تقدم وزيرٌ إسرائيليٌ بمقترح لإلغاء الاعتراف بالشهادات الجامعية الفلسطينية، وهو قرارٌ من شأنه أن يلحق الضرر ببعض هذه الجامعات من جهة، وبآلاف الطلبة الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر من جهة أخرى، بل إن انعكاساته السلبية قد تكون على المؤسسات الإسرائيلية ذاتها، خاصة الطبية.
يقف خلف المقترح وزير الزراعة آفي ديختر، الذي شغل سابقًا منصب رئيس جهاز "الشاباك"، ويبرر الخطوة "بوضع حد للعلاقات التي تربط الفلسطينيين من الخط الأخضر مع فلسطينيين من الضفة الغربية"
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، يوم الأربعاء، أن المجلس الوزاري الأمني "الكابينيت" سيبحث قريبًا مقترح إلغاء الاعتراف بالشهادات الجامعية الفلسطينية التي حصل عليها طلبة من داخل الخط الأخضر.
ويقف خلف المقترح وزير الزراعة آفي ديختر، الذي شغل سابقًا منصب رئيس جهاز "الشاباك"، ويبرر الخطوة "بوضع حد للعلاقات التي تربط الفلسطينيين من الخط الأخضر مع فلسطينيين من الضفة الغربية".
وادعت الإذاعة العامة أن الطلبة الفلسطينيين من الخط الأخضر الذين يدرسون في جامعات فلسطينية "يتعرضون إلى رسائل معادية لإسرائيل" في هذه الجامعات، وإلغاء الاعتراف بالجامعات سيمنعهم من الدراسة في هذه الجامعات وبالتالي سيحول دون تعرضهم لمثل هذه الرسائل، وهذا يندرج في إطار "مكافحة الإرهاب".
وفي تعقيبه لـ الترا فلسطين، قال مدير التعليم الجامعي في وزارة التعليم العالي رائد بركات، إن إلغاء "إسرائيل" اعترافها بالشهادات الجامعية الفلسطينية مايزال مقترحًا ولم يُناقش في الكنيست، وفي حال المصادقة عليه فسيكون للحكومة الفلسطينية موقفٌ من القرار.
وأوضح رائد بركات، أن أحد الأهداف الرئيسية للمقترح الإسرائيلي هو إنهاء العلاقة بين فلسطينيي الداخل والضفة الغربية، ومنع أي صورة من صور الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن المقترح مخالفٌ للقانون الدولي، الذي نص على أن حق التعليم مكفول للإنسان في أي مكان يختاره من العالم.
أوضح رائد بركات، أن مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية "لها سمعتها الأكاديمية المميزة، وتحتل تنصيفًا متقدمًا بين التصنيفات العالمية، سواءً تصنيف شنغهاي، أو التايمز أو Qs للجامعات
وأضاف، أن مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية "لها سمعتها الأكاديمية المميزة، وتحتل تنصيفًا متقدمًا بين التصنيفات العالمية، سواءً تصنيف شنغهاي، أو التايمز أو Qs للجامعات".
وتزايد في السنوات الأخيرة إقبال فلسطينيين من داخل الخط الأخضر على الدراسة في جامعات الضفة الغربية، في ظل ارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات الإسرائيلية، والعنصرية التي يواجهها الطلبة العرب في هذه الجامعات.
وتعد الجامعة العربية الأمريكية في جنين أبرز الجامعات الفلسطينية التي يتوجه إليها طلبة الداخل للدراسة، إذ يبلغ عدد طلبة الداخل الملتحقين بها قرابة ستة آلاف طالب، وفقًا لمدير العلاقات العامة في الجامعة العربية الامريكية فادي جمعة.
وقال فادي جمعة لـ الترا فلسطين، إن المقترح الإسرائيلي يدل على حالة التخبط اللي تحدث في "إسرائيل"، نافيًا أي صلة بين تلقي التعليم في الجامعات الفلسطينية و"الإرهاب"، فالتعليم في الجامعات الفلسطينية يخضع لقوانين وأنظمة وشهادات دولية، ويقدمه مدرسون أكفاء.
وأوضح، أن القرار هو مجرد محاولة لفصل الفلسطينيين عن بعضهم البعض، ومنع وجود احتكاك بين فلسطيني الداخل والضفة الغربية.
وأضاف، أنه في حال استمر التفكير الإسرائيلي بهذه الطريقة فقد يتم منع الطلاب الإسرائيليين مستقبلاً من الدراسة في تركيا أو في بعض الدول الأوروبية التي يوجد فيها جالية فلسطينية.
المقترح الإسرائيلي في حال تطبيقه سيكون انعكاسه السلبي على الإسرائيليين أنفسهم بالدرجة الأولى، وربما يخلق أزمة، فخريجو الجامعات الفلسطينية من التمريض والعلاج الطبيعي وأطباء الأسنان هم أكثر الناس المتقنين للعمل في العيادات والمدارس الإسرائيلية
ورأى جمعة، أن المقترح الإسرائيلي في حال تطبيقه سيكون انعكاسه السلبي على الإسرائيليين أنفسهم بالدرجة الأولى، وربما يخلق أزمة، "فالموظفون الفلسطينيون في المؤسسات الإسرائيلية هم الأكثر إبداعًا في العمل، وخريجو الجامعات الفلسطينية من التمريض والعلاج الطبيعي وأطباء الأسنان هم أكثر الناس المتقنين للعمل في العيادات والمدارس الإسرائيلية".
ونوه فادي جمعة، أن الاحتلال أصدر سابقًا قرارات مماثلة في بعض التخصصات مثل التمريض والعلاج الطبيعي، لكنه واجه إرباكًا فتراجع عن هذه القرارات.
وأقر بأن مصادقة الاحتلال على هذا القرار ستخلق أزمة بالنسبة للجامعة العربية الأمريكية، خاصة أن نصف طلابها من فلسطينيي الداخل، "وفي هذه الحالة لا بد من وجود حل ومعالجة لهذا القرار".
وفي كانون ثان/ يناير 2023، كشفت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية، أنّ حكومة الاحتلال ستبدأ تطبيق نظام "نوميروس كلاوزوس"، بهدف خفض عدد الطلبة من فلسطينيي الداخل، الملتحقين بكليات الطب والصيدلة والهندسة في الجامعات الإسرائيلية، بحيث يتم تفضيل المرشحين اليهود على المرشحين العرب للدراسة في الجامعات، الأمر الذي سيؤدي إلى خفض فرصة قبول المرشّح العربي في كلية الطب، فالمرشح اليهودي سيكون متفوقًا عليه، أي أن هذا قيد على قبول الطلاب العرب للدراسات الطبية.