18-يونيو-2024
كارثة بيئية في غزة

(gettyimages) أدت الحرب الإسرائيلية، إلى عكس التقدم المحدود في تحسين مرافق تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي

ذكر تقرير للأمم المتحدة عن الأثر البيئي للحرب في غزة، أن العدوان الإسرائيلي تسبب في تلوث غير مسبوق للتربة والمياه والهواء في المنطقة ودمر شبكات الصرف الصحي وخلف أطنانًا من الحطام الناجم عن القنابل.

وأدت الحرب الإسرائيلية، إلى عكس التقدم المحدود في تحسين مرافق تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي في المنطقة، وإصلاح الأراضي الرطبة الساحلية في وادي غزة، والاستثمارات في منشآت الطاقة الشمسية، وفقًا لتقرير أولي من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

وقال التقرير إن الأسلحة المتفجرة خلفت نحو 39 مليون طن من الحطام، ويمتلئ الآن كل متر مربع من قطاع غزة بأكثر من 107 كيلوغرامات من الحطام. وأوضح التقرير أن هذا يزيد عن خمسة أضعاف الحطام الناتج خلال معركة الموصل بالعراق في عام 2017.

تم اعتبار أكثر من 92% من المياه في قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك البشري

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن "كل هذا يضر بشدة بصحة الناس وأمنهم الغذائي وقدرة غزة على الصمود".

وكانت البيئة في غزة تعاني بالفعل من الحروب المتكررة، والنمو الحضري السريع، والكثافة السكانية العالية، قبل أن بداية الحرب الأخيرة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وجاء تقييم الأمم المتحدة، بعد طلب قدمته هيئة جودة البيئة الفلسطينية في كانون الأول/ديسمبر 2023 لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لتقييم الأضرار البيئية.

ونظرًا للمخاوف الأمنية والقيود المفروضة على الوصول، استخدمت الأمم المتحدة مسوحات الاستشعار عن بعد وبيانات من الهيئات الفنية الفلسطينية، بالإضافة إلى تقييمات الأضرار من البنك الدولي.

ووجد التقرير أن أنظمة المياه والصرف الصحي والنظافة أصبحت الآن معطلة بالكامل تقريبًا، مع إغلاق محطات معالجة مياه الصرف الصحي الخمس في غزة. وقد فرض الاحتلال الإسرائيلي طويل الأمد بالفعل تحديات بيئية كبيرة في الأراضي الفلسطينية فيما يتعلق بنوعية المياه وتوافرها، وفقًا لتقرير صدر عام 2020 عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وتم اعتبار أكثر من 92% من المياه في قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك البشري.

وبينما كان قطاع غزة يتمتع بواحدة من أعلى كثافة للألواح الشمسية على الأسطح في العالم، حيث قدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره الولايات المتحدة أنه في عام 2023 كان هناك حوالي 12,400 نظام للطاقة الشمسية على الأسطح. لكن إسرائيل دمرت منذ ذلك الحين نسبة كبيرة من البنية التحتية للطاقة الشمسية المزدهرة في غزة، ويمكن للألواح المكسورة أن تؤدي إلى تسرب ملوثات الرصاص والمعادن الثقيلة إلى التربة.

وقال إيوغان داربيشاير، الباحث البارز في مرصد الصراع والبيئة غير الربحي ومقره المملكة المتحدة: إنه بالنظر إلى حجم الدمار البيئي، "فأعتقد أن مناطق واسعة من غزة لن يتم استعادتها إلى حالة آمنة خلال جيل واحد، حتى مع التمويل والإرادة اللامحدودة".

وفي مطلع العام الجاري، كشفت دراسة أن الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، الناتجة خلال الشهرين الأولين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت أكبر من البصمة الكربونية السنوية لأكثر من 20 دولة من أكثر دول العالم عرضة للمخاطر المناخية، وفق ما ورد في صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وأضافت الصحيفة البريطانية: "يمكن أن تعزى الغالبية العظمى، بما نسبته 99% من 281,000 طن متري من ثاني أكسيد الكربون، التي تشير التقديرات إلى أنها تم توليدها في أول 60 يومًا من العدوان الإسرائيلي، للقصف الجوي الإسرائيلي والغزو البري".