الترا فلسطين | فريق التحرير
اغتالت إسرائيل، الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بصواريخ على مكتب للحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت، لتنفذ بذلك تهديدًا متكررًا أدلى به كبار المسؤولين الإسرائيليين في سنوات سابقة، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى.
بقي صالح العاروري في الاعتقال منذ عام 1992 حتى عام 2007، ثم بعد ثلاثة شهور فقط من الإفراج عنه، أعاد الاحتلال اعتقاله لثلاث سنوات، لتقرر المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين
ارتقى صالح العاروري برفقة اثنين من قيادة كتائب القسام وفقًا للإعلان الرسمي لحركة حماس، مساء الثلاثاء، ثاني أيام العام 2024، ليكون صالح العاروري الشخصية الأبرز التي ينجح الاحتلال في اغتيالها خلال معركة طوفان الأقصى.
من هو صالح العاروري؟
ولد صالح العاروري في قرية عارورة قضاء رام الله عام 1966، وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الخليل، وهو من أوائل الشخصيات التي التحقت بحركة حماس منذ تأسيسها إبان الانتفاضة الأولى، فتعرض للاعتقال منذ بداية تسعينات القرن الماضي، بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام في الضفة.
بقي صالح العاروري في الاعتقال منذ عام 1992 حتى عام 2007، ثم بعد ثلاثة شهور فقط من الإفراج عنه، أعاد الاحتلال اعتقاله لثلاث سنوات، لتقرر المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
بعد إبعاده أقام صالح العاروري في سوريا حتى عام 2012، حيث غادرها مع توتر العلاقات بين حركة حماس والنظام السوري على خلفية الثورة السورية، فانتقل للإقامة في تركيا، قبل أن تطلب منه أنقرة المغادرة استجابة لشرط إسرائيلي -كشفت عنه وسائل إعلام إسرائيلية- على خلفية إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، لينتقل صالح العاروري بعد ذلك بين قطر وماليزيا، ثم يستقر في لبنان.
ومنذ عام 2010، أصبح صالح العاروري عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس. وفي عام 2017 أعلنت حماس انتخابه نائبًا لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية.
وبرز اسم صالح العاروري في السنوات الماضية على ألسنة كبار المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكذلك في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إذ اتهمه الاحتلال بأنه رئيس كتائب القسام في الضفة الغربية.
وفي عام 2018، أصبح صالح العاروري مطلوبًا للولايات المتحدة أيضًا، حيث أعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الدبلوماسي مايكل إيفانوف عن مكافأة مالية بقيمة خمسة ملايين دولار أمريكي، لمن يدلي بمعلومات عن صالح العاروري، منوهًا أن وزارة الخزانة الأمريكية صنفت صالح العاروري بأنه "إرهابي عالمي" في عام 2015.
وقبل أسابيع من عملية طوفان الأقصى، خرج صالح العاروري في حديث صحافي مهددًا الاحتلال "بأننا نقترب من حرب شاملة سنلحق خلالها بالاحتلال هزيمة غير مسبوقة". وبعد أيام، ظهر صالح العاروري مرتديًا البدلة العسكرية، ومتحدثًا عبر الهاتف وأمامه هواتف أخرى، ما اعتُبر إسرائيليًا بأنه رسالة من شخصية عسكرية حول مواجهة عسكرية متعددة الساحات في وقت قريب.
وما أن تلقى الاحتلال الإسرائيلي ضربة طوفان الأقصى الكبيرة، حتى خرج قادة الاحتلال مهددين باغتيال صالح العاروري، باعتباره أحد أبرز المسؤولين عن العملية، قبل أن تتكلل هذه التهديدات باغتيال صالح العاروري في قصف على مكتب لحركة حماس ومركبة بالقرب منه، قالت وكالة الأنباء اللبنانية إنه أسفر عن استشهاد 6 أشخاص، بينما قالت حركة حماس في إعلانها الأولي أنه أدى لاستشهاد صالح العاروري واثنين من قادة كتائب القسام في بيروت.
وخلال معركة طوفان الأقصى، اقتحم جيش الاحتلال منزل صالح العاروري في بلدته عارورة، وحولها لثكنة عسكرية لساعات، ثم بعد أيام هدم جيش الاحتلال المنزل.
وفي آخر حديث صحفي له قبل استشهاده، ظهر صالح العاروري عبر فضائية الجزيرة، بعد انهيار الهدنة المؤقتة، ليؤكد أن المقاومة أفرجت عن جميع الأسرى المدنيين لديها، وأن جميع من بقوا هم إما جنود نظاميون أو من قوات الاحتياط أو خدموا سابقًا في الجيش، مشددًا أنه لا تفاوض بعد الآن حول صفقة تبادل جديدة إلا بعد وقف إطلاق نار شامل.