الترا فلسطين | فريق التحرير
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، صباح اليوم الثلاثاء، أن رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، هدد المدعية العامة السابقة لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، بهدف إيقاف التحقيقات الجارية ضد "إسرائيل".
وبيّن التحقيق أن كوهين تواصل مع بنسودا، قبل قرارها فتح تحقيق بشأن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على يد الاحتلال ضد الفلسطينيين.
هدف الموساد كان الإضرار بسمعة بنسودا أو إقناعها بالتعاون مع "إسرائيل"
وبدأ التحقيق في عام 2021، وبلغ ذروته بطلب إصدار مذكرة اعتقال قدمها المدعي الحالي كريم خان الأسبوع الماضي. وأفاد مسؤول إسرائيلي لصحيفة "الغارديان" أن كوهين تصرف بموافقة جهات أعلى منه.
وذكر مصدر إسرائيلي آخر أن هدف الموساد كان الإضرار بسمعة بنسودا أو إقناعها بالتعاون مع "إسرائيل"، بينما وصف مصدر ثالث كوهين بأنه "مبعوث نتنياهو غير الرسمي". وكشفت أربعة مصادر تحدثت للصحيفة البريطانية وشركائها في التحقيق "تاشا لوكال" ومجلة +972، أن بنسودا أخبرت مجموعة صغيرة من كبار المسؤولين في محكمة لاهاي الجنائية عن الضغوط التي يمارسها الموساد عليها.
وذكرت بنسودا أن كوهين ضغط عليها عدة مرات، وقال لها: "عليك مساعدتنا ودعينا نعتني بك. لا تريدين التورط في أشياء من شأنها الإضرار بسلامتك أو سلامة عائلتك". ووصف أحد المصادر تكتيكات كوهين بأنها "صادمة"، مشيرًا إلى أن الموساد كان مهتمًا بأفراد عائلة بنسودا، وحصل على نسخ من المحادثات السرية لزوجها في محاولة لاستخدامها للإضرار بمصداقية المدعية.
ورد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية على هذه الادعاءات، قائلاً لصحيفة "الغارديان": "الأسئلة المقدمة إلينا مليئة بادعاءات كاذبة ولا أساس لها من الصحة، تهدف إلى الإضرار بدولة إسرائيل". ولم يعلّق كوهين أو بنسودا على التحقيق الصحفي حتى الآن.
تأتي هذه التطورات في ظل توتر متزايد بين إسرائيل والمجتمع الدولي بشأن التحقيقات في جرائم الحرب، ما يثير تساؤلات حول مدى تأثير الموساد في محاولات التأثير على القضاء الدولي، وحول مستقبل العلاقات بين إسرائيل والمحكمة الجنائية الدولية.