08-سبتمبر-2024
إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب

إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب

مع الإصرار الذي يبديه بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته بشأن رفض التوصّل لاتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس في قطاع غزة، حذّر مسؤولون سابقون في أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وخبراء، وأهالي الجنود الأسرى من تعمّق حالة الانقسام التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي.

تحذيرات من تعمّق أزمة الانقسام في المجتمع الإسرائيلي إذا لم يتم استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة

وتناول روني ريمون، المستشار الإعلامي والمتخصص إدارة الأزمات، خلال مقابلة مع القناة الـ14 الإسرائيلية، "الانقسام العميق في المجتمع الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أنه "في الوقت الحالي، يبدو أننا نعيش في دولتين ضمن كيان واحد. لدينا شعب اليمين وشعب اليسار الذي يشمل الوسط، وهذا التباين واضح أيضًا على منصات التواصل الاجتماعي، وكل طرف يعتبر نفسه على حق كامل لا يخالطه شك، خصوصًا في ملف المخطوفين، وهو الملف الذي أحدث صدعًا في المجتمع الإسرائيلي بشكل غير مسبوق، ومن غير المتوقّع علاج هذا الصدع في المدى المنظور، إلّا بالتوصّل لصفقة".

وعلّق أودي سيغال، مقدّم البرامج السياسية في القناة الـ13 الإسرائيلية، على الوضع المتأزم لعائلات المخطوفين، قائلًا إنه "يجري ترويج بعض الأقاويل على نطاق واسع بأن عائلات المخطوفين تدعم (يحيى) السنوار بلا توقّف، ويزعمون أن الصفقة عالقة بسببهم. هذا يُحدث حالة انقسام غير مسبوق. المفترض أن تكون عائلات المخطوفين خارج هذه المناقشات، تمامًا كما هو الحال مع العائلات الثكلى التي لا يمكن المساس بها".

مشاعر سلبية تتعرض لها عائلات الجنود الأسرى

ووصف عيلي دافيد، شقيق أسير في قطاع غزة، المشاعر السلبية التي تتعرض لها عائلات الجنود الأسرى، قائلًا: "كنّا نسير مرتدين قمصان الحملة المطالبة بالإفراج عن أقاربنا، ومرّت بجانبنا ثلاث سيدات، وصرخت واحدة منهن علينا قائلة: (أنتم كارهو إسرائيل)، بدون سبب أو مناسبة. أنظر إلى حجم الكراهية، هذه ليست مجرّد كراهية، بل قذارة حقيقية".

وعبّر ليران بارمان، وهو شقيق أسيرين إسرائيليين في قطاع غزة، عن معاناته، بالقول: "لو سنحت لي الفرصة للحديث مع الأشخاص الذين يمزّقون صور المخطوفين أو يصرخون بشيء، سأقول لهم بوضوح: هل لديك أشقاء صغار؟ أرسلهم إلى غزة وأحضر لي شقيقي، وسنرى كيف ستتصرف عندما تكون في مكاني. في البداية كان هناك احتضان، ولكن بعد مقتل المخطوفين الستة واستعادة الجيش لجثثهم، أصبحت الأمور أكثر حساسية وألمًا".

وناقشت شير سيغال، ابنة أسير إسرائيلي لدى المقاومة في قطاع غزة، تداعيات الانقسام الداخلي في المجتمع الإسرائيلي، خلال حديثها مع القناة الـ13 الإسرائيلية، قائلة: إنّ "حماس قد حققت انتصارًا، لأنهم يروننا منقسمين بهذه الحالة، وهذا يدل على أنهم انتصروا".

ضابط سابق في الموساد: تهديدان رئيسيان أمام المجتمع الإسرائيلي

كما أوضح عوديد عيليم، الضابط السابق في جهاز الموساد، في مقابلة مع قناة الـ12 الإسرائيلية، التهديدات التي تواجه المجتمع الإسرائيلي، قائلًا: "أريد أن أتناول تهديدين رئيسيين وفوريين على المجتمع الإسرائيلي. الأول هو انهيار حالة التضامن الداخلي، وهذا يشكل تهديدًا استراتيجيًا على المجتمع الإسرائيلي. الثاني هو الشمال الذي أصبح مشكلة مزمنة، ولست متأكدًا من أن السكان سيعودون إلى الشمال في ظل هذا الوضع. هذان هما التهديدان الرئيسيان، وليس حماس أو إيران أو الضفة الغربية. مفتاح الحل لهذين التهديدين هو الصفقة، بلا شك. الصفقة هي الحل لمواجهة هذه التهديدات، إذ تتيح لنا التركيز عليها". 

 

دون صفقة.. الشرخ يتعمّق

وأكد تامير باردو، الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي في مقابلة مع قناة الـ13 الإسرائيلية، على أهمية التوصل إلى صفقة.

 وقال إن "حماس اختطفت 250 إسرائيليًا، ولا أرى فرصة لاستعادتهم أحياء إلّا إذا قدّمنا لهم ما يطلبون. إذا لم نستعد المخطوفين، فإن ذلك سيؤدي إلى شرخ عميق في المجتمع الإسرائيلي، من الصعب التعافي منه لسنوات قادمة".

وتحدّث نداف أرجمان، الرئيس السابق لجهاز "الشاباك" للقناة الـ12 الإسرائيلية، قائلًا إنه "لم يتوقع أن يكون الإسرائيليون في هذا الوضع بعد عام من المواجهة مع حماس؛ كنت أعتقد أنه يمكن أن ننهي الأمر بسرعة أكبر، وكان يجب أن يتم ذلك في وقت أسرع بكثير. إسرائيل لم يتم بناؤها لمواجهة الحروب الطويلة، لا من الناحية الاجتماعية ولا الاقتصادية. لذلك كان يجب إنهاء هذه الحرب منذ فترة طويلة. حياة المخطوفين أهم من أي شيء آخر".

وأضاف: "يجب أن نعيدهم إلى بيوتهم، وإذا لم نتمكّن من إعادة المخطوفين، فإن ذلك سيؤدي إلى شرخ كبير في المجتمع الإسرائيلي. يجب أن نتوقّف عن القتال في قطاع غزة الآن، وأن ننتقل إلى وقف إطلاق نار شامل. علينا فعل ما يلزم. الثمن قاسٍ، لكن بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لم يعد لدينا خيار. رئيس الحكومة يتحدث عن محور فيلادلفيا كضرورة، ولكن في الواقع، هو ضروري لمصالحه السياسية. للأسف، وما يقود نتنياهو حاليًا هو استمرار حكمه والحفاظ على الائتلاف الحكومي، وليس مصلحة أمن إسرائيل أو وحدة المجتمع الإسرائيلي".

وعبّر نداف أرجمان عن عميق قلقه إزاء ما يحدث في الشارع الإسرائيلي. وقال: "أخشى حقًا على مستقبل الدولة. حماس اختطفت 250 مواطناً وجندياً من إسرائيل، وكان يجب أن يكونوا في بيوتهم منذ وقت طويل. لقد اختطفتنا حكومة متطرّفة كان يجب استبدالها منذ فترة طويلة".