02-نوفمبر-2022
بتسلئيل سموتريتش زعيم الصهيونية الدينية ومعه ايتمار بن غفير

الترا فلسطين | فريق التحرير

حققت قائمة الصهيونية الدينية حضورًا قويًا في الانتخابات الإسرائيلية، سيجعلها الحزب الثاني في الحكومة التي سيشكلها زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو، ولن يكون بإمكانه تشكيل الحكومة بدونها. ويُعتبر أعضاء هذه القائمة من الأكثر تطرفًا بين جميع المرشحين للكنيست في هذه الانتخابات.

ورغم التنافس الظاهر بين بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، إلا أن كلاً منهما يكمل الآخر في العمل ضد الفلسطينيين، سواءً داخل الخط الأخضر والقدس أو في الضفة الغربية وقطاع غزة

وتتكون قائمة الصهيونية الدينية من حزب الصهيونية الدينية الذي يتزعمه بتسلئيل سموتريتش؛ ويمثل "تيار الصهيونية الدينية"، وحزب "القوة اليهودية" بزعامة ايتمار بن غفير، وهو الواجهة السياسية لتنظيم "كاخ" المصنفة كتنظيم إرهابي في الولايات المتحدة الاميركية.

وكان التنافس والاتهامات يحكمان العلاقة بين الزعيمين الشابين بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، إلا أن بنيامين نتنياهو (زعيم حزب الليكود) نجح في التوفيق بينهما وجمعهما في قائمة انتخابية واحدة، لضمان عدم ضياع أصوات اليمين في "إسرائيل".

وخلال دعايته الانتخابية، طالب بتسلئيل سموتريتش بمنحه منصب وزير جيش الاحتلال في الحكومة المقبلة. بينما طلب ايتمار بن غفير منحه حقيبة الأمن الداخلي، وهو المنصب الذي يقع في نطاق مسؤولياته مصلحة السجون وجهاز الشرطة، بما يشمل تنفيذ الأوامر في القرى الفلسطينية داخل الخط الأخضر والمضارب البدوية.

ورغم التنافس الظاهر بين بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، إلا أن كلاً منهما يكمل الآخر في العمل ضد الفلسطينيين، سواءً داخل الخط الأخضر والقدس أو في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبصفته ممثل تيار الصهيونية الدينية، يفضل بتسلئيل سموتريتش العمل بطريقة مؤسسية. مثلاً بتسلئيل سموتريتش من مؤسسي منظمة "رغفيم" المتخصص بملاحقة البناء الفلسطنيي في المناطق المصنفة "ج"، وكذلك ملاحقة البناء في النقب والقرى العربية في الداخل، ثم استصدار أوامر قضائية لهدمها. كما نجح بتسلئيل سموتريتش بتشريع قانون يشرعن استيلاء المستوطنين على أراض فلسطينية بملكية خاصة في الضفة الغربية.

بتسلئيل سموتريش زعيم الصهيونية الدينية
بتسلئيل سموتريتش

يُذكر أن بتسلئيل سموتريتش ولد عام 1980، في إحدى مستوطنات الجولان السوري المحتل، ثم أكمل دراسته في مدرسة "مركاز هراف" الدينية التي يتخرج منها قادة اليمين الاستيطاني، وتعتبر دفيئة التطرف التي يتخرج منها عدد كبير  الطلبة الذين تحولوا إلى ضباط كبار في جيش الاحتلال ومخابراته وصحفيين معروفين في وسائل إعلام كبيرة. واستولى بتسلئيل سموتريتش على أرض فلسطينية بملكية خاصة قرب مستوطنة "كدوميم" المقامة شرق قلقيلية وأقام عليها منزله. وهو من أبرز المطالبين بالإفراج عن منفذي جريمة إحراق عائلة دوابشة.

أما ايتمار بن غفير فقد ولد عام 1976 لأبوين يهوديين من أصل عراقي، وهو مستوطن في مستوطنة "كريات أربع" وسط الخليل، يعلق في منزله صورة منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي الحاخام باروخ غولدشتاين.

التحق ايتمار بن غفير في سن مبكرة بحركة "كاخ" الإرهابية، وبعد حظرها ظل يعمل مساعدًا للحاخام باروخ مارزل أحد قادة الحركة، وكان من بين المحرضين على رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق يتسحاق رابين بعد اتفاق اوسلو، وفي إحدى المقابلات التلفزيونية رفع شعار سيارة كاديلاك تم انتازعه من سيارة رابين الخاصة قائلاً: "لقد حصلنا على شعار سيارته وسنصل إليه". وبعد فترة وجيزة تم اغتيال رابين.

ايتمار بن غفير زعيم حزب قوة يهودية وشريك في قائمة الصهيونية الدينية
ايتمار بن غفير 

تم توجيه 53 لائحة اتهام ضد ايتمار بن غفير، أدين بثمانية جرائم، مثل إثارة الشغب وعرقلة ضابط شرطة والتحريض على العنصرية. كما أدين بحيازة مواد دعائية لمنظمة إرهابية. ورغم كل ذلك، درس ايتمار بن غفير المحاماة وبات محاميًا لتنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي.

خطورة بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير لا تقتصر على  احتمالية استخدام صلاحياتهما لتنفيذ برامج انتقامية من الفلسطينيين، بل أيضًا في قدرتهما على دفع الائتلاف الحكومي إلى التصويت على مشاريع قوانين عنصرية

ويحاول بنيامين نتنياهو إقناع بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير تغيير مطلبيهما بتولي وزارة الجيش ووزارة الأمن الداخلي، لتفادي ضغوط دولية متوقعة بسبب سيرتهما الذاتية وحساسية المنصبين. وهذه المهمة يتوقع أن تكون الأصعب أمام نتنياهو، في ظل إصرار بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير على تولي هذين المنصبين حصرًا، ما قد يُجبر بنيامين نتنياهو إلى الضغط عليهما عبر الحاخامات الكبار، لكن حتى هذه المحاولة قد لا يكتب لها النجاح.

وترفض الإدارة الأمريكية وجود ايتمار بن غفير في الحكومة الإسرائيلية، وهناك أنباءٌ أنها حذرت من عواقب انضمامه إليها. كذلك فإن جيش الاحتلال كمؤسسة يصعب عليهم قبول شخص بمواصفات بتسلئيل سموتريتش.

ولا تقتصر خطورة بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير في تولي هذين المنصبين على احتمالية استخدام صلاحياتهما لتنفيذ برامج انتقامية من الفلسطينيين، بل أيضًا في قدرتهما على دفع الائتلاف الحكومي إلى التصويت على مشاريع قوانين تعهدا في حملتهما الانتخابية بتشريعها. مثلاً، ايتمار بن غفير يخطط لتشريع قوانين تتعلق بتشديد ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين وإبعاد أسر الشهداء من الضفة الغربية، وتسهيل تعليمات إطلاق النار في الضفة الغربية. بينما يخطط بتسلئيل سموتريتش لسن قوانين تتعلق بملاحقة الأحزاب الفلسطينية والنشطاء السياسيين والجمعيات الأهلية داخل الخط الأخضر وليس فقط في الضفة الغربية.