21-أكتوبر-2024
الاحتلال يواصل الهجوم على الأونروا

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في قطاع غزة، حيث كثفت هجماتها العنيفة على عدة مناطق، فيما حاصرت اليوم الإثنين مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تؤوي نازحين في محيط بركة أبو راشد بمخيم جباليا شمال القطاع. ووفقًا لتقارير إعلامية وشهود عيان، فإن مدفعية الاحتلال تقصف بشكل مستمر محيط مراكز الإيواء التابعة للوكالة، مما يعرّض حياة آلاف المدنيين الفارين من القصف للخطر.

وفي وقت سابق، أعلنت الأونروا أن سلطات الاحتلال رفضت طلبًا عاجلاً تقدمت به الوكالة لإجلاء العالقين تحت الأنقاض، جراء القصف الإسرائيلي المستمر. وتأتي هذه التطورات في ظلّ مجاعة متفاقمة يعاني منها السكان في شمال القطاع، حيث تستمر إسرائيل في منع إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى المنطقة، وفرض حصار مشدد يفاقم معاناة المدنيين.

أعلنت وزارة الصحة في غزة عن سبع مجازر مروعة بحق العائلات الفلسطينية خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث أسفرت هذه الهجمات عن استشهاد 84 مدنيًا، وإصابة 158 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة

وأوضحت المتحدثة باسم الأونروا، إيناس حمدان، في تصريحات صحفية، أن "إسرائيل رفضت الاستجابة للنداءات الإنسانية المتكررة من الوكالة لإجلاء الجرحى والناجين من تحت الأنقاض، في خطوة تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني". وأضافت أن "الأوضاع في شمال القطاع كارثية على كافة المستويات، مع نقص حاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية، وسط تواصل القصف العنيف الذي يستهدف المناطق المكتظة بالسكان".

وأشارت حمدان إلى أن المرافق الصحية والإنسانية في المنطقة مهددة بالانهيار، وأن النازحين الذين لجأوا إلى مراكز الأونروا يعيشون في ظروف مأساوية، في ظلّ تزايد حالات الوفاة والإصابات جراء القصف والافتقار إلى الرعاية الطبية اللازمة.

مجازر ضد المدنيين

وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن سبع مجازر مروعة بحق العائلات الفلسطينية خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث أسفرت هذه الهجمات عن استشهاد 84 مدنيًا، وإصابة 158 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأفادت الوزارة أن عددًا من الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل الذي يعيق عمليات الإسعاف والدفاع المدني.

وترتفع حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول\أكتوبر 2023 إلى 42603 شهيدًا، إضافة إلى إصابة 99795 آخرين، في ظل استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي على المناطق السكنية والمرافق الحيوية.

غارات مكثفة على جباليا ومناطق أخرى

ولا تزال الغارات الجويّة الإسرائيلية مستمرة على مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة، وخاصة في مخيم جباليا ومنطقة الصفطاوي. وأفادت مصادر محلية بأن القصف الذي استهدف جباليا جاء بالتزامن مع عمليات إطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال على منازل المدنيين في المنطقة، ما تسبب في تدمير عدد من المنازل وإصابة سكانها.

وفي خانيونس، جنوب قطاع غزة، استهدفت غارة جوية خيمة نازحين في منطقة المواصي، ما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة ثمانية آخرين، وفق ما أفادت به مصادر طبية. ويأتي هذا التصعيد في وقت يعاني فيه السكان النازحون من ظروف قاسية، حيث فقدوا منازلهم ولجأوا إلى الخيام والمراكز المؤقتة في ظل نقص حاد في الإمدادات الأساسية.

وأعلنت وزارة الأشغال العامة في قطاع غزة أن أكثر من 80% من الطرق تعرضت للتدمير الكلي وتحتاج إلى إعادة تأهيل شامل. وأضافت الوزارة أن معظم الآليات والمعدات الثقيلة التابعة لها قد تم استهدافها وأصبحت خارج الخدمة تمامًا، مما يعيق عمليات الإنقاذ وإعادة البناء. كما أشارت إلى أن أكثر من ربع مليون وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي، ما جعلها غير صالحة للسكن. 

قصف مقر قيادة إسرائيلي

وفي سياق العمليات العسكرية الفلسطينية، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت مقر قيادة وسيطرة تابعًا لجيش الاحتلال في منطقة جحر الديك، جنوب مدينة غزة، مستخدمةً قذائف هاون ثقيلة. وجاء هذا الإعلان وسط تزايد المواجهات المسلحة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في عدة محاور داخل قطاع غزة.