28-يونيو-2024
ومنع الاستشهاد بوزارة الصحة في غزة واقتباسها من الخارجية الأميركية

(Getty) يشار إلى أن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، هي المساهم الأكبر في الحملة الانتخابية للنائب الذي طرح القانون

صوت مجلس النواب الأميركي بأغلبية على منع وزارة الخارجية الأميركية من الاستشهاد بأرقام وزارة الصحة في غزة، بما في ذلك عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، يوم الخميس، في خطوة انتقدتها النائبة رشيدة طليب باعتبارها محاولة من قبل المسؤولين الأمريكيين إخفاء مدى الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة بدعم أمريكي.

وتمت الموافقة على تعديل النائب الديمقراطي جاريد موسكوفيتش، بأغلبية 269 صوتًا مقابل 144 صوتًا يوم الخميس، بدعم واسع من الحزبين. ويحظر هذا الإجراء الذي اتخذه الحزبان برعاية مشتركة على وزارة الخارجية استخدام أرقام وزارة الصحة في غزة داخل تقاريرها. يشار إلى أن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، هي المساهم الأكبر في حملة النائب جاريد موسكوفيتش الانتخابية على الإطلاق.

قالت رشيدة طليب: التطهير العرقي للفلسطينيين لم ينته في عام 1948. اليوم.. نشهد حكومة الفصل العنصري الإسرائيلية تنفذ إبادة جماعية في غزة، وفي الوقت الحقيقي، وهذا التعديل هو محاولة لإخفائها

وقالت رشيدة طليب: "كم هو أمر غير معقول على الإطلاق أن يعرض زملائي تعديلًا لمنع حكومتنا الأميركية من مجرد ذكر عدد القتلى الفلسطينيين. منذ عام 1948... كان هناك جهد منسق، خاصة في هذه القاعة، لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم ​​ومحو الفلسطينيين من الوجود".

وتابعت طليب: "التطهير العرقي للفلسطينيين لم ينته في عام 1948. اليوم.. نشهد حكومة الفصل العنصري الإسرائيلية تنفذ إبادة جماعية في غزة، وفي الوقت الحقيقي، وهذا التعديل هو محاولة لإخفائها".

وفي إشارة إلى "أكثر من 15 ألف طفل فلسطيني" قتلوا بسبب القنابل والرصاص والحصار الذي تفرضه إسرائيل على المجاعة، قالت طليب إن "ستة أطفال... يقتلون في غزة كل ساعة. ولكن الفلسطينيين ليسوا مجرد أرقام. فخلف هذه الأرقام هناك أشخاص حقيقيون ـ أمهات وآباء وأبناء وبنات سُرِقَت حياتهم منهم وتمزقت أسرهم، ولا ينبغي لنا أن نحاول إخفاء ذلك".

واستمرت في القول: "هؤلاء أطفال ورضع أبرياء تعرضوا للقصف في خيامهم، وأُحرقوا أحياء، وبُترت أوصالهم، وتعرضوا للموت جوعًا عمدًا. أين إنسانيتنا المشتركة في هذه القاعة؟ هناك الكثير من العنصرية المناهضة للفلسطينيين في هذه القاعة لدرجة أن زملائي لا يريدون حتى الاعتراف بوجود الفلسطينيين على الإطلاق، ليس عندما كانوا على قيد الحياة فقط، والآن، وليس حتى عندما يكونون أمواتًا". وقالت "إنه أمر مقزز تماما، إنه إنكار للإبادة الجماعية".

وأضافت النائبة من أصول فلسطينية وهي تحمل رزمة سميكة من الورق، مشيرة إلى أنها قائمة بأسماء الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب، والتي سيتم إدخالها في السجل الكونغرسي: "لن أظل صامتة باعتباري الفلسطينية الأميركية الوحيدة التي تخدم في الكونغرس، بينما يحاول الناس محو أسماء أولئك الذين قتلوا بأسلحتنا الخاصة".

واستمرت في القول "القائمة طويلة جدًا لدرجة أنني لا أستطيع حتى إرسالها بسبب الحد الأقصى للنصوص".

وقالت النائبة باربرا لي إن بيانات وزارة الصحة في غزة "غالبًا ما تكون المعلومات الوحيدة المتاحة حول ما يحدث على الأرض في غزة".

وحذرت من أن "هذا التعديل من شأنه أن يعيق بشدة قدرة حكومة الولايات المتحدة على تقييم الوضع".

وأضافت لي أن "إسرائيل أغلقت حدود غزة ومنعت الصحفيين الأجانب وغيرهم من الأشخاص الذين يمكنهم تقديم هذه التقارير. إن الصحفيين والمهنيين الطبيين الموجودين هناك غير قادرين على تحديد هوية جميع الجثث المحاصرة تحت الأنقاض والتي تم اكتشافها في مقابر جماعية".

وأشارت لي إلى أن أرقام وزارة الصحة في غزة "ثبتت مصداقيتها في الماضي، حيث صمدت أمام تدقيق الأمم المتحدة، والتحقيقات المستقلة، وحتى إحصاءات إسرائيل".

وفي شباط/فبراير، اعترف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بمقتل "أكثر من 25 ألف" امرأة وطفل فلسطيني في غزة حتى ذلك التاريخ، على الرغم من أن البنتاغون حاول بعد ذلك التراجع عن اعترافه.

واتُهم الرئيس الأميركي جو بايدن بإنكار الإبادة الجماعية بسبب التشكيك في تقارير وزارة الصحة عن الضحايا في غزة.

وقال طارق حبش، المسؤول السابق بوزارة التعليم الأمريكية الذي استقال في وقت سابق من هذا العام بسبب العدوان على غزة: "لقد مهد الرئيس الطريق لتعديلات مروعة مثل هذه عندما شكك في أعداد القتلى الفلسطينيين التي اعتبرتها منظمات حقوق الإنسان المستقلة ووزارة خارجيتنا ذات مصداقية".

وزعم موسكوفيتش، يوم الأربعاء أن "وزارة الصحة في غزة في نهاية المطاف هي وزارة الصحة التابعة لحماس".

ومع ذلك، فقد استشهدت وزارة الخارجية الأميركية مرارًا وتكرارًا، بأرقام وزارة الصحة في تقارير سابقة عن الهجمات الإسرائيلية السابقة على غزة.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أدلت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، بشهادتها أمام الكونغرس بأن العدد الحقيقي للقتلى جراء الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة من المرجح أن يكون "أعلى مما تم الإبلاغ عنه، حيث أن آلاف الفلسطينيين في عداد المفقودين ويفترض أنهم ماتوا ودفنوا تحت الأرض. أنقاض مئات الآلاف من المباني التي تعرضت للقصف".