24-أكتوبر-2024

شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال نفذت سلسلة مداهمات لعدد من المنازل في مخيم الفوار جنوب الخليل، وأشارت المصادر إلى أن الاحتلال حول عددًا من المنازل إلى ثكنات عسكرية مؤقتة ومراكز للتحقيق الميداني، حيث أجبر أصحابها على مغادرتها تحت تهديد السلاح.

وفي بلدة دورا جنوب الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال المواطنين محمد موسى الحروب ومحمد زياد عمرو عقب تفتيش منزليهما وتدمير محتوياتهما. فيما اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي بلاطة وعسكر شرق مدينة نابلس. وأفادت مصادر محلية أن عددًا من الدوريات العسكرية الإسرائيلية ترافقها جرافة اقتحمت المخيمين، حيث سمعت أصوات إطلاق نار خلال تقدم القوات، فيما سيرت الآليات العسكرية في عدة أحياء داخل المخيمات. وعلى الرغم من كثافة الاقتحام وإطلاق النار، لم يبلغ عن وقوع اعتقالات أو إصابات.

في وقت متأخر من صباح اليوم الخميس، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي

وفي مدينة البيرة، جابت آليات عسكرية إسرائيلية شوارع وأحياء المدينة بعد اقتحامها فجر اليوم الخميس، وتمركزت قوات الاحتلال في حي البالوع دون أن يبلغ عن أيّ اعتقالات أو مواجهات مع المواطنين. وفي وقت لاحق من مساء اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دير أبو مشعل غرب رام الله بعدة آليات عسكرية، وقامت بعمليات تفتيش لمنازل المواطنين وجابت شوارع البلدة، إلا أن المصادر المحلية لم تبلغ عن اعتقالات.

كما شهدت بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية اقتحامًا من قوات الاحتلال مساء الأربعاء. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال داهمت عدة أحياء في البلدة، منها حي "المنطار" و"الجامع القديم"، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين الذين كانوا في الشوارع. ورغم كثافة إطلاق القنابل، لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو اعتقالات بين صفوف المواطنين.

وفي حادثة منفصلة، أصيب فلسطينيان مساء الأربعاء جرّاء سقوط صاروخين في قرية راس عطية جنوب قلقيلية. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن شابين في العشرينات من عمرهما أصيبا نتيجة الشظايا التي خلفتها الصواريخ، حيث أصيب أحدهما بشظية في الرأس والظهر وهو من قرية راس عطية، بينما أصيب الآخر بجروح في القدم واليد وهو من قرية عزبة جلعود المجاورة. وتم نقل المصابين إلى مستشفى درويش نزال الحكومي في مدينة قلقيلية لتلقي العلاج. ولم تحدد المصادر الفلسطينية حتى اللحظة مصدر الصاروخين، وما إذا كانا قادمين من لبنان أو نتيجة للصواريخ الاعتراضية التي يطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي في تلك المنطقة.

وأصدر الدفاع المدني الفلسطيني بيانًا مقتضبًا أوضح فيه أن طواقمه هرعت إلى مكان الحادث في قرية راس عطية للتعامل مع آثار الشظايا التي أصابت الموقع. وأفاد الدفاع المدني بأن الإصابة التي تعرّض لها أحد الشبان طفيفة، مؤكدًا أنه يعمل حاليًا على إزالة الأضرار التي خلفتها الشظايا في المكان، والتي شملت حفرة كبيرة ومركبة متضررة. كما نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا توثق آثار الحادث تظهر فيها حفرة ناتجة عن الانفجار ومركبة متضررة.

وفي وقت متأخر من صباح اليوم الخميس، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر محلية بأن مجموعات متتالية من المستوطنين، وبأعداد كبيرة، اقتحمت باحات المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة، وأدت طقوسًا تلمودية في الجهة الغربية من المسجد. وجاء هذا الاقتحام بالتزامن مع احتفال المستوطنين بعيد "فرحة التوراة" اليهودي.

وأشارت المصادر إلى أن المسجد الأقصى شهد خلال الأيام الماضية اقتحامات مكثفة من قبل المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، وذلك بمناسبة عيد "العُرش" اليهودي. 

وفي الوقت ذاته، شهدت البلدة القديمة في القدس وأزقتها المحيطة بالمسجد الأقصى اعتداءات متكررة من المستوطنين على المقدسيين وأملاكهم، حيث تم تسجيل عدة اعتداءات لفظية وجسدية. واستغلت سلطات الاحتلال الأعياد اليهودية لفرض قيود مشددة على حركة المواطنين الفلسطينيين في القدس، حيث أغلقت الحواجز العسكرية ومنعت العديد من المواطنين من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة.

وتأتي هذه الاعتداءات في ظل تصاعد مستمر في أعداد المستعمرين المقتحمين للمسجد الأقصى، حيث أشارت التقارير إلى أن أعداد المستعمرين الذين اقتحموا المسجد خلال السنوات الماضية كانت لا تتجاوز الـ 5 آلاف سنويًا، إلا أن هذا العدد ارتفع بشكل كبير هذا العام ليصل إلى أكثر من 60 ألف مقتحم، في ظل تشجيع متزايد من قبل الجماعات المتطرفة الإسرائيلية ومحاولاتهم المتواصلة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى.