14-يونيو-2024
البحر الأحمر والحوثيون ومنع مرور السفن

(Getty) انخفاض حركة النقل عبر الحاويات من مضيق باب المندب بنسبة 67%، وانخفضت حركة الناقلات بنحو 50%

تناول تقرير نُشر على صحيفة "وول ستريت جورنال" معضلة الولايات المتحدة، في إيقاف استهدافات أنصار الله الحوثيين في البحر الأحمر، ضد السفن المتجهة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وينطلق التقرير، من محاولة أنصار الله الحوثيين استهداف مدمرة تابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر.  ويشير التقرير إلى أن هجمات 9 كانون الثاني/يناير، كانت واحدة من أكبر "المعارك البحرية التي واجهتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية". أطلق الحوثيون في ذلك اليوم 18 طائرة مُسيّرة وصاروخ كروز إلى جانب الصاروخ الباليستي على أربع مدمرات أميركية وحاملة طائرات أميركية وسفينة حربية بريطانية في هجوم استمر أكثر من اثنتي عشرة ساعة".

ويقول تقرير "وول ستريت جورنال": تمكنت هجمات أنصار الله الحوثيين "من تعطيل الشحن وإبقاء الولايات المتحدة وحلفائها مقيدين، مما أحبط مهمة البحرية المستمرة منذ عقود والمتمثلة في إبقاء الممرات البحرية الحيوية في المنطقة مفتوحة".

تمكنت هجمات أنصار الله الحوثيين من تعطيل الشحن وإبقاء الولايات المتحدة وحلفائها مقيدين

وتعتبر هذه الاستهدافات "نتيجة مباشرة للجغرافيا المصيرية". وتضيف:  "قصرت إدارة بايدن ردها العسكري على هجمات الحوثيين، بهدف تجنب الانجرار إلى صراع أوسع. لكن هذا يعني أن أسطول السفن الحربية الأميركية والدول الحليفة لها قضى أسابيع وحتى أشهر في القيام بدوريات في البحر الأحمر في حالة تأهب، ومع ذلك استمرت الهجمات".

وقال جين موران، وهو قيادي البحرية الأميركية تولى قيادة السفينة لابون منذ أكثر من 20 عامًا، وهي من بين السفن التي استهدفت بالبحر الأحمر: "لم نتلق أي ضربة، ولكن من الناحية الاستراتيجية، لم نتمكن من استعادة تدفق البضائع".

وتمر أكثر من 20 ألف سفينة تجارية عبر البحر الأحمر في العام العادي، بما في ذلك 150 ناقلة ضخمة وسفينة حاويات، لكن حركة السفن عبر المضيق انخفضت بشكل حاد منذ بداية العدوان على غزة، وإعلان أنصار الله الحوثيين في تشرين الثاني/نوفمبر، عن دعمهم الفصائل والشعب الفلسطيني في غزة، مما أدى إلى انخفاض حركة النقل عبر الحاويات من مضيق باب المندب بنسبة 67%، وانخفضت حركة الناقلات بنحو 50%، وفقًا لشركة ويندوارد، للاستخبارات البحرية.

ويستهدف الحوثيون السفن المملوكة لإسرائيل أو تلك المتجهة إلى ميناء إيلات، والذي شهد انخفاضًا حادًا في حركة السفن. إذ قامت العديد من شركات الشحن بإعادة توجيه السفن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا.

وقال أفريل هاينز، مدير المخابرات الوطنية الأميركية، في شهادة أمام الكونغرس الشهر الماضي، إن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لم تكن كافية لردع الجماعة عن استهداف السفن، وإن التهديد "سيظل نشطًا لبعض الوقت".

وقال فرانك ماكنزي، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية، إنه كلما استمرت هجمات لفترة أطول، زاد احتمال إصابة سفينة حربية أمريكية. وأضاف: "هناك دائمًا احتمال لحدوث شيء ما وضرب إحدى سفننا، وهذه الفرصة تزيد كلما سمحنا للوضع بالاستمرار"، بحسب تعبيره.

وتقول البحرية الأميركية إنها أنفقت حوالي مليار دولار على الذخائر المستخدمة في البحر الأحمر، وشنت أكثر من 450 ضربة واعترضت أكثر من 200 طائرة مُسيّرة وصاروخ منذ تشرين الثاني/نوفمبر عندما بدأت الاستهدافات.

ويشعر المسؤولون الأمريكيون بـ"القلق" من أن الصراع ببساطة غير مستدام بالنسبة للقاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية، المتوترة بالفعل بسبب طلبات الأسلحة من أوكرانيا وإسرائيل. 

وقالت إميلي هاردينج من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "إن إمداداتهم من الأسلحة من إيران رخيصة ومستدامة للغاية، لكن إمداداتنا باهظة الثمن، وسلاسل التوريد لدينا معطلة، وذيولنا اللوجستية طويلة. نحن نلعب لعبة اجتز الخلد وهم يلعبون لعبة طويلة"، أي أن الولايات المتحدة تعمل بشكلٍ تكتيكي في المنطقة، بينما سلوك أنصار الله الحوثيين استراتيجي إلى حد كبير.