03-أكتوبر-2018

صورة جمال خاشقجي

تضاربت الأنباء بشأن مصير الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى ظهر الثلاثاء في مدينة إسطنبول التركية، وما زالت مواقع التاوصل الاجتماعي تعج بآلاف التغريدات والتعليقات والاستنكارات من النشطاء لحادثة الاختفاء المريبة هذه.

وفتحت الشرطة التركية تحقيقا في ادعاءات باختفاء خاشقجي بعد ساعات من دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على وثائق عائلية.

خطيبة خاشقجي انتظرته باب القنصلية ولم تشاهده يخرج منها ثانيةً

وقد ألغى حساب معتقلي الرأي في السعودية على موقع تويتر تغريدة سابقة كان قد ذكر فيها أن خاشقجي وصل بالفعل إلى السعودية بعد "اختطافه" ظهر الثلاثاء في إسطنبول.

وفي وقت سابق، قال مراسل الجزيرة إن السلطات التركية ذكرت أنها تواصلت مع السفير السعودي في أنقرة بشأن موضوع خاشقجي فأكد أنه ليست لديه أي معلومات عن الحادثة.

ونقلت عدة وسائل إعلامية عن خطيبة خاشقجي قولها إنه دخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم أمس الثلاثاء عند الواحدة ظهرا للحصول على بعض الوثائق الخاصة بإتمام زواجه، وإن القنصلية السعودية كانت على علم مسبق بقدومه إليها.

ولفتت إلى أن خطيبها توجه إلى القنصلية لإجراء معاملات عائلية فيها الأسبوع الماضي، لكن موظفي القنصلية طلبوا منه العودة بعد أيام لإتمام الإجراءات، ما يذكي تحليلات النشطاء بأن القنصلية نصبت له كمينًا.

وأضافت الخطيبة أن خاشقجي سلمها هاتفه المحمول ودخل القنصلية ولم يخرج منها، وبعد قرابة ثلاث ساعات راجعت مسؤولين في القنصلية، لكنهم أبلغوها بمغادرته المكان وبعدم علمهم أي شيء عنه فاتصلت فورًا بالسلطات التركية.

إجراءات تركية

وأرسلت السلطات التركية في حي بيشكتاش -الذي تقع فيه القنصلية السعودية- دورية شرطة، لكن القوانين والأعراف الدبلوماسية لا تسمح لها بدخول القنصلية وتفتيشها مع ذلك أحاطت الشرطة التركية مبنى السقنصلية السعودية بسياج حاجز لاستكمال التحقيقات.

وسألت الشرطة المسؤولين في القنصلية عن مصير خاشقجي لكنها أبقت أجوبتهم طي الكتمان، وضمتها إلى التحقيق الذي فتحته في القضية.

وفي هذا السياق، أكدت وسائل إعلام تركية أن السلطات هناك تتابع القضية على أعلى المستويات معتبرة حادثة الاختطاف تمس الأمن التركي.

ورفعت تركيا الإجراءات الأمنية في المطارات والمعابر التركية كافة؛ للتأكد من منع إخراج خاشقجي من البلاد، وقالت مصادر أمنية أنها "تعتقد أن الكاتب السعودي لا يزال موجودا على الأراضي التركية".

تصديقًا لرواية خطيبته

من جانبها، أعلنت جمعية بيت الإعلاميين العرب في تركيا أنها فقد الاتصال بخاشقجي بعد توجهه لمقر القنصلية السعودية.

وذكر بيان صادر عن الجمعية أن خاشقجي توجه إلى قنصلية بلاده في تمام الواحدة ظهر الثلاثاء، وأنه لم يخرج منها منذ دخولها.

وقالت الجمعية إنها تنتظر بيانا عاجلا من السلطات السعودية حول وضع خاشقجي، وتنتظر كذلك خروجه بشكل فوري من مقر القنصلية.

خاشقجي غادر بلاده تجنبًا لبطش السلطات السعودية بمعارضيها

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الثلاثاء أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي يكتب مقالات رأي لها، ويوجه انتقادات إلى سلطات المملكة، واختفى بعد زيارة إلى القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء.

وكان خاشقجي مستشارا للحكومة قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة العام الماضي لتجنب اعتقاله بعد توجيهه انتقادات لبعض سياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولتدخل الرياض في الحرب في اليمن.

وصرح محرر الآراء الدولية في الصحيفة الأمريكي إيلي لوبيز في بيان "لم نتمكن من الاتصال بجمال اليوم ونحن قلقون جدا بشأنه". وأضاف "نتابع الوضع عن كثب ونحاول جمع معلومات. سيكون اعتقاله بسبب عمله كصحافي ومعلق ظلما وأمرا مشينا".

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تقوم بالتحقيق في اختفاء الصحافي. وقال مسؤول في الوزارة "اطلعنا على هذه التقارير ونسعى للحصول على مزيد من المعلومات حاليا".

وكتب خاشقجي مقالات انتقد فيها بعض سياسات ولي العهد السعودي، وقال إن المملكة منعته قبل أن يغادرها، من استخدام موقع تويتر للرسائل القصيرة "عندما حذرت من المبالغة في الحماس للرئيس (الأمريكي) دونالد ترامب عند انتخابه".

لماذا ترك بلاده؟

وفي مقال كتبه في واشنطن بوست في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، قال خاشقجي "عندما أتحدث عن الخوف والترهيب والاعتقالات وتشويه صورة المثقفين ورجال الدين الذين يتجرأون على قول ما يفكرون به، ثم أقول لك أنا من السعودية، فهل تُفاجأ؟".

وفي تعليق له على مغادرته السعودية خلال لقاء مع عربي 21 الشهر الماضي، قال خاشقجي "أريد أن أكون آمنا وحرا، لا أكثر ولا أقل، في هذا السن لست في حمل التعرض للتوقيف ولا للإقامة الجبرية ولا للمنع من السفر، فاخترت أن أغادر".

وتحتل السعودية المرتبة 169 على لائحة من 180 بلدا وضعتها منظمة "مراسلون بلا حدود"، للتصنيف العالمي لحرية الصحافة.

كما تعتقل مئات العلماء والدعاء والنشطاء المعارضين لسياساتها، وقطعت مؤخرًا علاقاتها مع كندا وشنت عليها حملة إعلامية شرسة بعد مطالبة السفارة الكندية للسلطات السعودية بالإفراج عن ناشطات حقوقيات معتقلات في سجون المملكة.

اقرأ/ي أيضًا:

الكشف عن أعداد العلماء والمفكرين المعتقلين بالسجون السعودية

محكمة سعودية توصي بإعدام رئيس جامعة مكة المكرمة

ترامب للملك سلمان: إدفع فلن تبقى بالحكم لأسبوعين بدون جيشنا

سخرية من تقرير سعودي حول "انتهاكات حقوق الإنسان" في كندا