملات بسهولة.

ونوّه إلى أن سلطة النقد تعطي العاملين في محلات الصرافة دورات دورية لكشف العملات المزورة.

وقال صرّاف آخر التقاه الترا فلسطين في رام الله، إنّ المواطنين باتوا يرتادون محلّه بكثافة طالبين صرف ورقة من فئة 200 شيقل إلى فئات أقل، لأن التجار يرفضون استقبالها منهم خشية أن تكون مزوّرة.

 سيّاح على خط التزوير

وذكر الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب أن القناة 12 الإسرائيلية كشفت قبل أسابيع أن جزءًا كبيرًا من السياح الإسرائيليين استخدموا الأوراق النقدية المزيّفة لخداع شركات السياحة ومحال الصرافة والمنشآت السياحية والسكان المحليين في شبه جزيرة سيناء المصرية، حيث وصلت آلاف الأوراق النقدية المزيفة من فئة 200 شيقل إلى الشركات في جميع أنحاء سيناء، بعد أن تمكن مسافرون إسرائيليون من تحويل أوراق نقدية مزيفة إلى جنيهات مصرية، ولم يتم القبض عليهم.

ونقلت القناة العبرية عن إسرائيلي خارج عن القانون، متخصص في مجال التزوير، أطلقت عليه اسم (ي)، قوله إنه يكاد يستحيل اكتشاف الأوراق النقدية التي يطبعونها، ويهرّبونها من تركيا إلى "إسرائيل".

وأضاف: "لقد قمنا بمحاولات لدى الصرافين وحتى في مكاتب البريد ولم يتم كشف التزوير؛ سلسلة الأوراق النقدية الجديدة على مستوى دقة تزوير عالية جدًا".

وبحسب القناة فإنّ صناعة الأوراق النقدية المزيفة تؤرّق كبار المسؤولين في الاقتصاد وبنك إسرائيل، وعلى إثر ذلك أعادت البنوك مؤخرًا آلاف الأوراق النقدية من فئة 200 شيقل إلى أصحاب الأعمال الذين لم يعرفوا أنها مزيّفة، واكتشفوا ذلك بعد محاولة إيداعها في صناديق البنوك.

وقال مسؤول في فرع بنك إسرائيلي كبير: لقد صادفنا بالفعل حالة صاحب سوبر ماركت وقع عُمّاله الشباب وعديمي الخبرة في الفخ، وقبلوا دفعات من أوراق نقدية مزيفة، وفي شهر واحد تعرّض لخسارة تزيد عن 50 ألف شيقل.