استشهد القيادي في حركة حماس، الشيخ مصطفى أبو عرة، من عقابا بطوباس، والمعتقل إداريًا في سجون الاحتلال بعد نقله من سجن (ريمون) إلى مستشفى (سوروكا)، جراء تدهور خطير طرأ على وضعه الصحي، ما يرفع عدد الشهداء الأسرى منذ السابع من أكتوبر إلى 19 شهيدًا من الضفة الغربية، وما يزيد عن 30 شهيدًا من أسرى قطاع غزة، بحسب تقديرات أولية.
هيئة الأسرى ونادي الأسير: مصطفى أبو عرة تعرّض لعملية قتل بطيء نُفّذت بحقّه منذ لحظة اعتقاله وحرمانه من العلاج
وأكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان بعد منتصف ليل الجمعة، نبأ استشهاد الشيخ مصطفى محمد أبو عرة (63 عامًا) من بلدة عقابا شمال غرب طوباس.
وقالت الهيئة والنادي إنّ الشيخ أبو عرة تعرّض لعملية قتل بطيء نُفّذت بحقّه منذ لحظة اعتقاله وحرمانه من العلاج، تندرج في إطار حرب الإبادة المستمرة، وفي إطار عمليات القتل الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بقرار سياسي، وبتحريض علني من الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، الذي طالب بقتل الأسرى بإطلاق النار على رؤوسهم لحل مشكلة الاكتظاظ في السجون.
من داخل منزل عائلة الشيخ مصطفى أبو عرة في طوباس، بعد إعلان استشهاده داخل سجون الاحتلال. pic.twitter.com/gFgWe1gD9a
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) July 25, 2024
والشيخ مصطفى أبو عرة، قيادي وأسير سابق تعرّض للاعتقال مرات عديدة منذ عام 1990، وهو متزوج وأب لسبعة أبناء، وقد بلغت مجموع سنوات اعتقاله نحو 12 سنة، كما أنه أحد مبعدي مرج الزهور، وكان الاحتلال قد أعاد اعتقاله في تاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكانت عائلة الأسير مصطفى أبو عرة أطلقت قبل أيام "مناشدة عاجلة" إلى الهيئات القانونية والحقوقية والصحية الخاصة بالأسرى الفلسطينيين وبحقوق الإنسان كافة، لمعرفة وضعه الصحي في سجون الاحتلال بعد وصول أخبار عن تدهور وضعه الصحي ونقله لمستشفى سجن الرملة بحالة صحية خطرة منذ قرابة أسبوع.
وقالت العائلة إن القيادي أبو عرة كان مقررًا له جولة علاجية لأمراض في الدم والجلد، قبيل اعتقاله، إضافة إلى ما يعانيه من أمراض مزمنة في القلب والغضروف وتضخم في الطحال، وأنّ حالته الصحية لا تحتمل المضايقات والإجراءات التعسفية للاحتلال بحق الأسرى.
وقبل اعتقاله كان يعاني أبو عرة من مشاكل صحية صعبة، وكان بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة. ومنذ لحظة اعتقاله، واجه الشيخ أبو عرة كما الأسرى كافة، جرائم وإجراءات غير مسبوقة بمستواها منذ بدء حرب الإبادة، وأبرزها جرائم التّعذيب، والتّجويع، إضافة إلى الجرائم الطبيّة التي شكلت الأسباب المركزية لاستشهاد أسرى ومعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال.
وحمّلت الهيئة والنادي إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل مصطفى أبو عرة، وكذلك المسؤولية عن مصير كافة الأسرى والمعتقلين والذي يبلغ عددهم اليوم أكثر من 9700، إضافة لأسرى قطاع غزة.
منذ حرب الإبادة سُجل أعلى عدد للشهداء بين صفوف الأسرى، في تاريخ الحركة الأسيرة
وباستشهاد المعتقل مصطفى أبو عرة فإنّ عدد الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا يرتفع إلى (19)، وهم الشهداء الذين أعلن عن هوياتهم فقط، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في سجون ومعسكراته، ليشكل عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 نحو 256 شهيدًا، إلى جانب العشرات من الشهداء من معتقلي غزة، ومن تم إعدامهم ميدانيا خلال حرب الإبادة.
وجددت هيئة الأسرى ونادي الأسير نداءاتهما ومطالباتهما لهيئة الأمم المتحدة بضرورة فتح تحقيق دولي محايد، في الجرائم المستمرة بحقّ المعتقلين والأسرى وجرائم الإعدام الميداني، وطالبتا المنظومة الحقوقية الدولية، بتحمل مسؤولياتها اللازمة أمام كثافة هذه الجرائم، وإنهاء حالة العجز التي تلف دورها، واتخاذ إجراءات واضحة في سبيل محاسبة الاحتلال.
وتجدر الإشارة إلى أنه في تموز/ يوليو 2023، كانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ومجموعة "محامون من أجل العدالة"، طالبتا بالإفراج عن الشيخ مصطفى أبو عرة الذي كان معتقلًا لدى الأمن الفلسطيني على خلفية رأيه، رغم تدهور وضعه الصحي، وقد وُجّهت له اتهامات في حينه تضمنت إثارة النعرات العنصرية، وذم السلطة.