دأبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من تشرين الأول\أكتوبر 2023، على تنفيذ اقتحامات موسعة وبأعداد كبيرة من الجنود والآليات وعناصر المخابرات لقرى وبلدات الضفة الغربية.
وهذه الاقتحامات التي تبدأ بعد منتصف الليل تمتد لعدة ساعات وقد تصل إلى يوم كامل، يتخللها اقتحام عشرات المنازل بصورة همجية، وإقامة حواجز ميدانية في القرى والبلدات، وإغلاق مداخلها، وإقامة مركز تحقيق ميداني، ويتم اقتياد عشرات الشبان إليه، يجري لاحقًا الإفراج عن غالبيتهم.
القاسم المشترك في هذه الاقتحامات هو تخريب عشرات المنازل، واحتجاز الشبان لعدة ساعات مع التحقيق معهم من ضابط المخابرات وتهديدهم بالاعتقال الإداري في حال قاموا بأي نشاط
وآخر البلدات بالضفة الغربية التي تعرضت لمثل هذه العمليات العسكرية الواسعة كانت بلدة يطا في جنوب الخليل.
يقول رئيس بلدية يطا محمد شواهين لـ"الترا فلسطين"، إن بلدة يطا تتعرض لاقتحامات يومية من قبل جيش الاحتلال وإغلاق مداخل البلدة خاصة الرئيسية منها، واعتقال الشبان، لكنها تعرضت الأسبوع الماضي لاقتحام واسع مختلف.
وأضاف شواهين، أن بلدة يطا تعرضت قبل أربعة أيام لاقتحام كبير، جرى خلاله انتشار قوات الاحتلال في كافة المناطق الجغرافية فيها.
وتابع شواهين، أنه جرى اقتحام عشرات المنازل بصورة همجية ونفذ الاحتلال أعمال تخريب وتدمير للممتلكات فيها، واقتياد الشبان إلى مركز تحقيق ميداني في البلدة.
وقال شواهين، إن الشبان الذين تم اعتقالهم جرى احتجازهم لعدة ساعات تخللها تحذير وتهديد مباشر للشبان، مثل اتهامات بكتابة منشور أو مشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو التحذير من أيّ نشاط وعدم التدخل في الحالة العامة التي تجري في الضفة الغربية وغزة، وبأن يبقى الشاب في حاله كي لا يتم اعتقاله إداريًا.
ونوّه شاهين إلى أن هذه اقتحام أدى إلى تعطيل العملية التعليمية في المدارس وفي جامعة القدس المفتوحة وعرقل وصول العمال إلى مناطق عملهم، وأعاق الحركة العامة في البلدة وفتح المحال التجارية حتى ما بعد ساعات الظهيرة.
يريد جيش الاحتلال دائما إثبات ليس فقط بأنه موجود وإنما موجود وقوي وفاعل، ومن هنا تأتي هذه الاقتحامات اليومية- وفق أبو العدس، بأن الجيش حاضر دائمًا وموجود "ولا تفكر أيها الفلسطيني بأي شيء يضرّ أممنا"
وكان "الترا فلسطين" قد تابع في أخبار منفصلة سلسلة من هذه الاقتحام في قرى وبلدات سلواد وكفر نعمة وسنجل في محافظة رام الله، ودورا وترقوميا ويطا في الخليل، وعزون وجيوس في قلقيلية، وغيرها من المناطق.
وكان القاسم المشترك في هذه الاقتحامات هو تخريب عشرات المنازل، واحتجاز الشبان لعدة ساعات مع التحقيق معهم من ضابط المخابرات وتهديدهم بالاعتقال الإداري في حال قاموا بأي نشاط، ووصلت إلى حد التهديد بالتصفية وهدم المنازل لبعض الشبان.
يقول الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس، إن جيش الاحتلال يرمي من وراء هذه الاقتحامات وبهذا الشكل لتحقيق 3 أهداف رئيسية.
🎥 3 أهداف وراء اقتحامات جيش الاحتلال الموسعة لقرى وأرياف #الضفة_الغربية. pic.twitter.com/shiMyF0KCL
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 24, 2024
وأفاد أبو العدس لـ"الترا فلسطين"، أن الهدف الأول هو إثبات الحضور، بمعنى أنه في العقلية العسكرية الإسرائيلية، يجب أن يشعر الفلسطيني دائمًا، بأنه مهدد من قبل إسرائيل، وبأن الجيش الإسرائيلي موجود على عنقه.
وبالتالي يريد جيش الاحتلال دائما إثبات ليس فقط بأنه موجود وإنما موجود وقوي وفاعل، ومن هنا تأتي هذه الاقتحامات اليومية- وفق أبو العدس، بأن الجيش حاضر دائمًا وموجود "ولا تفكر أيها الفلسطيني بأي شيء يضرّ أممنا".
وأضاف أبو العدس، أن الهدف الثاني من وراء هذه الاقتحامات والعمليات العسكرية هو التحقيق مع الشبان بشكل منفرد، وربما يكون هناك عناصر من بينهم صغار السنّ، يتمكّن الاحتلال عبر الضغط عليهم سواء بلقاء ميداني أو في مركز التوقيف وتهديدهم لدفعهم إلى السقوط الأمني والتعاون معهم.
وتابع أبو العدس، أن الهدف الثالث فهو عندما يُكلّف ضابط جديد في منطقة ما، حيث يجري تغيير ضباط المناطق كل عامين بحركة دورية، وعندما يتسلّم ضابط جديد فإنه يحاول استعراض قوته في المناطق الموكل بها، لبثّ رسالة أنه "قادر وموجود"، ولكي يتعرف وجهًا لوجه مع الشبان والأشخاص الذين لديهم ملفات أمنية وتوجيه تهديدات لهم، في حال قاموا بأي نشاط ضد الاحتلال.