25-يوليو-2017

أُصيب 16 فلسطينيًا بجروح متفاوتة، إثر مواجهات عنيفة اندلعت فجر يوم الثلاثاء 25 تموز/يوليو، في مناطق متفرقة بمدينة القدس، بعد أن أزالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي البوابات الإلكترونية، وشرعت بإجراءات استبدالها بكاميرات ذكية.

ومع حلول منتصف الليل، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إلى باب الأسباط، وباب المجلس، في القدس العتيقة، وفرضت طوقًا عسكريًا على المنطقتين، وشرعت بإزالة البوابات الإلكترونية بمشاركة نحو 200 عامل، وبإشراف رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات.

إسرائيل تستبدل البوابات الإلكترونية عند الأقصى بكاميرات ذكية، والأوقاف الإسلامية في القدس وأهل المدينة، يؤكدون رفضهم القطعي للخطوة

وقبل الانتهاء من إزالة البوابات، كان العمال قد نصبوا جسورًا  سيُخصص كل منها لتركيب أربع كاميرات، وذلك تنفيذًا لقرار "الكابينيت" الصادر مساء أمس، باستبدال البوابات الإلكترونية بهذه الكاميرات. وتخلل تركيب المعدات، تكسير بلاط في منطقة باب الأسباط، وتقطيع أشجار تحجب الرؤيا عن كاميرات الاحتلال.

وأفادت مصادر إسرائيلية بأن مشروع تركيب الكاميرات الذكية سيكلف 100 مليون شيكل، وسيستغرق ستة أشهر.

وتقول المصادر، إن هذه الكاميرات قادرة على تحديد الوجوه، ما يعني أن الاحتلال سيستطيع التعرف على هوية كل شخص يدخل المسجد الأقصى، وكم مرة دخل إليه.

وتزامنا مع إزالة البوابات، دعت مساجد القدس عبر مكبرات الصوت سكان المدينة للتوجه فورًا إلى باب الأسباط، ما دفع قوات الاحتلال إلى قمع المحتجين، لتندلع مواجهات عنيفة تركزت في واد الجوز وباب الأسباط، وأسفرت عن إصابة 16 محتجًا، بينهم 6 مصابين نُقلوا إلى المستشفى، وأحدهم اعتقلته قوات الاحتلال من داخل سيارة الإسعاف، وهو مصاب في يده، وقد وُصفت حالته بأنها طفيفة.

وعلّق رائد دعنا مدير الوعظ والأرشاد في الأوقاف الإسلامية، بأن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي تحت جنح الظلام غيّرت المعالم التاريخية لباب الأسباط، مؤكدًا أن هناك قرار برفض أي محاولات للالتفاف على مطالب الأوقاف وأهل القدس، بإنهاء كافة الإجراءات الجديدة في الأقصى.

فيما قال ناجح بكيرات رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، إن خطوة الاحتلال مرفوضة قطعيًا، وأن الأوقاف لن تقبل بأنصاف الحلول، وستواصل رفض أي إجراءات تفتيش عند الأقصى، والمطالبة بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 14 تموز/يوليو، عندما فرض الاحتلال سيطرته الكاملة على الأقصى.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، واصل فلسطينيون رفضهم لإجراءات الاحتلال، وبدأوا التغريد على هاشتاغ جديد (#الكاميرات_لأ)، مؤكدين رفضهم بشكل قطعي لتركيب الكاميرات التي اعتبروها وجهًا آخر للتفتيش عبر البوابات الإلكترونية.

ويعلل المحتجون رفض الكاميرات، بأنها تعني فرض الاحتلال سيادته الكاملة على المسجد الأقصى، وتغيير الأوضاع القائمة فيه، وانتهاك خصوصية المصلين وحريتهم، وترسيخ سياسات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد، مؤكدين أن رفض الإجراءات الجديدة لا يقتصر فقط على التفتيش المهين الذي ستتسبب به.


اقرأ/ي أيضًا: 

حتى نكره المسجد الأقصى

ربيع القدس.. خريف تل أبيب

حرب لا دين لها