قال مسؤولون أميركيون، إن البيت الأبيض يعيد تقييم استراتيجيته بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، بينما يتداول كبار مساعدي الرئيس الأميركي بايدن ما إذا كان هناك جدوى من تقديم اقتراح جديد.
بدوره، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، اليوم الإثنين: "نعول على استعداد شركائنا لممارسة الضغط من أجل فرض وقف إطلاق النار في غزة".
قال القيادي في حركة حماس عزت الرشق: "ما يروّجه الاحتلال وبعض المصادر الأميركية عن مطالب جديدة لحماس، كذب ومحاولة للتهرب من مسؤوليتهم عن تعطيل المفاوضات ووقف العدوان"
وأضاف: "إنهاء الحرب على غزة خطوة أساسية لخفض التوترات في المنطقة والتمهيد لسلام دائم"، متابعًا القول: "يجب اتخاذ خطوات لتحقيق حل الدولتين تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
بدوره، قال القيادي في حركة حماس عزت الرشق: إن "لم يتم الضغط على نتنياهو وإلزامه بما تم الاتفاق عليه فلن يرى أسرى الاحتلال النور".
وأضاف: "الجميع يعلم أن نتنياهو وحكومته النازية هم الطرف المعطل للاتفاق". موضحًا: "مطالبنا بوقف العدوان بشكل دائم، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، واضحة ومتمسكون بها".
واستمر الرشق في القول: "نحذر من اعتبار شروط نتنياهو الجديدة، نقطة للتفاوض وإعادتنا الى المربع الأول". مشيرًا إلى أن "ما يروّجه الاحتلال وبعض المصادر الأميركية عن مطالب جديدة لحماس، كذب ومحاولة للتهرب من مسؤوليتهم عن تعطيل المفاوضات ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".
ويريد بايدن، الذي يشارك شخصيًا في رسم الاستراتيجية الأميركية، الاستمرار في الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، لكن مستشاريه يعتقدون أن الاقتراح الجديد لن يؤدي إلى أي شيء في الوقت الحالي.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز في الأيام الأخيرة إن الولايات المتحدة قد تقدم اقتراحًا جديدًا ومحدثًا في الأيام المقبلة، لكن مسؤولين أميركيين آخرين يقولون إن مثل هذه الخطوة ليست وشيكة.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين "إنها فترة صعبة. الناس في البيت الأبيض يشعرون بالحزن والانزعاج والإحباط. ما زلنا نعمل ولكننا لن نقدم أي شيء في وقت قريب. نحن في موقف صعب".
ووفق موقع "أكسيوس" الأميركي، قال مسؤولون أميركيون إن كبار مستشاري بايدن كانوا على مدار الأسبوع الماضي يقيمون الوضع الذي وصلت إليه المفاوضات وأصبحوا متشككين للغاية في فرص التوصل إلى اتفاق في الأمد القريب.
وعندما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مطلبه بالحفاظ على السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة على طول ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، فقد خلق ذلك إحباطاً في البيت الأبيض.
وحين سُئل بايدن الأسبوع الماضي عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو يبذل جهدًا كافيًا للتوصل إلى اتفاق، قال "لا".
وقال المسؤولون إن العثور على جثث الأسرى، والمطلب الجديد الذي طرحته الحركة بالإفراج عن 100 أسير فلسطيني آخر يقضون أحكامًا بالسجن مدى الحياة، تسبب في حالة من التشاؤم الشديد في البيت الأبيض. وأضاف الموقع الأميركي: "بايدن لا يريد أن يُنظر إليه على أنه يكافئ حماس بمزيد من التنازلات".
ولا تزال إدارة بايدن تعمل مع قطر ومصر على التوصل إلى مقترح أكثر تفصيلًا للتوصل إلى اتفاق، لكنها لم تتوصل بعد إلى صيغة يمكنها سد الفجوات الحالية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه لم يتم تحقيق تقدم كبير في الأيام الأخيرة.
"تزايد الشكوك في البيت الأبيض بشأن محادثات #غزة".. جولة على أبرز عناوين الصحف العالمية pic.twitter.com/KllLYL4DBP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 9, 2024
من جانبه، قال بيرنز، يوم السبت، في مؤتمر لصحيفة "فاينانشال تايمز"، في لندن، إنه على الرغم من أن الوسطاء يعملون على إيجاد صيغ إبداعية، فإن الأمر سيكون على السنوار ونتنياهو اتخاذ خيارات صعبة.
وأضاف "في نهاية المطاف، فإن الأمر يتعلق بالإرادة السياسية وما إذا كانت القيادة على الجانبين مستعدة للاعتراف بأن هذا يكفي وأن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات".
وأوضح بيرنز أنه يأمل أن يدرك نتنياهو والسنوار أن هناك الكثير على المحك ويتفقان على المضي قدمًا نحو التوصل إلى اتفاق.
وقال بيرنز "سنواصل العمل بأقصى ما نستطيع مع الوسطاء الآخرين لأنه لا يوجد بديل عن التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار. ما هو على المحك هنا هو الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة في الأنفاق في غزة وأرواح المدنيين الأبرياء في غزة".
وعرض الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية الأحد، في اجتماع مجلس الوزراء السياسي والأمني الإسرائيلي، مقطع فيديو يتضمن توثيقًا من النفق الذي كان يتواجد فيه الأسرى الستة.
وقدم رئيس الموساد، ديفيد بارنياع، لمجلس الوزراء الإسرائيلي إحاطة عامة عن الاتصالات الخاصة بالصفقة. ووفق "يديعوت أحرونوت": "الفريق المفاوض ما زال يعطي الفرصة للاتصالات وينتظر تقديم مقترح الوساطة الأميركية، رغم أنه ليس هناك يقين بأنه سيتم تقديمه بالفعل".
وبحسب المصدر: "خصصت المناقشة الرئيسية للوضع في الضفة الغربية. ولم يتم اتخاذ أي قرار في المناقشة، وانتهت في وقت مبكر نسبيًا بناء على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي تعرض لضغوط للمغادرة الساعة 11:00 مساءً".
سموتريتش يهاجم الاحتجاجات المتصاعدة في إسرائيل ويؤكد رفضل أي بنود لمقترح صفقة تبادل مرتقبة.. الصحفي عبر القادر عبد الحليم ينقل التفاصيل pic.twitter.com/nyfL3Xu9PF
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 9, 2024
وبحسب "يديعوت أحرونوت": "فقد تم إحراز تقدم في الآونة الأخيرة، لكن سلسلة التصريحات العلنية التي أدلى بها نتنياهو فيما يتعلق بالأهمية الحاسمة لبقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا أوضحت أنه من الناحية العملية لا ينوي الوصول إلى المرحلة الثانية من الصفقة - والتي تتضمن نهاية الحرب، وفي مثل هذا الوضع، من غير المرجح أن توافق حماس على بدء المرحلة الأولى".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية: إلى أنه "في إسرائيل يزعمون أنه ليس عبثًا أن يقول البيت الأبيض إن الأطراف متفقة على 90% من الأمور، لكن لا يبدو أن هناك إمكانية للوساطة في الـ10% الأخيرة في الأفق. وفي الوقت نفسه، ترى إسرائيل أن على الولايات المتحدة ممارسة ضغوط أكبر على مصر، باعتبارها المسؤول الرئيسي عن التهريب من محور فيلادلفيا"، وفق زعمها.
عندما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مطلبه بالحفاظ على السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة على طول ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، فقد خلق ذلك إحباطاً في البيت الأبيض
وتابعت الصحيفة: "هناك شعور عام بالتشاؤم بين الوسطاء، حيث أن فرصة تحقيق الانفراج ضئيلة. الأميركيون، من جانبهم، بين المطرقة والسندان: إدارة بايدن تعتقد أن نتنياهو مسؤول عن انفجار الاتصالات، ولكن من ناحية أخرى، لا يريدون مهاجمته علانية لتجنب حدوث نتيجة سلبية وتأثيرها على الديمقراطيين في الحملة الرئاسية لعام 2024، لذلك، في الوقت الحالي، يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي الصمت في هذا الصدد".