14-نوفمبر-2023
بايدن ونتنياهو

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن. المصدر غيتي إيمجيز

الترا فلسطين | فريق التحرير

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقال رأي للمؤرخ والمختص في السياسة الخارجية الأمريكية ستيفن فيرثيم، عنونه بـ"أمريكا تفقد السيطرة"، انتقد فيه دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ"إسرائيل" في عدوانها على غزة.

وقال ستيفن فيرثيم إن جو بايدن الذي لم يتعلم من أخطاء أمريكا، واندفع بتهور إلى الحرب الأخيرة، ودعمه لـ"إسرائيل" دون قيد أو شرط، والفشل في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين أيضًا، جعل الولايات المتحدة متواطئة في كل ما تفعله "إسرائيل". 

تداعيات دعم الاحتلال قد تؤثر على السياسية الداخلية الأمريكية، إذ يشعر الناخبون الشباب والأمريكيون العرب والمسلمون بالذعر من طريقة تعامل جو بايدن مع الحرب على غزة.  

وكتب أن في الأيام التي تلت 7 أكتوبر/تشرين الأول، أتيحت الفرصة لجو بايدن لتشكيل رد فعل "إسرائيل" من خلال التحديد العلني لنوع الإجراءات التي ستدعمها الولايات المتحدة، والتي لن تدعمها، "وكان من الممكن أن يحجب المساعدة في شن الحرب على غزة إلى أن تضع "إسرائيل" خطة فعالة وعادلة لحماية المدنيين الفلسطينيين بشكل مقبول"، وأضاف أنه بدلاً من ذلك، أعلن جو بايدن : "نحن مع إسرائيل"، متعهداً بتوفير الحماية لها " اليوم وغداً ودائماً"، "وحتى عندما كان يضغط سراً على القادة الإسرائيليين للتفكير مرتين قبل القيام باجتياح بري، فقد طلب علناً مبلغ 14.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الطارئة، دون أي شروط".

وشرح ستيفن فيرثيم أن "عجرفة جو بايدن" دفعت الولايات المتحدة لتتبع خطى "إسرائيل" في حرب وحشية "غير محددة المدة، وبتكلفة غير محددة، وعواقب غير محددة"، وأشار أنه رغم إعراب بعض المسؤولين الأميركيين على نحو متزايد عن استيائهم إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وتصاعد العنف الذي يرتكبه المستوطنون في الضفة الغربية، ولكنهم لن يتمتعوا بقدر كبير من النفوذ لحمل "إسرائيل" على تغيير مسارها، "ما لم يشترطوا: "وإلا…"، في إشارة إلى ضرورة وضع شروط أمريكية على الاحتلال.

وأضاف أن جو بايدن تجاهل الحقيقة الواضحة المتمثلة في أن "الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يكمن في جوهر الصراع، إذ وصف بايدن الفلسطينيين بشكل أساسي إما بأنهم إرهابيون أشرار أو كمدنيين أبرياء يستحقون الحماية الإنسانية. لكن الأهم من ذلك أن الفلسطينيين هم وكلاء سياسيون يسعون إلى تقرير المصير ويرفضون أن يتم تجاهلهم"، وأكد أن "لغة جو بايدن الأيديولوجية المنحرفة: "لن ينتصر الإرهابيون. الحرية ستنتصر"، يتجاهل أن الاحتلال يعزز الظلم، ويقف في طريق السلام أيضًا.

وقال ستيفن فيرثم إن أي نجاح لأي حل مستقبلي في القضية الفلسطينية منوط بقرار واشنطن بتهديد خفض المساعدات العسكرية والدعم السياسي لـ"إسرائيل"، وأن تطبق تهديدها، وإلا فإن تل أبيب سوف تستنج أن الحديث الأمريكي "ليس إلا مجرد كلام". 

وعقب قائلًا أنه لا يمكن التعويل على بايدن للمضي قدمًا بهكذا تهديد، فهو من غير المرجح "أن يجازف بالانفصال عن إسرائيل، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في العام المقبل". 

ويستمر في حديثه عن ازدواجية معايير الولايات المتحدة في سياساتها، إذ "ناشدت الدول خارج الغرب معارضة روسيا لاحتلالها الأراضي واستهداف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ولكنها تبدو الولايات المتحدة غير مبدئية بشكل واضح لوقوفها في خط مستقيم مع إسرائيل بينما تحتل الأراضي الفلسطينية وتقطع الغذاء والمياه والكهرباء عن غزة".

مشيرًا إلى أن التداعيات السياسية داخليًا قد تكون مصيرية، إذ "يشعر الناخبون الشباب والأمريكيون العرب والمسلمون، وهم الدوائر الانتخابية الرئيسية لفوز بايدن في الانتخابات عام 2020، بالذعر من طريقة تعامله مع الحرب".