09-ديسمبر-2017

لم يمر اليوم الأول من "أيام الغضب" التي دعت إليها فصائل فلسطينية، رداً على إعلان ترامب بشأن القدس، إلا ووثق الفلسطينيون صوراً من المواجهات مع جيش الاحتلال، رأوا فيها ملامح فخر لهم، ودليل ضعف جنود الاحتلال وعجزهم.

"الليلة حبس".. بهاتين الكلمتين عُرف محمد الطويل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن صوّر شبان اتصالاً هاتفياً أجراه مازحاً مع أحد الأشخاص ادعى فيه أنه ضابط في المخابرات، وقد ظهر محمد في الفيديو ساخراً خفيف الظل، قبل أن يعود للظهور مجدداً في أول أيام الغضب الشعبي بعد قرار ترامب بشأن القدس، دون أن تختفي ابتسامته خلال محاولات جنود الاحتلال ترهيبه.

محمد يعاني من متلازمة داون، لكن جنود الاحتلال الذين كانوا تحت وقع الرهبة من المواجهات العنيفة في الخليل، كما يقول نشطاء، لم يعيروا اهتماماً لحالته؛ بل حاولوا استعادة ثقتهم بأنفسهم من خلال ترهيبه والتسلية به، فأخضعوه للتفتيش الجسدي واحتجزوه، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل، وفق ما يؤكده عامر الشلودي الذي وثق لحظة احتجازه وتفتيشه.

تصوير عامر الشلودي

فوزي الجنيدي (15 عاماً) أحد معتقلي مواجهات جمعة الغضب في الخليل، كان اللافت في الصورة التي توثق اعتقاله، أنه كان محاطاً بأكثر من 30 جندياً إسرائيلياً، بينما كان هو رافعاً رأسه، معصب العينين، ومقيداً من يديه، فيما ظهرت الدماء على وجهه نتيجة تعرضه للضرب والتنكيل عند اعتقاله. 

تصوير عبد الهشلمون

في بيت لحم، صورة أخرى تظهر عشرات الشبان وهم يتصدون بشكل جماعي لجنود الاحتلال، غير آبهين بالغاز المسيل للدموع الذي يملأ السماء، بعد أن أطلق جنود الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز لقمع المحتجين في المدينة، فيما الأرض تكاد لا تظهر من الحجارة المتناثرة فوقها التي ألقاها المتظاهرون على الجنود. علق فلسطينيون على الصورة قائلين: "لقطة تظهر الشعب الفلسطيني وهو يبيع أرضه"، وذلك تعقيباً على ادعاءات لجان إلكترونية سعودية بأن الفلسطينيين باعوا أراضيهم ولذلك يجب تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

مصدر الصورة غير مؤكد

في القدس، تناقل فلسطينيون صورة لأحد عناصر قوات شرطة الاحتلال يهوي أمام لكمة يوجهها لها متظاهر فلسطيني، خلال قمع الشرطة فعالية احتجاجية في باب العامود على قرار ترامب. اختار رواد فيسبوك أن يشاركوا الصورة بدون تعليق، أو مع وجوه مبتسمة :)

مصدر الصورة فرانس برس

وخلال الوقفة ذاتها في باب العامود، برزت صورة أخرى لمسن فلسطيني يمسك سلاحاً لشرطية إسرائيلية ويصرخ في وجهها. شارك المعلقون الصورة كعنوان للقهر الفلسطيني، وثبات الفلسطينيين على مناهضة الاحتلال، قبل أن يتداولوا مقطع فيديو للمسن ذاته خلال الوقفة، وهو يصرخ في جنود الاحتلال "حسبي الله فيكم"، "لعنة الله على الي جابكم هون (هنا)"، موجهاً في الوقت ذاته انتقادات حادة لبعض الشرطة العرب في صفوفهم، قبل أن يتراجع هؤلاء من أمامه ويديروا ظهورهم مع ضحكات متظاهرين ساخرة وتصفيقهم. 

مصدر الصورة فرانس برس