05-يناير-2023
عائلات فلسطينية هجّرها الاحتلال وتركها دون مأوى في دوما شرق نابلس

عائلات فلسطينية هجّرها الاحتلال وتركها دون مأوى في دوما شرق نابلس - تصوير: محمد سمرين

الترا فلسطين | فريق التحرير

منذ أن أقام مستوطن بؤرة استيطانية رعوية شرقي أراضي بلدة دوما جنوب شرق نابلس قبل أشهر، يعيش بدو "الكعابنة" قلقًا شديدًا على مصيرهم داخل تجمّعهم البدوي المقام منذ عشرات السنين.

وشرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بتنفيذ إخطارها بهدم التجمّع البدوي وإغلاقه بشكل كامل.

هدم خيام وحظائر أغنام

عدد من الأطفال الذين يعيشون في التجمع البدوي، كانوا قد خرجوا صباحًا إلى المدرسة في دوما، لكنهم عادوا بعد تقديم الامتحانات الفصلية، ليجدوا أن بيوتهم التي ولدوا وترعرعوا فيها، هدمت بشكل كامل.

وينتظر 25 فلسطينيًا يعيشون في التجمع، وصول خيام جديدة إليهم وحملات الإغاثة الأولية، ليقوموا ببناء التجمع من جديد، في نفس المكان.

يقول سامح دوابشة الناشط في قرية دوما، إن جيش الاحتلال هدم صباح اليوم تجمع بدو الكعابنة شرقي القرية بشكل كامل، وهجّر كل من يعيش فيه. موضحًا في حديث لـ "الترا فلسطين" أن الاحتلال هجّر 25 فلسطينيًا يعيشون في التجمع، بواقع 4 أسر، تسكن داخل 8 خيام تم هدمها بشكل كامل.

تصوير: محمد سمرين

ونوّه دوابشة إلى أن جيش الاحتلال والإدارة المدنية الإسرائيلية اقتحموا التجمع برفقة جرافتين، وهدموا خيامًا وحظائر للأغنام.

وبيّن أن سلطات الاحتلال كانت قد أخطرت بهدم التجمع قبل نحو عام، إلا أنها سرّعت في تنفيذ الإخطار، بعد قيام أحد المستوطنين بإقامة بؤرة استيطانية رعوية تبعد نحو 3 كيلومترات عن التجمع.

وأكد دوابشة أن ذريعة الهدم هو أن التجمع مقام في المنطقة المصنفة "ج" بدون الحصول على ترخيص من سلطات الاحتلال، وكذلك كافة المناطق الواقعة ضمن هذا التصنيف في دوما تتعرض لانتهاكات مختلفة من قبل الاحتلال.

تصوير: محمد سمرين

وتسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى ترحيل كافة التجمعات البدوية الفلسطينية في السفوح الشرقية لجبال وسط الضفة الغربية، من أجل إقامة مشروع استيطاني يطلق عليه إسرائيليًا "خط ألون الاستيطاني"، والذي يمتد من منطقة حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس إلى منطقة تجمع بنيامين الاستيطاني قرب قرية مخماس شرقي رام الله.

وتجدر الإشارة إلى أن أصول عائلة "كعابنة" الفلسطينية تعود إلى منطقة النقب وقد هجرت من أراضيها عام 1948، ويعيشون اليوم في تجمعات بدوية مقامة في الأغوار وفي السفوح الشرقية للضفة الغربية.

تصوير: محمد سمرين

وفي سياق متصل، جرفت آليات الاحتلال التي اقتحمت دوما صباح اليوم، طريقًا معبدًا جنوبي القرية.وأفاد سليمان دوابشة رئيس المجلس القروي، في تعقيب لـ"الترا فلسطين"، أن جيش الاحتلال جرف طريقًا معبّدًا بالأسفلت طوله 850 مترًا وعرضه 5 مترات، جنوب قرية دوما.

وأضاف دوابشة، أن مواجهات اندلعت خلال تجريف الشارع، اعتقل خلالها اثنين من الشبان بحجة التواجد في منطقة عسكرية مغلقة، وجرى اقتيادهم إلى منطقة مجهولة، كما أطلق الجنود الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب الشبان.

وبين أنه جرى تعبيد هذا الشارع قبل عام وهو قريب من منازل القرية، وذلك بتمويل من الخزينة العامة ومن أهالي القرية، وآخر دفعة بقيمة 30 ألف شيقل جرى تسديدها قبل شهر للمقاول، لكن الاحتلال جرفه اليوم وضيّع كل شيء.

وقال دوابشة إن ضابط الإدارة المدنية الإسرائيلية هدد بهدم كافة المنشآت والمنازل في قرية دوما الواقعة في منطقة "ج" في قادم الأيام.

وأكد أن أكثر من 200 إخطار بالهدم وزّعها الاحتلال في دوما في آخر عامين، وأغلبها يضعه الاحتلال عند الأرض أو المنشآة، بالتالي لا ينتبه لها صاحبها، الأمر الذي يحول دون التمكن من متابعتها قانونيًا. 

وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، البناء أو استصلاح الأراضي الفلسطينية في المناطق المصنفة "ج" والتي تشكل نحو 60 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، وذلك دون الحصول على تراخيص من شبه المستحيل الحصول عليها.

وبحسب مركز "أبحاث الأراضي" التابع لجمعية الدراسات العربية، هدم الاحتلال حوالي 950 مسكنًا ومنشأة خلال عام 2022.