تتكدّس كشوفات مستشفيات غزة بأسماء مرضى ينتظرون إجراء صور أشعة في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيليّ منذ عشرة أشهر، دخول أجهزة الأشعة التي تستخدم في تشخيص الحالات المرضية، ما زاد معاناة المرضى المتفاقمة أصلًا مع نقص الكثير من أصناف الأدوية، وارتفاع أسعار المتوفّر منها.
يرفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال أجهزة طبيّة لغزة، ويمنع كذلك إخراج أجهزة أخرى لصيانتها، ما يفاقم معاناة المرضى الذين تتكدّس أسماؤهم على كشوفات المستشفيات
منجد يحيى، طلب منه الطبيب حجز موعد لإجراء صورة أشعة، بعد أن شعر بآلام في صدره، ويقول إنّ انتظر موعده ثلاثة أسابيع. ويشير في حديثه لـ الترا فلسطين إلى أنّ القلق رافقه طوال مدّة انتظاره إجراء صورة الأشعة التي لم يتمكن من إجرائها في مركز خاصّ لارتفاع سعرها الذي يقارب مئة دولار.
الأمر ذاته تكرر مع كوثر حسين التي انتظرت شهرًا كاملًا لإجراء صورة أشعة مقطعية لتشخيص سبب الآلام التي تعاني منها في قدمها اليسرى. وتقول إنها وخلال مدة الانتظار زارت المستشفى أكثر من مرة بسبب تأجيل موعد صورتها المقرر نظرًا لتعطّل الجهاز، الأمر الذي أرهقها جسديًا وماديًا.
ويؤكد مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة بغزة، بسام الحمادين، أن العجز في مستشفيات القطاع وصل مئة بالمئة، جرّاء منع الاحتلال دخول أجهزة الأشعة إلى قطاع غزة منذ عشرة أشهر دون تقديم أي مبررات للمنع، لافتًا إلى أنه تم تقديم 4 طلبات من قبل الجهات المورِّدة للأجهزة للاحتلال من أجل الموافقة على دخولها، إلا أن الطلبات قوبلت بالرفض.
الحمادين: وزارة الصحة تتابع منع الاحتلال إدخال أجهزة الأشعة الطبية، مع منظمة الصحة العالمية، ولكن لا جدوى حتى الآن
ويبيّن الحمادين أن الشركات المورِّدة للأجهزة الطبية قدّمت الوثائق والعقود التي تم توقيعها بين وزارة الصحة والجهات المانحة، إضافة إلى معلومات حول المستشفيات التي سيتم تركيب الأجهزة بداخلها، إلا أن الاحتلال يرفض إدخالها.
والأجهزة التي يمنع الاحتلال إدخالها لغزة تستخدم في تشخيص الحالات المرضية ليتم تحديد طبيعة التدخل الطبي اللازم، وبدون هذه الأجهزة لا يمكن تشخيص حالات المرضى، وبعضها تستخدم لتشخيص حالات المرضى في حضانات الأطفال، وأقسام المستشفى، والعناية المركزة، والمرضى على أجهزة التنفس الصناعي، وبينها حالات لا يمكن نقلها للتصوير داخل غرفة الأشعة، نظرًا لخطورة وضعها.
وبحسب المسؤول في وزارة الصحة فإن زيادة قوائم الانتظار يعني زيادة معاناة المرضى خاصة كبار السن ومرضى الكسور، إضافة إلى تحمّلهم تكاليف المواصلات.
تضطر وزارة الصحة لنقل بعض الحالات إلى محافظات ومستشفيات أخرى، وإرجاء حالات أخرى لأسابيع
واستنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان منع سلطات الاحتلال إدخال المواد والمعدات الصحية وخاصة التشخيصية إلى قطاع غزة، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لإنهاء القيود المفروضة على مرور إمدادات الأدوية واللوازم الطبية، وحماية حق السكان في تلقي الرعاية الصحية المناسبة.
ووفق المعلومات التي جمعها المركز فقد تبين أنّ سلطات الاحتلال تحظر إدخال 14 جهازًا طبيًا خاصًا بخدمة الأشعة (8 أجهزة متحركة و6 أجهزة ثابتة).
ولفت المركز إلى أن الطواقم الطبية في القطاع الحكومي وفي ظل انتشار فايروس كورونا تستعين بأجهزة الأشعة لمعرفة حالات المرضى في أقسام العناية المركزة، وأقسام تنويم المرضى، ومراكز الفرز التنفسي لمعرفة حجم إصابة الرئتين بالالتهابات.
وبيّن أنه يوجد 22 جهازًا طبيًا (متحرك وثابت) في مرافق وزارة الصحة بغزة، وجرّاء الضغط الشديد والقيود المفروضة على دخول قطع الغيار، تعطلت 8 أجهزة وباتت خارج الخدمة. ما يوضح الحاجة الملحة إلى هذه الأجهزة التشخيصية.
اقرأ/ي أيضًا:
نفاد هرمون "إريثروبيوتين" يُهدد حياة مرضى الفشل الكلوي في غزة