16-أكتوبر-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

مازال البروفيسور الفلسطيني عبد الحليم الأشقر (60 عامًا) يبحث عن دولة تستقبله تنفيذًا لقرار السلطات الأمريكية ترحيله، بعد أن أفشلت جهودٌ قانونيةٌ محاولتها لتسليمه إلى إسرائيل، في حين يعيش الرجل منذ الإفراج عنه مُقيدًا بإجراءاتٍ عديدة جعلته في ما يُشبه الحبس المنزلي.

أفشلت جهود قانونية تسليم عبد الحليم الأشقر لإسرائيل، فقررت السلطات الأمريكية ترحيله، لكنه لم يجد دولة تستقبله

وكان البروفيسور الأشقر من صيدا شمال طولكرم قد ترشح للرئاسة الفلسطينية في الانتخابات التي جرت عام 2005، لكن بعد سنتين اعتقلته السلطات الأمريكية بتُهم "تعطيل العدالة" و"العصيان الجنائي" بسبب رفضه الإدلاء بالشهادة ضد بعض "النشطاء" ومؤسساتٍ فلسطينية و"إسلامية" تعمل في المجال الحقوقي والإنساني.

وأفرجت السلطات الأمريكية عن الأشقر بعد عيد الفطر في العام الجاري، لكنها قررت ترحيله إلى دولةٍ يختارها شرط أن تكون لها علاقات مع الولايات المتحدة للموافقة على ترحيله إليها.

وقال الأشقر في حديث مع الترا فلسطين، أنه تقدم بطلب اللجوء لدول تركيا وقطر والجزائر والمغرب وتونس وماليزيا، لكنه لم يتلقَّ أي رد من هذه الدول، في حين رفضت جنوب أفريقيا طلبه بدعوى أن تقديم طلب اللجوء يجب أن يكون في البلد ذاته وليس في سفارته.

وأضاف أنه عند مراجعة الدول في طلبه كان الرد: "مازلنا ننظر في طلبك"، ثم أُبلِغ بوجوب أن تطلب السلطات الأمريكية منها استقباله، وعندما أبلغ السلطات بذلك كان الرد: "سنقوم بالإجراءات ولا نستطيع إبلاغك بما قمنا به"، لكن في النهاية لم يحدث شيء.

وبدأت محاولات الأشقر طلب اللجوء إلى تركيا منذ سنوات من خلال زوجته أثناء وجوده في الاعتقال، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، ليتابع هو المحاولة بعد خروجه من السجن لكن مع توسيع الدول التي تقدم لها بالطلب، دون جدوى.

قطر وتركيا وتونس والجزائر والمغرب لم ترد على طلب الأشقر باللجوء إليها، والسلطات الأمريكية تُقيد حركته بسوار "GBS"

وفي تقرير نشرته وكالة "اسيوشيتد برس" عن الأشقر مؤخرًا، جاء أن الترحيل إلى الأردن التي كان يحمل جوازها قبل إلغائه ليس خيارًا متاحًا، خاصة أن الأردن لا يقبل الترحيل.

وقال المحامي المتخصص في شؤون الهجرة حسن أحمد، إن قضية الأشقر غير اعتيادية ابتداءً من تغيير مسار الطائرة التي كانت متوجهة إلى "تل أبيب" لتسليمه إلى إسرائيل، ثم إعادتها إلى الولايات المتحدة، كما أنه من غير المعتاد أن تواجه السلطات الأمريكية صعوبة في إتمام عمليات الترحيل إلى بلدان محددة.

وتُقيد السلطات الأمريكية، الأشقر بسوار "GBS" في قدمه لرصد تحركاته، وتلزمه بمراجعة دائرة الهجرة في فرجينيا كل أسبوعين، كما يزوره في يوم الخميس من كل أسبوع موظفٌ من دائرة الهجرة إلى البيت، ويُمنع يومها مغادرة البيت إلا بعد أن يزوره الموظف، لكن في حالات كثيرة -وفق الأشقر- يتأخر هذا الموظف حتى الساعة السادسة مساءً.

وأشار الأشقر إلى أن السلطات منعته من الحصول على رخصة سواقة، وحددت له المناطق التي يُمكنه التحرك فيها، وألزمته بالحصول على إذن إذا أراد الذهاب لمناطق أخرى، لكنها في كل المرات رفضت منحه هذا الإذن، وهي تراقبه من خلال السوار الموجود في قدمه.

سألنا الأشقر إن كانت قد تواصلت معه أي جهةٍ رسمية أو حزبيةٍ فلسطينية، فأجاب: "لم يتواصل معي أحد للأسف، وما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل".

يُذكر أن الأشقر كان يحمل جواز سفرٍ أردنيٍ لكن تم إلغاؤه، كما يحمل جواز سفرٍ فلسطيني لكن صلاحيته انتهت وهو محجوز منذ سنة 2003 لدى السلطات الأمريكية.