03-أكتوبر-2024
مجازر إسرائيلية في غزة

الدمار الذي أحدثه الاحتلال في خيم النازحين في غزة

اتجهت كل العيون في غزة إلى السماء، حيث انطلقت الصواريخ الإيرانية باتجاه مطارات وأهداف عسكرية في دولة الاحتلال. تابع أهالي غزة المشهد وهم على وشك إتمام عام من الحرب التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر .

وبالتزامن مع الضربات الإيرانية، خرج الآلاف من سكان قطاع غزة إلى الشوارع، سواء في الشمال أو الجنوب، حيث يفصل بينهم محور نتساريم الذي كان له نصيب في الضربات الإيرانية، وأصيب بصواريخ، مما أدى إلى تحليق مكثف للطائرات المروحية، التي يستخدمها جيش الاحتلال لإجلاء القتلى والمصابين، وكذلك الطيران الحربي لتغطية عمليات الإخلاء.

وجد الاحتلال في النازحين العزل هدفًا سهلاً لقصفه، في محاولة لترميم الردع الذي تهاوى مع الضربات الإيرانية

وعمّت المظاهر الاحتفالية قطاع غزة، حيث تشكلت مسيرات عفوية احتفاءً بالخبر، ورفعت الأعلام الفلسطينية، كما وُزعت الحلوى في الطرقات، ورددت المساجد تكبيرات العيد. كما سُمع دوي إطلاق النار الاحتفالي، بجانب الزغاريد والتهاليل، أثناء الضربات الإيرانية.

وقال فؤاد حمدان، 31 عامًا، في حديث لـ"الترا فلسطين"، إنه كان أمام خيمته غرب قرية الزوايدة حين بدأت الضربات الإيرانية. وأوضح أن في ظل الضنك واليأس السائد حينها، جاءت هذه الصواريخ لتذكّر الجميع بأن هناك من يمكنه ضرب الاحتلال وإذلاله، حسب وصفه.

وأضاف في حديثه لـ"الترا فلسطين": "أجمل ما رأيته هي الصواريخ وهي تقصف محور الموت (نيتساريم)، وهو المكان الذي استشهد فيه شقيقاي أثناء نزوحهما للجنوب، وفقدت فيه الكثير من أقاربي وأصدقائي. كذلك قصف منصة الغاز قبالة عسقلان، التي أضاء حريقها البحر، خرج الجميع، بما فيهم النساء والأطفال، لمشاهدة الضربات الإيرانية، وكانت معالم الفرح تعمّ الجميع، فلا يوجد أحد هنا لم يجرم الاحتلال بحقه وحق عائلته".

وأوضح حمدان أن النازحين تجمعوا لمشاهدة الصواريخ، وتحولت هذه التجمعات في النهاية إلى مسيرة احتفالية. ولكن لم تدم هذه الأجواء طويلاً، حيث بدأ الاحتلال بارتكاب مجازر بحق النازحين.

ووجد الاحتلال في النازحين العزل هدفًا سهلاً لقصفه، في محاولة لترميم الردع الذي تهاوى مع الضربات الإيرانية. فقد وجه المدفعية نحو المدارس وخيام النازحين، والطرقات المكتظة بالمارة.

رصاص الاحتلال

وكانت المجزرة الكبرى في محيط تبة النويري ومنطقة الوادي، حيث لا يزال عدد الشهداء مجهولاً حتى اللحظة نظرًا لعدم تمكّن الطواقم الطبية من الوصول إلى مواقع الاستهداف. كما قصفت قوات الاحتلال تجمعات النازحين وخيامهم، حيث أطلقت الآليات قذائفها ورصاصها باتجاه مناطق النزوح الأكثر كثافة، غرب النصيرات وقرية الزوايدة، مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من النازحين، بعضهم داخل الخيام والمدارس.

وتجول فريق "الترا فلسطين" في مناطق غرب النصيرات، واستمع لشهادات شهود عيان تحدثوا عن تفاصيل تلك الليلة الدامية، حيث أكدوا أن أعداد الشهداء الذين تعجز الطواقم الطبية عن الوصول إليهم كبيرة جدًا.

كما عمدت طائرات الاحتلال إلى إحراق خيام النازحين في المناطق الغربية من المنطقة الوسطى، حيث أسقطت القنابل المشتعلة بشكل منهجي على هذه الخيام، مما تسبب في حرائق كبيرة، وهو ما دفع الآلاف إلى النزوح مجددًا لمناطق أخرى.

كما قصفت مدرسة السوارحة في قرية الزوايدة وسط القطاع، مما أدى إلى استشهاد 6 أشخاص وإصابة آخرين. زار "الترا فلسطين" المدرسة ورصد استهداف طائرة مسيّرة لخيام داخل المدرسة. كما نقل عن شهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت أيضًا محيط المدرسة بشكل كثيف.

طوال تلك الليلة، ركز الاحتلال قصفه الجوي والمدفعي على كافة مناطق القطاع، مما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين وإصابة مئات الجرحى.