كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الإثنين، نقلًا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن إسرائيل سلّمت الأسبوع الماضي للولايات المتحدة وثيقة مبادئ تحتوي على شروطها لإنهاء الحرب الدائرة في لبنان. تأتي هذه الخطوة في ظلّ المحاولات الدولية لوقف الحرب المتصاعدة، حيث يسعى عاموس هوكشتاين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي وصل إلى بيروت اليوم، لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول سبل الحل الدبلوماسي.
وبحسب تقرير موقع "أكسيوس"، فإن وثيقة المبادئ التي قدمتها إسرائيل إلى الولايات المتحدة تسمح بعودة النازحين على "جانبي الحدود إلى منازلهم". كما تتضمن الوثيقة شروطًا تضمن لجيش الاحتلال الإسرائيلي حرية التأكد من أن حزب الله لا يعيد تسليح نفسه، مع إعطاء سلاح الجو الإسرائيلي حرية العمل في الأجواء اللبنانية، وهي بنود قد تواجه اعتراضات دولية.
وفي مؤتمر صحفي في بيروت، قال المبعوث الأميركي هوكشتاين: "هناك نقص في تطبيق القرار 1701 أسهم في إشعال النزاع الذي نعاني منه اليوم"، مضيفًا: "ربط مستقبل لبنان بنزاعات أخرى في المنطقة لا يصب في مصلحة الشعب اللبناني".
وتابع: "العالم سيدعم لبنان وقيادته إذا اتخذوا القرارات الشجاعة التي تصب في مصلحة الشعب اللبناني"، وفق تعبيره. واستمر في القول: "ما نعمل عليه هو الوصول إلى معادلة تنهي هذا النزاع بين لبنان وإسرائيل كليًا"، وأضاف: "يجب أن نتاكد من أن أطراف النزاع كافة تريد تطبيق القرار 1701". مشيرًا إلى أنه "على المجتمع الدولي أن يؤمن الدعم للبنان وإعادة بناء اقتصاده".
الوثيقة المقدمة من إسرائيل للولايات المتحدة تهدف إلى ضمان عدم إعادة تسليح حزب الله، مع السماح بعودة النازحين إلى منازلهم
يشار إلى أن إسرائيل وسعت، منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، نطاق حربها وغاراتها الجوية لتشمل جميع مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت. كما بدأت عمليات غزو بريّ في جنوب لبنان. ووفقًا لبيانات رسمية لبنانية، أسفر هذا العدوان عن استشهاد أكثر من 2350 شخصًا، وإصابة 10,906 آخرين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. كما أدى إلى نزوح أكثر من مليون و340 ألف شخص.
وأفادت مصادر أميركية وإسرائيلية أن الوثيقة التي قدمتها إسرائيل جاءت كنتيجة للمناقشات التي أجراها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، مع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، حول الشروط التي تطالب بها إسرائيل لتكون جزءًا من أيّ حل دبلوماسي لإنهاء الحرب مع حزب الله.
وتضغط الولايات المتحدة، من خلال زيارة هوكشتاين، من أجل نشر واسع النطاق للقوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان كجزء من أي حل دبلوماسي. ويسعى هوكشتاين إلى نشر ما لا يقل عن 8000 جندي لبناني في جنوب البلاد، كما يريد تعزيز تفويض قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، ودعم الجيش اللبناني، بهدف دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
ووفقًا لموقع "واللا" الإسرائيلي، فإن الوثيقة المقدمة من إسرائيل للولايات المتحدة تهدف إلى ضمان عدم إعادة تسليح حزب الله، مع السماح بعودة النازحين إلى منازلهم. ومن المتوقع أن يناقش هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي.
وبعد نشر ورقة الشروط الإسرائيلية، كرر مصدر مقرب من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لموقع وصحيفة "العربي الجديد"، تأكيد "التزام موقف لبنان الرسمي بالقرار 1701، بمندرجاته كافة، من دون إدخال أي تعديل عليه".
وقال: "هذه من المسلّمات ولا حديث فيها"، مشددًا على أن "الأولوية اليوم وقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية وتطبيق القرار الأممي".
وأضاف المصدر اللبناني أن "الشروط الإسرائيلية لا يمكن أن تمر أو أن نوافق عليها. سبق أن رفضناها وسنرفضها من جديد، لم يتغيّر أي شيء، ولا يمكن للعدو أن يفرض علينا الموافقة بقوة السلاح، موقفنا القرار 1701".
وأشار المصدر إلى أن "لبنان أكد أيضًا ضرورة تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب وزيادة عديده وعناصره، والتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة، ضمن الصلاحيات المنوطة بها والمهام الموكلة إليها".
أعربت الحكومة اللبنانية عن موافقتها على المبادرة الأميركية - الفرنسية التي تتضمن هدنة مؤقتة تستمر لمدة 21 يومًا، تهدف إلى إطلاق مسار دبلوماسي يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار
وفي وقت سابق، أكدت أوساط حكومية لبنانية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن زيارة هوكشتاين المرتقبة إلى بيروت تأتي ضمن جهود الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان. وقد أبدت الأوساط الحكومية إحباطها من عدم نجاح الضغوط الدولية حتى الآن في إجبار إسرائيل على وقف عدوانها، حيث شهدت الأيام الماضية تكثيفًا للغارات الإسرائيلية، خاصة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
من جهة أخرى، قال مصدر مقرّب من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، إن هوكشتاين تواصل مع بري لأجل ترتيب الزيارة، التي تأتي في إطار الجهود الأميركية لوقف إطلاق النار. وأشار المصدر إلى أن المبادرة الأميركية - الفرنسية التي طرحت حلًا مؤقتًا لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا، حازت دعمًا من المجتمع الدولي ووافقت عليها الحكومة اللبنانية، إلا أن إسرائيل واصلت رفضها لها.
وفيما يتعلق بالتعديلات المحتملة على القرار الدولي رقم 1701، الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي في عام 2006 وينظم وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، أكد مصدر لبناني أن لبنان ملتزم بالقرار بجميع بنوده، شرط التزام إسرائيل بتطبيقه. وأوضح المصدر أن الأولوية القصوى للبنان في هذه المرحلة هي وقف إطلاق النار وإنهاء استهداف المدنيين وتدمير البلدات والقرى، مع تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل.
أعربت الحكومة اللبنانية عن موافقتها على المبادرة الأميركية - الفرنسية التي تتضمن هدنة مؤقتة تستمر لمدة 21 يومًا، تهدف إلى إطلاق مسار دبلوماسي يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار. وقد أكدت الحكومة اللبنانية أنها تركز في الوقت الحالي على إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر، فيما تبقى القضايا الأخرى المتعلقة بإعادة الإعمار وتعويض المتضررين مرهونة بوقف العدوان.