الترا فلسطين | فريق التحرير
زعم جيش الاحتلال في نهاية تحقيق داخلي، اليوم الأربعاء، أن قتل الرضيع محمد التميمي كان نتيجة خطأ في الرد على إطلاق نار من "إرهابيين"، وأنه قرر "توبيخ" الجنود الضالعين في الجريمة، وهو الادعاء الذي يرفضه هيثم التميمي، والد محمد، معتبرًا أنه "كذبة كبيرة".
"رصد جنديٌ في موقع قريب من القرية شخصين يدخلان السيارة، وظن الجنود أنهما مطلقا النار، فتم إطلاق عدة رصاصات على السيارة، ليتبين أن الراكبين بداخلها هما الرضيع محمد التميمي ووالده"
وادعى جيش الاحتلال أنه فتح تحقيقًا داخليًا بعد الواقعة، وتوصل إلى أن مجندة في الرصد والاستطلاع أفادت بأنها رصدت "إرهابيين" اثنين يطلقان النار على مستوطنة "نفيه تسوف" المقامة على أراضي النبي صالح، وكذلك على موقع عسكري عند أطراف القرية، لكنها لم تحدد مصدر إطلاق الرصاص.
وأضاف الجيش، أن ضابطًا في السرية وصل مكان إطلاق النار وبدأ بمسح المنطقة، لتحديد مكان مطلقي الرصاص، وأثناء ذلك اكتشف سيارة "مشبوهة"، ورصد جنديٌ في موقع قريب من القرية شخصين يدخلان السيارة، وظن الجنود أنهما مطلقا النار، فتم إطلاق عدة رصاصات على السيارة، ليتبين أن الراكبين بداخلها هما الرضيع محمد التميمي ووالده.
وفي تعقيبه على نتائج التحقيق، حاول قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال تبرير الجريمة بالقول إن جنوده "يعملون في بيئة مدنية يُنفذ فيها الإرهابيون أعمالهم الإرهابية"، معربًا عن أسفه "للأذى الذي لحق بالمدنيين وموت الطفل الصغير" على حد قوله.
وأحيلت نتائج التحقيق، كالعادة، إلى النيابة العسكرية للنظر فيها، من أجل اتخاذ قرار بشأن فتح تحقيق استخباراتي عسكري لتوضيح ملابسات القضية.
وكان إطلاق النار أسفر أيضًا عن إصابة هيثم التميمي، والد الرضيع محمد، الذي نُقل أيضًا إلى المستشفى في رام الله لتلقي العلاج، بينما نُقل طفله إلى مستشفى إسرائيلي داخل الخط الأخضر، حيث فارق الحياة بعد أيام.
ويرفض هيثم التميمي مزاعم الاحتلال حول دوافع إطلاق النار، ويقول إنها "كذبة كبيرة"، فهو وعائلته لم يسمعوا صوت إطلاق نار في كل المنطقة، ولو حدث ذلك لبقي مع طفله داخل البيت ولم يقف عند الباب، مضيفًا أنه "لأجل اشتباه لدى جنود، وللحفاظ على أمنهم، كان الثمن دم طفله وكاد هو أيضًا أن يفقد روحه".
وأكد هيثم التميمي أن منزله قريبٌ من نقطة الجيش، ويتواجد باستمرار أمام المنزل ويلعب مع أطفاله في محيطه، والجنود يعرفونه جيدًا بحكم ذلك، مستغربًا زعم الاحتلال اشتباه جنوده بأن يكون هو أو طفله مصدر إطلاق النار.
وأضاف التميمي أن نتائج تحقيق جيش الاحتلال واكتفائه بتوبيخ الجنود "ظلم وإجحاف، ويعبر عن مدى الاستخفاف الإسرائيلي بدماء الأطفال الفلسطينيين".
يرفض هيثم التميمي مزاعم الاحتلال حول دوافع إطلاق النار، فهو وعائلته لم يسمعوا صوت إطلاق نار في كل المنطقة، مضيفًا أنه "لأجل اشتباه لدى جنود، وللحفاظ على أمنهم، كان الثمن دم طفله وكاد هو أيضًا أن يفقد روحه"
وأكد رفض العائلة لنتائج التحقيق والقرار، مضيفًا: "سنبقى نلاحق المجرمين في كافة المحافل والمؤسسات الحقوقية والتي تختص بحقوق الأطفال".
ويأتي الإعلان عن نتيجة التحقيق في قتل الرضيع محمد التميمي بعد يوم من قرار الاحتلال عدم تقديم لائحة اتهام ضد الجنود الضالعين في قتل المسن عمر الأسعد (79 سنة) قبل سنة ونصف، رغم أن جيش الاحتلال اعترف بمسؤولية جنوده عن قتله.
