24-يناير-2023
مدرسة دار الايتام في القدس

الترا فلسطين | فريق التحرير

زعمت صحيفة "يسرائيل هيوم" في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن تركيا تعمل على تعميق وجودها في مدينة القدس، مستعرضة في تقريرها ما قالت إنه دعم تركي لمدرسة دار الأيتام الثانوية ونتائج خطيرة لهذا الدعم، وهو ما نفته إدارة المدرسة في تعقيب لـ الترا فلسطين.

ادعى ارييل كاهانا في تقريره، أن جمعية "ميراثنا" تتدخل في المناهج التي يتم تدريسها في مدرسة الأيتام، وهذه المناهج "مناهضة لإسرائيل" وفق ادعائه، مضيفًا أن تركيا تنوي فرض سيطرتها تدريجيًا في شرق القدس

وتمحور التقرير حول جمعية "ميراثنا" التركية، إذ قال مُعدّه آرييل كاهانا، إن الجمعية تعمل لتوسيع سيطرة تركيا ودائرة نشاطها في شرق القدس، وفي هذا الإطار تتولى الجمعية السيطرة على مدرسة دار الأيتام الثانوية في البلدة القديمة، وتُعمق التدخل التركي في الجزء الشرقي من القدس بشكل عام، خاصة في قطاع التعليم.

وبحسب التقرير، تُقدم جمعية "ميراثنا" التركية التمويل لمدرسة دار الأيتام الثانوية التي تم تشييدها في العهد العثماني، ونتيجة ذلك ارتفع عدد الطلبة المسجلين في المدرسة من 70 طالبًا في العام الماضي، إلى 200 طالب في بداية العام الحالي.

وادعى ارييل كاهانا في تقريره، أن جمعية "ميراثنا" تتدخل في المناهج التي يتم تدريسها في مدرسة الأيتام، وهذه المناهج "مناهضة لإسرائيل" وفق ادعائه، مضيفًا أن تركيا تنوي فرض سيطرتها تدريجيًا في شرق القدس.

وأشار إلى أن طلبة مدرسة الأيتام في القدس شاركوا مؤخرًا في نشاط حمل عنوان "جولة النكبة"، زاروا فيه قرى هجرتها الميليشيات الصهيونية إبان النكبة، ولا تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالعيش فيها حاليًا، مدعيًا أن هذه الرحلات "تذكر الجيل الفتي بالماضي، ويتم فيها تقديم معلومات عن القرى وعائلاتها المهجرة".

وقال المتطرف ما ؤور تيسماح، رئيس منظمة "لك يا قدس" اليهودية اليمينية المتشددة، إنه يجب إيقاف نشاط تركيا "التخريبي" -وفق وصفه- في شرق القدس، مضيفًا أن "استيلاء" تركيا على مدرسة في شرق القدس، ودعم مناهج "تضر بدولة إسرائيل" -حسب قوله- "يتجاوز الخط الأحمر" في العلاقات الإسرائيلية التركية.

ودعا تيسماح، حكومة الاحتلال، إلى إشعار الرئيس التركي رجب طيب أرودغان أن أي موطئ قدم تركي في قطاع التعليم في القدس سيؤدي لرد قاس من السلطات الإسرائيلية.

في المقابل، وصف مدير مدرسة دار الأيتام الثانوية عبد الناصر بصلات تقرير "يسرائيل هيوم" بأنه "تحريض على المدرسة واستهداف لها، وجزءٌ من التحريض الإسرائيلي على مدارس القدس"، نافيًا وجود أي تواصل بين المدرسة وجهات تركية بشكل مباشر، وأن تكون المدرسة قد تلقت تمويلاً تركيًا.

أكد عبد الناصر بصلات أن سبب الزيادة في عدد الطلاب هو إغلاق مدارس أخرى في القدس، ووجود شاغر في عدد الطلاب لدى مدرسة الأيتام، مشددًا أن منهاج المدرسة هو ذاته منهاج مدارس الأوقاف

وأوضح عبد الناصر بصلات لـ الترا فلسطين أن مدرسة دار الأيتام الثانوية تحت مظلة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وهي فقط المسؤولة عنها، نافيًا وجود تدخل من أي جمعية في منهاج المدرسة، ومشددًا أن المنهاج الذي يدرس في مدرسة الأيتام هو ذاته الذي يدرس في جميع مدارس الأوقاف في القدس، ولم يطرأ عليه أي تغيير منذ سنوات.

وأكد زيادة عدد الطلبة الذين التحقوا بمدرسة دار الأيتام مؤخرًا، لكنه أوضح أن سبب هذه الزيادة هو إغلاق مدارس أخرى في القدس، ووجود شاغر في عدد الطلاب لدى مدرسة دار الأيتام، وبالتالي فإن المدرسة تسجل كل من يرغب بالدراسة فيها "بغض النظر عن قدراته التعليمية، حتى لا يبقى في الشارع" حسب قوله.

واعتبر عبد الناصر بصلات تطرق التقرير إلى رحلات المدرسة تحريضًا عليها، وقال: "هذه الرحلات عادية وترفيهية، يدفع الطلبة مقابلها وتنطلق من داخل المدرس وتحت مظلتها بدون أي تدخل من جهة أخرى. وأحيانًا تكون الرحلات إلى حيفا وعكا والسخنة وأريحا".

يُذكر أن المدارس في مدينة القدس تتبع لعدة جهات، وهي: مدارس خاصة (ربحية)، ومدارس تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، ومدارس تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، ومدارس تابعة لبلدية الاحتلال في القدس.

وتدرِّس المدارس الفلسطينية في القدس المنهاج التعليمي الفلسطيني، لكن بلدية الاحتلال في القدس ووزارة المعارف الإسرائيلي تُعيد طباعة الكتب بعد حذف رموز الهوية الفلسطينية منها، مثل ما يشير إلى نكبة فلسطين، والممارسات والاعتداءات الإسرائيلية، وأن شرق القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، إلا أن بعض المدارس الفلسطينية في القدس، توزيع الكتب الإسرائيلية التي تسميها بـ"المنهاج المحرف" على طلابها.