يواجه الأسير المحرر طارق عز الدين (44 عامًا) خيار الموت بدون علاج، أو الموت بعلاج خاطئ، نتيجة إصرار السلطات المصرية على منعه من السفر، رغم تأكيد مصادر رسمية فلسطينية بالتنسيق لسفره من أجل تلقي العلاج من مرض سرطان الدم "اللوكيميا" الذي تم اكتشاف إصابته به قبل شهر.
والأسير عز الدين من محرري صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وقد تم إبعاده إلى قطاع غزة فور الإفراج عنه، بعد 9 سنوات من الاعتقال بتهمة قيادة سرايا القدس في مدينة جنين.
السلطات المصرية تمنع أسيرًا محررًا مبعدًا إلى قطاع غزة من السفر لتلقي العلاج من مرض السرطان رغم وضعه الخطير
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح يوم الجمعة الماضي، فتحضّر عز الدين للسفر بعد أن أبلغت مصادر رسمية فلسطينية، مقربين منه، أنه تم التنسيق للأمر، لكن السلطات المصرية أجبرته على العودة؛ بحجة عدم وجود تنسيق، قبل أن تتدخل جهات رسمية في قطاع غزة، والسفارة الفلسطينية في القاهرة، وتبلغه بإتمام التنسيق للسفر يوم السبت.
يبين رامز الحلبي، الذي رافق عز الدين في الرحلة، أن السلطات المصرية أدخلته يوم السبت إلى الصالة وطلبت منه الانتظار، وقد ظل الجميع بانتظار الرد حتى الساعة الواحدة والنصف فجرًا، قبل أن تبلغه السلطات المصرية بضرورة العودة إلى قطاع غزة لعدم وجود تنسيق.
ويعاني عز الدين من "لوكيميا" حادة، تم اكتشافها في شهر شباط/فبراير الماضي، لكن الأطباء في قطاع غزة لم يستطيعوا الكشف عن الخلايا المصابة، بسبب عدم توفر الفحوصات اللازمة لذلك، وقد أعربوا عن مخاوفهم من يؤدي تقديم العلاج له دون التأكد من درجة المرض وانتشاره إلى تدهور حالته الصحية.
يقول الحلبي: "عز الدين الآن في غزة بين الموت بدون علاج، أو الموت بعلاج دون تشخيص دقيق لحالته".
وناشد الحلبي الرئيس محمود عباس التدخل فورًا لإنهاء معاناة طارق، مؤكدًا أن وضعه الصحي في غاية الخطورة، "وكل كيلومتر يمشيه باتجاه معبر رفح دون أن يؤدي إلى سفره يفقده أيامًا من عمره" حسب تعبيره.
والأسير عز الدين من بلدة عرابة في جنين، كان من قيادات سرايا القدس في انتفاضة الأقصى، وقد تم اعتقاله بعد معركة مخيم جنين عام 2002، ثم الحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة لـ20 عامًا، بعد اتهامه بقيادة السرايا والتخطيط لعمليات فدائية أدت لمقتل إسرائيليين.