15-نوفمبر-2023
النكبة الثانية وتهجير قطاع غزة

رئيس الشاباك الأسبق وصف ما يحدث في غزة بـ"نكبة 2023" (Getty)

اجتمع حزب الحكم وحزب المعارضة، في "إسرائيل"، على نشر مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، دعا إلى "صياغة خطة لنقل أجزاء من أهالي قطاع غزة، إلى عدة دول حول العالم".

وتشارك في كتابة المقال، الذي هو مقترح أكثر منه مقالة في صحيفة، عضو حزب الليكود والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون، وعضو حزب "يش عتيد" والنائب السابق لرئيس الموساد رام بن باراك. وجاء في المقال: "حتى لو استقبلت كل دولة ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، فإن ذلك سيساعد في تخفيف الأزمة في غزة".

تلويح إسرائيلي متواصل، وتصريحات من داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية، تهدد بـ"النكبة الثانية"

وكما تفسير "إسرائيل" كافة القرارات الأممية، بما يتلائم مع تصوراتها، حال لم تتجاهلها، أشار المقال إلى قرار الأمم المتحدة الشهر الماضي الذي يدعو إلى "هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة"، وقال المقال إن قرارات الأمم المتحدة "لا تفعل شيئًا ملموسًا لمساعدة سكان غزة"، وطلب من المجتمع الدولي "استكشاف الحلول المحتملة لمساعدة المدنيين المحاصرين".

وعلى نسق "الوقاحة الإسرائيلية" المعتادة، ختم المقال، بالقول: "المجتمع الدولي لديه واجب أخلاقي -وفرصة- لإظهار التعاطف ومساعدة شعب غزة على التحرك نحو مستقبل أكثر ازدهارًا والعمل معًا لتحقيق قدر أكبر من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

المقال الصادر عن أفراد في أحزاب "التيار السائد" في دولة الاحتلال، وجد الترحاب لدى قادة "الصهيونية الدينية، إذ رحب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بخطة دانون وبن باراك، قائلًا: إن "هذا هو الحل الإنساني لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عامًا من اللاجئين والفقر والخطر".

وأضاف سموتريتش أن "منطقة صغيرة مثل قطاع غزة، بدون موارد طبيعية ومصادر رزق مستقلة، ليس لديها فرصة لاستدامة نفسها بشكل مستقل واقتصادي وسياسي... ولذلك، فإن استيعاب اللاجئين من قبل دول العالم التي تريد حقًا أن يكون لها مستقبلها، إن المصالح الفضلى، بدعم مالي سخاء ومساعدة من المجتمع الدولي، بما في ذلك دولة إسرائيل، هو الحل الوحيد الذي سيضع حدا لمعاناة وألم اليهود والعرب على حد سواء".

والخطة المطروحة، التي رحب بها سموتريتش، تتطابق بشكلٍ كلي، مع ما عرف بـ"خطة الحسم" التي كتبها سموتريتش قبل عدة سنوات، وكانت خيارات الشعب الفلسطيني فيها، "الاستسلام، أو الهجرة، أو القتل".

getty

الكاهاني الآخر في الحكومة الإسرائيلية، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، رحب بالاقتراح، قائلًا: "في لحظة الحقيقة، الجميع يتحدث عن القوة اليهودية"، في ربط لاسم حزبه "عوتسما يهوديت/ القوة اليهودية"، وأفكاره مع المقترح المقدم. وبالطبع يواصل بن غفير تصريحاته العنصرية عن قطاع غزة، إذ قال "السولار = الأسلحة"، رغم حيويته للحياة في قطاع غزة.

جاء الاقتراح، والترحيب الحكومي فيه، بعد تحذير رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لأعضاء حكومته "لتوخي الحذر في كلماتهم" في أعقاب تصريح عضو مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي ووزير الزراعة آفي ديختر بأن ما يحدث "في قطاع غزة، نكبة 2023".

جاءت هذه التصريحات، بعد أيام من حديث وزير التراث الإسرائيلي، عميخاي إلياهو، عن أن إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة هو "أحد الخيارات".

وفي نهاية الشهر الماضي، كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية نقلًا عن مصادر مطّلعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإقناع القادة الأوروبيين بالضغط على مصر لقبول اللاجئين بعد إجبارهم على الخروج من غزة. 

وبحسب المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، فإن الفكرة قد طرحت بشكل أولي عبر عدة دول من بينها التشيك والنمسا، وذلك في مناقشات خاصة مع زعماء في دول الاتحاد الأوروبي، إلا أنّها قد قوبلت بالرفض، ولاسيما من الدول الأوروبية الكبرى في الاتحاد، ومن بينها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، والتي وصفت الاقتراح بأنه "غير واقعي". كما أشار مسؤولون في هذه الدول إلى مقاومة المسؤولين المصريين المستمرة لفكرة قبول اللاجئين من غزة، حتى على أساس مؤقت، وهو الأمر الذي كانت القاهرة قد أعربت عنه بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية، عبر إعلانها عن رفض "سياسة التهجير" ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية "على حساب دول الجوار". 

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية، عن أن المستشارة القضائية للحكومة غالي بيهارف ميارا، قالت إن تصريحات الوزراء في حكومة الاحتلال، قد يكون لها عواقب عدة، مشيرةً إلى أنها تفسر باعتبارها "جريمة حرب"، فيما قال نتنياهو: "عليكم أن تتعلموا التزام الصمت وعدم قول أشياء تندمون عليها".

فيما تحدث وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، عن نية جيش الاحتلال، مواصلة العدوان على جنوب غزة، في وقت لاحق. في تصريح هو الأول عن أن المنطقة التي زعم الاحتلال أنها "آمنة"، وطالب بخروج الناس إليها.

منذ بداية العدوان وحتى مطلع الشهر الجاري، أسقط الاحتلال أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، في إطار عدوانه على قطاع غزة. لكنّ الاحتلال يفضل أن يمر هذا القصف بـ"هدوء".