17-يونيو-2024
الاحتلال الإسرائيلي قتل عائلات كاملة في قطاع غزة

(Getty) ما لا يقل عن 60 عائلة فلسطينية استشهد فيها 25 شخصًا أو أكثر في القصف الإسرائيلي بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر

كشف تحليل أجرته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، عن أن 60 عائلة فلسطينية على الأقل استشهد منها 25 شخصًا أو أكثر في الفترة ما بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

وافتتح التحليل، بالقول: "إلى درجة لم يسبق لها مثيل، تقتل الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة عائلات فلسطينية بأكملها". وأضاف: "لقد قتلت سلالات بأكملها، وأحيانًا أربعة أجيال من نفس العائلة، في غارات جوية واحدة أو سلسلة من الغارات الجوية على أفراد من نفس العائلة كانوا يحتمون معًا من القنابل وفي كثير من الأحيان لا يوجد تحذير".

وحدد تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ما لا يقل عن 60 عائلة فلسطينية استشهد فيها 25 شخصًا أو أكثر في القصف الإسرائيلي بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر.

في الشهر الأول بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، قالت وزارة الصحة في غزة إن 300 عائلة فلسطينية فقدت أكثر من 10 أفراد

وأشار التحليل إلى أنه "لم يبق لدى العديد من العائلات أحد تقريبًا لتوثيق عدد القتلى، ولا يستطيع الآلاف تحديد جميع موتاهم لأن الكثير من الجثث لا تزال تحت الأنقاض".

وشملت مراجعة وكالة "أسوشيتد برس" سجلات الضحايا التي أصدرتها وزارة الصحة في غزة حتى آذار/مارس، وإشعارات الاستشهاد عبر الإنترنت، وصفحات وجداول البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالعائلة والأحياء، وحسابات الشهود والناجين، بالإضافة إلى بيانات من شركة Airwars، وهي منظمة مراقبة الصراع ومقرها لندن. 

كما قامت وكالة "أسوشيتد برس" بتحديد الموقع الجغرافي وتحليل 10 غارات إسرائيلية، وهي من بين أكثر الهجمات دموية في الحرب، في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و24 كانون الأول/ديسمبر، وقد قتلت الضربات مجتمعة أكثر من 500 شخص.

وأوضح التحليل أنه من بين الأكثر تضررًا عائلة المغربي، التي استشهد فيها أكثر من 70 شخصًا في غارة جوية إسرائيلية واحدة في كانون الأول/ديسمبر. وعائلة أبو النجا، التي استشهد لها أكثر من 50 شخصًا في غارات تشرين الأول/أكتوبر، بما في ذلك امرأتان حاملان على الأقل. كما فقدت عشيرة دغمش الكبيرة ما لا يقل عن 44 فردًا في غارة على أحد المساجد، وارتفع العدد الإجمالي بعد أكثر من 100 أسبوع؛ وبحلول الربيع، استشهد أكثر من 80 فردًا من عائلة أبو القمصان.

وفي الشهر الأول بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، قالت وزارة الصحة في غزة إن 300 عائلة فلسطينية فقدت أكثر من 10 أفراد. وهذا ضعف ما كان عليه الحال خلال الحرب الإسرائيلية المدمرة التي استمرت 51 يومًا في عام 2014.

والضربات العشر التي حللتها وكالة "أسوشيتد برس" أصابت بشكل أساسي المباني السكنية والمنازل والملاجئ حيث كان الآباء والأطفال والأجداد يتجمعون معًا بحثًا عن الأمان، ولم يكن هناك بأي حال من الأحوال هدف عسكري واضح أو تحذير مباشر لمن هم بالداخل.

ولفت التحليل النظر إلى عائلة سالم التي استشهد منها 270 فردًا، وقال التحليل: "في وقت ما، رفعت عائلة سالم العلم الأبيض على مبناهم، الذي كان في وسط منطقة قتال. وأخبروا الجيش الإسرائيلي أنهم لن يغادروا لأنهم قالوا إنه لا يوجد مكان آمن. واستشهد أكثر من 170 فردًا من العائلة في قصفين بفارق ثمانية أيام. وأسفرت ثلاث غارات على مدى أربعة أسابيع عن استشهاد 30 من أعضاء عائلة الآغا؛ وأدت سلسلة من الهجمات على مخيم للاجئين في كانون الأول/ديسمبر إلى استشهاد 106 أشخاص من أربع عائلات على الأقل. وكان هجوم 24 كانون الأول/ديسمبر هو المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل بضربها عائلة ’عن طريق الخطأ’ بالقرب من أهدافها المقصودة".

وتابع التحليل: "في واحدة من الغارات على مخيم جباليا المزدحم للاجئين في شمال غزة، دمرت القنابل الإسرائيلية مجموعة كاملة من المباني. استشهد ما يقرب من 40 فردًا من عائلة أبو القمصان، في حين لا يزال عدد ضحايا هجوم 31 تشرين الأول/أكتوبر غير معروف. وعلى غير العادة حددت إسرائيل هدفا قائلة إنها استهدفت قائدًا كبيرًا في حماس".

وبينما تنظر محكمة العدل الدولية، في ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. وقتل العائلات عبر الأجيال هو جزء أساسي من القضية.

وقال كريج جونز، المحاضر في جامعة نيوكاسل والذي درس دور المحامين العسكريين الإسرائيليين، إن إسرائيل خففت بوضوح معاييرها فيما يتعلق بالخسائر في صفوف المدنيين، وأضاف: "يسمح قانون الحرب بـ’نوع من أشكال الحرب المتسرعة’ مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين حيث يحتاج الجيش إلى الاستجابة بسرعة وفي الظروف المتغيرة. لكنه إسرائيل تنتهك القانون بشكل واضح للغاية لأنها تضغط على القواعد حتى الآن".

وتحت عنوان "كيف تؤثر الوفيات على المستقبل الفلسطيني؟"، قال التحليل: "إن سقوط العديد من العائلات الفلسطينية سوف يتردد صداها لأجيال عديدة. وتمتد صلة القرابة إلى ما هو أبعد من الأسرة النووية في غزة. المجمعات، التي غالبًا ما تكون مباني متعددة مكونة من ثلاثة طوابق أو أكثر، تشغلها سلالة كاملة".

وقال رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الفلسطينيين سيتذكرون عائلات بأكملها اختفت من حياتهم. وتابع: "يبدو الأمر كما لو أن قرية بأكملها قد تم محوها".