14-مايو-2018

أعلنت دولٌ كبرى وعربية رفضها القاطع لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، وأدانت بعض هذه الدول المذبحة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المتظاهرين في قطاع غزة، في حين أكد ممثل فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور، أن مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة بخصوص الأوضاع في غزة خلال 24 ساعة.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن "قلقه العميق" إزاء الوضع في غزة. فيما أدانت الكويت - ممثل المجموعة العربية في مجلس الأمن - الجرائم الإسرائيلية، وأعلنت أنها ستطلب عقد اجتماع طارئ لبحث التطورات في قطاع غزة.

جلسة طارئة حول غزة في مجلس الأمن خلال 24 ساعة، وأخرى لمندوبي الدول في الجامعة العربية يوم الأربعاء

وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: "نحن غير موافقين على قرار واشنطن نقل سفارتها إلى القدس، والسفارة البريطانية في إسرائيل مقرها في تل أبيب ولا نعتزم نقلها". فيما أعرب ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مخاوف روسيا من أن يؤدي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لتفاقم الأوضاع في المنطقة.

أما الاتحاد الأوروبي، فقد دعت وزيرة خارجيته فيديريكا موغريني إلى أقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح، مضيفة، "على إسرائيل احترام حق الاحتجاج السلمي ومبدأ عدم الإفراط في استخدام القوة، وعلى حماس ومن يقودون التظاهرات في غزة ضمان أن تظل غير عنيفة، وعدم استغلالها لأغراض أخرى".

وفي إيران، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن الإدارة الأميركية تتصرف بـ"عدم نضج" وتنتهج "أسلوب المغامرة".

واستنكر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في تغريدات نشرها على تويتر جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين في غزة، كما عبّر عن رفض افتتاح السفارة الأمريكية في القدس. وقال في إحدى التغريدات: "نؤكد على تضامننا الكامل مع الاخوة الفلسطينيين في نضالهم المشروع وندعو المجتمع الدولي للتحرك بسرعة لوقف هذه المجازر المروعة والسعي لمساعدة الفلسطينيين في سعيهم من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وفي لبنان أيضًا، قال نائب الأمين العام لحركة حزب الله نعيم قاسم، تعقيبًا على افتتاح السفارة: "لن يضرنا أن تقرر أمريكا أن تنقل سفارتها إلى القدس، فهذا قرار من جانب واحد لن يوافق عليه الفلسطينيون، وبالتالي لا قيمة لقرار لا يقبل به أهله".

وأكد قاسم على رفض التطبيع الذي تقوم به بعض دول الخليج، وقال: "إسرائيل تستقطب دولًا عربيًا للتطبيع معها والاعتراف بها، ولكن هذه الدول كانت دائمًا عبئًا على القضية الفلسطينية، ستكتشف إسرائيل أنهم عبء عليها".

من جانبه، أكد العاهل المغربي محمد السادس على رفض الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لـ إسرائيل، ونقلها السفارة إليها، مضيفًا، "هذا عمل أحاديّ يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية في التأكيد عليه". وبعث الملك برسالة إلى الرئيس محمود عباس بهذا الخصوص.

وأدانت تركيا المجزرة في غزة، وقال الناطق باسم حكومتها بكير بوزداغ على تويتر، إن "الإدارة الأميركية مسؤولة مثلها مثل الحكومة الإسرائيلية عن هذه المجزرة". كما ندد وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو بالمجزرة، وقال إن إسرائيل تمارس إرهاب دولة، وأضاف، "اللعنة على إسرائيل وقواتها الأمنية".

أما جامعة الدول العربية فأدانت افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، وقررت عقد اجتماع طارئ يوم الأربعاء على مستوى المندوبين الدائمين "لبحث سبل مواجهة قرار الولايات المتحدة غير القانوني" وفق الأمين العام أحمد أبو الغيط,

وعلّقت الحكومة الأردنية على افتتاح السفارة الأمريكية بالقول إنه يشكل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أنه "إجراء أحادي باطل لا أثر قانونيًا له، ويدينه الأردن".

كما أكدت مصر "دعمها الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". فيما قال مفتي الجمهورية شوقي علام إن تدشين السفارة الأمريكية "هو استفزاز صريح وواضح لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض".