الترا فلسطين | فريق التحرير
كان هناك غياب ملحوظ للدول الإقليمية بين الدول المشاركة عندما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الولايات المتحدة تنظم قوة عمل بحرية جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر.
ولم توافق أي قوة إقليمية على مشاركة قواتها البحرية، باستثناء دولة البحرين، التي تستضيف قاعدة بحرية أمريكية وأبرمت مؤخرًا اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة.
خبراء: وضعت المحاولات الأمريكية لإنشاء فرقة العمل في البحر الأحمر؛ الدول العربية في موقف حرج، لأنه لا يريدون أن ينظر إليهم على أنهم يؤيدون العدوان الوحشي على غزة.
وردًا على إعلان المنامة، دعت مجموعة من البحرينيين إلى التظاهر، يوم الجمعة الماضي، احتجاجًا على مشاركة حكومتهم في فرقة العمل، ونددت جمعية الوفاق، وهي جماعة المعارضة الرائدة في البلاد، بقرار الحكومة، قائلة إنه جعل البحرين "شريك مباشر في سفك الدماء الفلسطينية".
وتعتمد العديد من الدول العربية بشكل كبير على التجارة التي تتدفق عبر البحر الأحمر، من قناة السويس في الشمال إلى مضيق باب المندب الذي يتاخم اليمن في الجنوب. ولكن في ظل إعلانات الولايات المتحدة المتكررة والصريحة عن دعم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فلا يبدو أن أي دولة في المنطقة ترغب في الارتباط بالولايات المتحدة في مغامرة عسكرية، كما شرحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وقالت سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مركز أبحاث الشؤون الدولية في لندن، لصحيفة نيويورك تايمز: "إنها لحظة غير مريحة ومحرجة حقًا بالنسبة لمعظم الدول العربية"، مضيفة أنهم "لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم يؤيدون تدمير إسرائيل لغزة وأساليبها الوحشية بأي شكل من الأشكال".
وكانت إيران، هي المنتقد الأكثر صراحة للجهود الأمريكية، بينما تحاول أيضًا السير على خط رفيع، كما أشار خبراء، وانتقدت أي انضمام إلى الائتلاف باعتباره "مشاركة مباشرة في جرائم الكيان الصهيوني"، بحسب تصريح علي شمكاني، المستشار السياسي للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ونقلته وسائل الإعلام الرسمية. وفي الوقت نفسه، أكدت إيران إلى أن الحوثيين يتصرفون من تلقاء أنفسهم.
وحتى تلك الدول التي تعتمد تجارتها وإيراداتها بشكل كبير على الحفاظ على أمن ممرات الشحن، تراجعت، بينما قالت خمس شركات شحن كبرى على الأقل إنها ستتجنب البحر الأحمر.
ويمر نحو 12 ٪ من التجارة العالمية عبر القناة بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وخاصة سفن الحاويات.
أما مصر، فكان رد فعلها الرسمي الوحيد هو بيان صدر يوم الاثنين عن هيئة قناة السويس، قالت فيه إنها تراقب الوضع.
وفي السياق ذاته، فإن السعودية، التي يقع ميناء جدة على البحر الأحمر، فإنها محكومة بعلاقتها المعقدة مع الحوثيين بعد سنوات من خسارة الحرب، إذ تتطلع الرياض إلى محاولة إبرام اتفاق سلام وعدم الدخول في مواجهة جديدة.
فيما رفضت عُمان، التي تتوسط بين المجتمع الدولي والحوثيين، الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن، قائلة إن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يأتي أولاً، بحسب ما كشف مصدر سري للتايمز.
وتضم فرقة العمل بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وأرخبيل سيشيل وإسبانيا، والبحرين.
وأعلن الحوثيون منذ بدء الاحتلال عدوانه على غزة تضامنهم مع القضية الفلسطينية، وأطلقوا صواريخ استهدفت إيلات، ووضعت الهجمات الحوثية على السفن الإسرائيلية منطقة البحر الأحمر في قلب الحرب على غزة.