الترا فلسطين | فريق التحرير
أحيت "إسرائيل" في العام 2021 الذكرى الثالثة والسّبعين لإنشائها بعد ارتكاب عصاباتها مجازر بحقّ آلاف الفلسطينيين وتهجيرهم من مدنهم وقراهم. ومع نهاية هذا العام، نقدّم لكم في "الترا فلسطين" موجزًا لأبرز أحداثه.
حملة تلقيح كبيرة، تشكيل حكومة، ومواجهة عسكرية مع غزة، زيادة التبادل التجاري مع دول عربية، واستجلاب عدد أكبر من المهاجرين
شهد الشّهر الأول من 2021 بدء "إسرائيل" تلقيح سكانها ضدّ فايروس كورونا، لتكون "الدولة" الأولى عالميًا من حيث عدد الحاصلين على اللقاح مقارنة بعدد السكان.
وفي آذار/ مارس أجريت انتخابات الكنيست الإسرائيلي الرابعة والعشرين، لتكون الرابعة التي تجرى في غضون عامين، وأفضت في النهاية للإطاحة ببنيامين نتنياهو عن سدة الحكم الذي اعتلاه لأكثر من 12 عامًا.
أسفرت الانتخابات عن تشكيل الحكومة الإسرائيلية السادسة والثلاثين في 13 حزيران/ يونيو، والتي سُمّيت (حكومة بينيت-لابيد)، ومن المقرر أن يتولى نفتالي بينيت رئاستها حتى 27 آب/ اغسطس 2023، ثم يتولى المنصب يائير لابيد الذي ستنتهى ولايته في شهر تشرين ثان/ نوفمبر 2025.
وفي نهاية نيسان/ ابريل سفر تدافع للمستوطنين على جسر ضيّق عن مقتل نحو 45 وإصابة المئات خلال حفل ديني يهودي في جبل الجرمق.
الحدث الأبرز خلال العام 2021، كان إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق عمليّته العسكرية ضدّ قطاع غزة في العاشر من أيار/ مايو، والتي أطلق عليها اسم "حارس الأسوار". بدأت العمليّة فعليًا بعد إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة مجموعة صواريخ على القدس، أدت لإلغاء مسيرة استفزازية للمستوطنين لتخليد ذكرى احتلال المدينة وفق التقويم العبري.
استمرّت العملية العسكرية التي سمّتها فصائل المقاومة الفلسطينية "سيف القدس" 11 يومًا، وسط ذهول المنظومة الأمنية الإسرائيلية لانضمام آلاف الفلسطينيين داخل الخط الأخضر للاحتجاجات التي كان أعنفها في اللد وعكا، إذ نجح الشبان بقطع الكثير من مفترقات الطرق الحسّاسة، وعجزت شرطة الاحتلال عن قمع الاحتجاجات، فتم استدعاء كتائب من "حرس الحدود" المنتشرة في الضفة الغربية.
وفيما بعد كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن جيش الاحتلال تفاجأ من انضمام فلسطينيي الداخل للاحتجاجات، وقالت إنه بلور خطة للجبهة الداخلية في الحرب المقبلة، بموجبها ستقوم كتائب الاحتياط التابعة للجبهة الداخلية في الجيش، وكتائب من "حرس الحدود" التابعة للشرطة بتأمين وحراسة قوافل الجيش، لضمان عدم حدوث "تشويش" على نشاط الجيش داخل الخط الأخضر بفعل أنشطة قد تمارسها جهات فلسطينية.
وبخلاف مزاعمه أثناء العدوان، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن فشل جيش الاحتلال في تنفيذ "كمين مترو حماس بغزة" الذي جرى التخطيط له على مدار سنوات، بفضل نجاح المقاومة برصد نوايا الاحتلال التي كانت تقوم على استدراج المئات من مقاتلي كتائب القسام إلى داخل الأنفاق بعد الإيحاء بأن اجتياحًا بريًا قد بدأ.
وخلال العدوان، طال قصف فصائل المقاومة بغزة مدينة تل أبيب، ومطار بن غوريون الذي تكرر إغلاقه أكثر من مرة، وأقرّت "إسرائيل" بمقتل 11 شخصًا، وإصابة 357.
وأثناء العام الجاري، وتحديدًا في آب/ اغسطس زار وزير جيش الاحتلال بيني غانتس المغرب، والتقى نظيره هناك ناصر بوريطة، وقد دعا لابيد بوريطة لزيارة "إسرائيل" أيضًا. وقد تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اتفاقيات أمنية وعسكرية وقّعتها مملكة المغرب مع دولة الاحتلال.
ومن بين الأحداث البارزة التي شكّلت معالم 2021، إعلان "إسرائيل" في الخامس من أيلول/ سبتمبر أنّ حجم تبادلاتها التجارية مع دول عربية شهد ارتفاعًا بعد توقيع اتفاقيات التطبيع، إذ بلغت نسبته في أوّل سبعة أشهر من العام 234% مقارنة بنفس الفترة من العام 2020، رغم أن المعطيات لا تشمل قطاعات السياحة والخدمات. وقد سجّلت الإمارات أكبر حجم للتبادل التجاري مع "إسرائيل"، بينما ارتفع التبادل التجاري بين "إسرائيل" والأردن في ذات الفترة من 136.2 مليون دولار إلى 224.2 مليون دولار. أما التبادل التجاري مع مصر، فارتفع من 92 مليون دولار إلى 122.4 مليون دولار، كما أظهرت المعطيات آنذاك نمو التبادل التجاري مع المغرب في ذات الفترة من 14.9 مليون دولار إلى 20.8 مليون دولار، في حين أن التبادل التجاري مع البحرين كان صفرًا في بداية هذه الفترة من سنة 2020، وارتفع إلى 300 ألف دولار في الفترة ذاتها من السنة الحالية.
وفي السّابع من كانون ثان/ ديسمبر 2021 أعلن جيش الاحتلال، استكمال العائق البري - البحري على الحدود مع قطاع غزة، وبالتالي إدخاله إلى الخدمة، حيث استغرق بناؤه ثلاث سنوات ونصف، وهو أحد أكثر المشاريع الإسرائيلية تكلفة في السنوات الأخيرة ويتكون من 140 ألف طن من حديد الفولاذ على امتداد 65 كيلومترًا، ويهدف لإنهاء تهديد الأنفاق الهجومية التي حفرتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي من قطاع غزة باتجاه المستوطنات المقامة بمحاذاة القطاع. ويتكون العائق من جدار فولاذي تحت الأرض، إضافة لستَّة أمتار فوق سطحها، وكذلك عائقًا بحريًا مشابهًا، وكلاهما زوِّدا بمنظومات رصد إلكترونية ورادارات وكاميرات ذكية.
وفي 12 كانون ثان/ ديسمبر استضافت "إسرائيل" مسابقة ملكة جمال الكون في مدينة "إيلات" على سواحل البحر الأحمر، وسط مقاطعة ملكة جمال اليونان "رافائيلا بلاستيرا" التي قالت: "لا يمكنني الصعود إلى تلك المرحلة، والتصرّف كأن لا شيء يحدث، بينما يقاتل الناس من أجل حياتهم هناك"، في إشارة إلى الفلسطينيين داخل الأرض الفلسطينية المحتلة.
وفي 13 كانون ثان/ ديسمبر 2021، التقى رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت بولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، في زيارة هي الأولى بشكل علني لرئيس وزراء إسرائيلي إلى الإمارات. قال بينيت في حينه إنه حظي "بحفاوة" في الزيارة، وناقش مع ابن زايد "مواطن القوة النسبية لدى الدولتين".
وفي الحادي والعشرين من ديسمبر/ كانون أول أظهرت معطيات أعدّتها لجنة العمل والرفاه في الكنيست الإسرائيليّ أنّ 21.8٪ من مجموع العائلات و31% من أطفال "إسرائيل" يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
بعد ذلك بأيّام، نشرت صحيفة "هآرتس" فحوى تقرير رقابي أظهر تراجعًا كبيرًة في كفاءة قوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي ألحق ضررًا بالغًا في جهوزية أجزاء منها في ظل احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية.
كما نشر جيش الاحتلال تقريره السنويّ الذي أشار فيه إلى أنّه نفّذ ألف هجوم على أهداف في الشرق الأوسط خلال 2021، من بينها الهجمات على غزة خلال عدوان أيّار، بما لا يشمل العمليات السرية والخاصة.
وقبل أيام من استقبال العام الجديد 2022، كشفت إذاعة جيش الاحتلال أنّ معطيات جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" تفيد بأن هجمات المستوطنين ضدّ الفلسطينين في الضفة الغربية ارتفعت بنسبة 50%.
ومع مشارفة العام على نهايته، أعلنت وزارة استيعاب المهاجرين الجدد أنها جلبت خلال 2021 أكثر من 27 ألف مهاجر بنسبة زيادة تصل 30% مقارنة مع عدد المهاجرين الجدد الذين هاجروا إلى "إسرائيل" خلال 2020.
اقرأ/ي أيضًا:
جيش الاحتلال يستعرض معطيات 2021 ويؤكد تفاؤله بالعام المقبل
هذا عدد الأسرى الذين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد مع نهاية 2021