الترا فلسطين | فريق التحرير
تناول موقع "واللا" الإسرائيلي، في تقرير مطوّل حياة الشهيد صالح العاروري السياسية، واصفًا إياه بـ"الأخطبوط"، وذلك نقلًا عن "قسم مكافحة الإرهاب في الخارج" لدى الشاباك، الذي عمل ضد البنية التحتية التنظيمية التي بناها العاروري.
وكتب الموقع أنه منذ خروجه من السّجن الإسرائيلي، تنقّل صالح العاروري من مكان إلى آخر. واستقر أخيرًا في بيروت إلى جانب حسن نصر الله وقام ببناء البنية التحتية لحماس من موقعه في الخارج.
مطاردة العاروري مستمرة منذ سنوات ويقودها قسم "مكافحة الإرهاب في الخارج" التابع للشاباك
وأضاف الموقع أنه في الثاني من يناير/ كانون الثاني من هذا العام، هبط مسؤول حماس الكبير صالح العاروري في مطار بيروت بسرعة كبيرة وتحت حراسة أمنية، وشق موكبه طريقه من مطار بيروت إلى مكاتب حماس في شارع حسن نصر الله في قلب معقل حزب الله في لبنان، وبالتحديد في منطقة الضاحية الخاضعة لاجراءات أمنية مشددة، وتوقفت القافلة بالقرب من مبنى مكون من 6 طوابق يعرف باسم "مكتب حماس".
ووفق الموقع، فقد صعد العاروري إلى طابق المكتب، وفجأة سُمعت أصوات انفجارات مدوية أرعبت الشارع بأكمله، وعندما تبددت سحابة الغبار ورائحة المتفجرات، تبين أن الدمار لحق بشقة واحدة. وسارعت وسائل الإعلام في لبنان إلى الإعلان عن أن الإجراءات المضادة المستهدفة المنسوبة إلى "إسرائيل" شملت استشهاد العاروري، وسمير فندي، وعزام العكرة، ومحمد شاهين، وأحمد حمود، ومحمد الريس، ومحمد باشاشا.
وقال التقرير إنه تم اغتيال كبار مسؤولي حماس، وعلى رأسهم العاروري، لكن في "إسرائيل" التزموا الصمت حتى قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إعلان المسؤولية عن عملية الاغتيال، التي دبرها الشاباك ونفذها الجيش الإسرائيلي، وعلى الرغم من أن عملية الاغتيال أصبحت ممكنة بفضل التعاون الوثيق بين الشاباك والجيش الإسرائيلي، إلا أن مطاردة العاروري مستمرة منذ سنوات ويقودها قسم "مكافحة الإرهاب في الخارج" التابع للشاباك، والمتخصص باستهداف كافة الجهات الفلسطينية العاملة في مختلف أنحاء العالم لتنفيذ أعمال مسلحة ضد "إسرائيل".
جلب العاروري معه إلى منصبه في حماس قدرًا كبيرًا من المعرفة بالعمل المسلح، والإلمام بالمعلومات حول الضفة الغربية
وأشار الموقع إلى أن العاروري مستهدف من الشاباك منذ عام 2010، عندما أطلق سراحه من السجون الإسرائيلية بشرط مغادرة الضفة الغربية، ورفضت الأردن استقباله فسافر إلى سوريا وتنقل بين بلدان مختلفة، ثم تم تعيينه نائبًا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول لمقرات حماس القيادية في الخارج. وكانت مهمته هي إنشاء بنى تحتية مسلحة تعمل ضد أهداف إسرائيلية، مع التركيز على الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، ولكن أيضًا في الخارج.
وبحسب الموقع فقد جلب العاروري معه إلى المنصب قدرًا كبيرًا من المعرفة بالعمل المسلح، والإلمام بالمعلومات حول الضفة الغربية، والعلاقات السابقة بنشطاء حماس في الضفة الغربية، ومبالغ كبيرة من المال بدأت تتدفق إلى المقر القيادي الذي يرأسه، وكان الهجوم القاتل الأول الذي دبره العاروري هو اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل في صيف عام 2014.
وبحسب الموقع العبري، فقد عزز الشاباك عمليات جمع المعلومات الاستخبارية لاستهداف المقرات القيادية التابعة لحماس التي يتنقل أفرادها بين الأردن وسوريا وقطر ولبنان ودول أخرى. ووفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، مع توسع عمل حماس في الخارج تحت قيادة العاروري، تم اتخاذ قرار في الشاباك في يوليو 2023 بإنشاء قسم جديد لإحباط الأعمال المسلحة التي تستهدف "إسرائيل"، وادعت المصادر أن القسم يمكنه تعقب وإحباط نشاطات حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، ورصد عمليات التخطيط والتمويل وصولاً إلى إحباط العمليات المسلحة الميدانية بالتعاون مع جهاز الموساد وجهاز الاستخبارات العسكرية أمان.
عمل تحت قيادة العاروري مجموعة متنوعة من رؤساء الأقسام حسب المناطق الجغرافية في الضفة الغربية
وكتب الموقع أنه في أعقاب النشاط المكثف لجهاز الشاباك وأفراد الشرطة الإسرائيلية في مجال الحرب الالكترونية، تم تقديم لوائح اتهام في نوفمبر 2022 ضد ثلاثة (فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية ) من سكان الشمال؛ تم اعتقالهم بتهمة التخطيط لاستهداف البنية التحتية لشركات الاتصالات الإسرائيلية بتوجيه من العاروري. وفي مارس من العام الماضي، تم الكشف عن بنية تحتية تنظيمية إضافية بعد أن قام أفراد الشاباك باعتقال أربعة طلاب من الضفة الغربية تم تجنيدهم من حماس في تركيا لتنفيذ هجمات في "إسرائيل" بعد أن خضعوا لتدريب عسكري في تركيا وسوريا شمل التدريب على الأسلحة وصناعة الأسلحة والمتفجرات.
وزعم المراسل العسكري لموقع واللا أن فريق العمل الذي عمل تحت إمرة العاروري في قيادة حماس، قد عمل وفق الهيكلة التنظيمية التالية: "عمل تحت قيادة العاروري مجموعة متنوعة من رؤساء الأقسام حسب المناطق الجغرافية، على سبيل المثال: جنين والخليل ونابلس وطولكرم وأريحا، وكانوا مسؤولين عن تجنيد النشطاء وتشغيلهم، بما في ذلك تطوير آلية تحويل الأموال والمعلومات. إلى جانب العاروري في لبنان، عمل مسؤولون كبار آخرون في حماس، من بينهم سمير فندي، والمبعدون من حماس بموجب صفقة شاليط الذين وسعوا نطاق التهديدات التي تستهدف إسرائيل".